بنغازي 07 ديسمبر 2020 ( وال ) – على رُغم من خروج وتوديع فريق النصر الأول لكرة القدم المنافسة الأفريقية مساء الأحد؛ من الدور التمهيدي الـ 64 من رابطة الأبطال الأفريقية، وعلى الرغم من الاستعداد المتأخر للفريق، إضافة إلى تولي الإدارة الجديدة المنتخبة مؤخرًا زمام الأمور قبل موعد المشاركة الأفريقية بأيام قليلة، إلا أن هذه المشاركة لم تكن سيئة على الإطلاق نظرًا بالظروف المحيطة.
مشاركة النصر هذا العام؛ ليست كمشاركة النسخة الماضية والتي كانت مشرفة إلى حد بعيد مقياسًا بالمستويات القوية التي قدمها اللاعبون، لاسيما وأن ذلك التشريف امتد على نطاق واسع في البلاد حتى يومنا هذا، واسترجعت بذلك جماهير النصر الشغوفة بذكريات الزمن الجميل للفريق.
وبالنظر إلى لقاء شباب بلوزداد الجزائري وتفوقه على النصر الليبي، سنجد أن أهداف الفريق الخصم الأربعة جميعها من أخطاء فادحة من الدفاع وحارس المرمى، مع كامل الاحترام والتقدير لكل من ارتدى غلالة النصر أو جالس على دكة البدلاء في هذه المشاركة.
بيت القصيد والحديث في هذه المشاركة حول الحارس البديل، فعندما استبدل فتحي الطلحي غير المحظوظ بتاتًا بالحارس الشاب صاحب بطولة الدوري للنصر موسم 2018 إسلام الهرام، تغير الحال، وأعطى “دهوكة” كما يحلو للجماهير تسميته، الاتزان لخط دفاعاته بحضوره البدني والذهبي وحتى تحركات داخل المنطقة الخاصة به، والتي كانت مفقودة عن زميله فتحي الطلحي.
“دهوكة” أبن الـ 21 ربيعًا، والذي سجل أسمه سلفًا في سجلات الدوري الليبي، كأصغر حارس مرمى يحصل بطولة دوري لاسيما وأن عمره كان الـ 18 عام وثمانية أشهر، لوله لكانت النتيجة أكثر من ثنائية، حيث تمكن الحارس من أبعاد العديد من الكرات، وهذا بشهادة كل متابعي كرة القدم الليبية، والتي نادت به بعد مواجهة الذهاب، والتي حملت أخطاء بديهية لا تليق باسم وعراقة النصر الجميل.
هذا وعند دخول الحارس إسلام الهرام؛ لوحظ أن هناك اتزان في الخط الخلفي، من خلال صيحاته للمدافعين، إضافة إلى الخروج المبكر للكرة قبل الوصول إلى مهاجمي الخصم، فتلك الكرات الخطرة التي أبعد دهوكة عن مرماه، تصور أن الكرة ولجت شباكه، كيف سيكون حالة، وكيف ستكون نتيجة اللقاء.
الخطر في هذه المواجهة على البديل الناجح؛ إسلام الهرام بدأ في الدقيقة ( 70 ) والتي فيها خرج مُبعدًا الكرة وسط زحام من اللاعبين، فكانت بمثابة خروج الثقة في النفس وكأنه متعمد في ذلك، ففي الدقيقة ( 74 ) أبعد الحارس إسلام الهرام تسديدة لاعب وسط بلوزداد أمير سعيود إلى ركنية، بعد أن راوغ الجزائري داخل منطقة الجزاء المدافع صلاح فكرون من الجهة اليُمنى.
وأستمر دهوكة في حماية عرين فريقه مع مطلع الدقيقة (78)، ومن كرة مرسلة طويلة من اللاعب شعيب قداد باتجاه مرمى النصر خرج دهوكة وكأنه أخر مدافع مبعدًا الكرة على مرتين، الأول بضربة قبل أن تصل إلى لاعب الوسط زكريا دراوي، لتذهب الكرة في الثاني إلى أمير سعيود الذي سدد وجدت خروج وتمركز دهوكة الصحيح.
لم يتوقف الحارس الشاب في أثبات ذاته، وحماية مرماه، باعثًا برسالة واضحة المعالم لكيان النصر استحق بأن أكون الأساسي، وفي الدقيقة (87)، عاد اللاعب أمير سعيود مجددًا ليهدد مرمى النصر، ومن تسديد قوية كانت مخادعة، وجدت الحارس إسلام دهوكة معبرًا بطريقته الخاصة مبعدها عن الخشبات الثلاثة.
واصل أبن الترابية دهوكة تألقه، وفرض شخصيته في الملعب، وحاول صحبة زملائه تعديل النتيجة، لكن القدر والظروف وغياب الدوري حالة دون ذلك، ومع مطلع الدقيقة (92) عاد دهوكة مجددًا ليحافظ على شباكه حارمًا اللاعب زكريا دراوي من هدف محقق، بعد أن قام الأخير بعملية دوران وسدد كرة قوية.
هدف بلوزداد الثاني والذي جاء في الدقيقة (94) لا يتحمل مسؤوليته دهوكة، ليس تعاطفًا معه ولا تحاملاً على أحد، فكرة القدم فيها أخطاء وعلمها غير ثابت وأهدافها في ثوانٍ، وبعد أن مرر أمير سعيود في هذه الدقيقة كرة بينية لزميله ريان حايس فالأخر سدد بقوة، اصطدمت بعدها كرته بالمدافع صلاح فكرون مغيرًا مسار الكرة، بل وضعت إسلام في خبر كان. (وال – بنغازي ) س أ / ر ت