طرابلس 11 ديسمبر 2020 (وال) – أكد عضو ما يُسمى “المجلس الأعلى للدولة” الإخواني أبو القاسم قزيط، أن الحوار الليبي برعاية البعثة الأممية والذي بدأت جلساته في تونس، مُتعثر ولم يتقدم نحو تحقيق أهدافه بعد، مشيرًا إلى أنه لا يجب رفع سقف التوقعات بشأن ما سيؤدي إليه، مؤكدًا أن التعبير عن النوايا دائمًا جيد لكن الممارسات على أرض الواقع شيء مختلف خاصة عندما يتعلق الأمر بلحظة الحسم والاختيار.
ورأى في تصريحات متلفزة، أن رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، لم تشخص الحالة الليبية تشخيصًا دقيقًا، ولم يتم بناء هيكل الحوار بحيث يؤدي إلى الحلول المرجوة.
وأضاف أن الملتقى لم يتوصل إلى نتائج مهمة حتى الآن، وأن تحديد موعد لإجراء الانتخابات نهاية العام المقبل لا يعدو كونه إعلان نوايا لأنه لم يتم الاتفاق على الطريقة التي يمكن بها الوصول للانتخابات، لافتًا إلى وجود خلافات كبيرة بشأن طريقة الوصول للانتخابات.
وأضاف أن البعثة صادرت سلطات وصلاحيات مجلسي النواب والدولة التي أعطتها لهما الانتخابات واتفاق الصخيرات، ومنحت تلك السلطات إلى مجموعة شخصيات من اختيار البعثة، مؤكدًا أن الشخصيات التي اختارتها البعثة لم تكن مُقنعة للشعب الليبي، كما أنها مجموعة منقسمة ومتفرقة.
وأكد أنه خلال الحوار الليبي خاصة في جولة تونس الماضية تم تسميم الأجواء من خلال الاستقطاب الحاد والشبهات التي أثيرت بشأن وجود رشاوى ومساومات على المواقف.
وأعرب عن تخوفه من إصرار ويليامز على تحقيق إنجاز شخصي يأتي على حساب إنجاز الوطن، خاصة أن مهمتها في ليبيا انتهت وأوشكت على المغادرة، مشيرًا إلى أن الأزمة الليبية ممتدة ومُعقدة ومن الخطأ محاولة التسرع لحلها في أسبوعين أو شهر.
وأكد أن الأجواء السياسية سُممت تماما في الفترة الأخيرة، وأنه لو كان تم التوصل إلى حكومة موحدة قبل شهرين ربما كان يمكنها العمل على الأرض، أما الآن وبعد تسميم الأجواء فلم يعد ممكنا التوصل إلى حل لأن البعثة الأممية لم تقم بما يجب لإنضاج حل، معربا عن رغبته في التمهل وعدم إعلان حلول سريعة يمكن أن تنهي بخيبة أمل.
ورأى أنه يجب أن تكون هناك جولات أخرى للحوار، معربًا عن اعتقاده أن المناخ الدولي مشجع للتوصل إلى حل، قائلا: “أخشى أن العجلة بدوافع شخصية من البعثة الدولية قد تطيح بهذه الحلول، وهناك عمل يجب القيام به خصوصًا فيما يخص التوافق الدولي حول ليبيا، فالجميع يعرف أن أي قرار يخرج برعاية أممية هو بحاجة إلى مؤازرة بقرار من مجلس الأمن وهذا يعني الإجماع الدولي، والبعثة الأممية لم تقم بالتشاور الكافي مع الدول المتدخلة في الشأن الليبي”.
وأشار إلى أن التوافق الوطني والتوافق الدولي لا ينفصلان، وهذا التوافق الدولي لم يحدث إلى الآن لأن البعثة الأممية لم تشتغل عليه بشكل جيد، وبالتالي فأي جهود بُذلت قد يتم الإطاحة بها من خلال فيتو في مجلس الأمن.
وبشأن محاولات أعضاء مجلس النواب توحيد المجلس من خلال الجلسات التشاورية التي عقدت في طنجة وغدامس، ألمح إلى أن توسيع الهدف من الجلسة أطاح بجهود الأعضاء، لكن الكلام عن تغيير رئاسة المجلس أحدث انقسامًا داخل هذا الائتلاف الواسع من أعضاء مجلس النواب، لأنه هدف محل فرقة.
واستدرك بأن الأعضاء ما زالت أمامهم الفرصة لاستعادة دورهم وصلاحياتهم، مشيرًا إلى أن هذه المرة الأولى التي يلمس فيها وجود دعم شعبي معقول للمجلس من الشارع الليبي لاسترجاع جزء من صلاحياته، ولو حدد الأعضاء هدفهم في هذه المرحلة باسترجاع صلاحيات المجلس وفرض رأيه في المسار القادم لأمكنهم تحقيقه فهو هدف محل إجماع. (وال – طرابلس) س س