واشنطن 07 ديسمبر 2020 (وال) – ذكرت صحيفة الحرة الأمريكية، في تقرير لها، أن الحرب والجوع دفعوا الليبيين إلى بيع كل شيء من أجل الحصول على المال لسداد الديون وشراء الأدوية، وآخرها بيع المحولات الحفازة الموجودة في أنابيب عوادم السيارات والتي تقلل الغازات السامة المنبعثة من السيارة.
وتابعت الحرة، في تقرير لها نقلته من صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن الليبيين يبيعون هذه المحولات لارتفاع سعرها، لأنها تحتوي على عنصر البلاديوم، مشيرة إلى أنه منذ أن وضع الاتحاد الأوروبي معايير جديدة لخفض معدل انبعاثات الكربون من السيارات في عام 2014، ارتفع سعر البلاديوم بشكل كبير لاستخدامه في هذه المحولات، فقد وصلت قيمته 2590 دولارًا للأونصة، متجاوزًا قيمة الذهب في الوقت الحالي والتي تبلغ 1640 دولارًا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذا المعدن أصبح مصدر ثروة لبعض العائلات الليبية، لأنه في أوقات الحرب والجوع، تعتبر حماية البيئة رفاهية.
ونقلت الصحيفة على لسان، هشام بن سريتي للصحيفة: “لقد تعلمت من صديقي أن لدي كنزًا مخبأ في سيارتي. نظرًا للاقتصاد الجاف وتأخر الرواتب وارتفاع الأسعار، ذهبت مع صديقي إلى أحد تجار الكربون الذي كان يمتلك ورشة عمل متخصصة لهذا الغرض ووضع لافتة كبيرة توضح بالتفصيل طبيعة عمله”.
وأضاف: “كان لديه عدد من العمال الأفارقة الذين كانوا منشغلين في تفكيك المحولات الحفازة وإعطائها لمدير الورشة الذي يزنها باستخدام الميزان الذي وضعه على مكتبه بجانب مبالغ ضخمة من المال الهش”.
وتختلف الأسعار من تاجر إلى آخر، وذكر سالم العجيلي، صاحب إحدى ورش تداول الكربون أن الشراء بالوزن لا يعطي القيمة الحقيقية للمنتج للبائع، وقال “السعر لا يقاس بالوزن، بل بالجودة، والتي يمكن التأكد منها من خلال الكود الرقمي أو المفتاح المدرج على المحول الذي يظهر قيمته حسب الأسعار المدرجة في كتالوج خاص. ثم يتم تقدير السعر وفقًا للقيمة الحالية للدولار”.
وأوضح حسين المهدي، العامل في إحدى هذه الورش: “عدد السيارات التي يتم إحضارها إلى الورشة يختلف كل يوم، فهذا يعتمد على الأموال النقدية المتاحة للناس. في بعض الأيام، نعمل على خمس سيارات وفي أخرى نحصل على 35 إلى 50 سيارة، وتتراوح الأسعار بين 500 و 6000 دينار ليبي (370 إلى 4430 دولار) حسب جودة المعدن”. (وال – واشنطن) س س