طرابلس 13 ديسمبر 2020 (وال) – قال المدير العام للشركة العامة للكهرباء طرابلس، إبراهيم الفلاح، إن أزمة الكهرباء قائمة منذ سنوات لكنها بدأت في التحلحل، وهذا واضح، مشيرًا إلى أن انقطاع الكهرباء أصبح يتراوح من ثلاث إلى أربع ساعات كأقصى حد وخلال فترة قصيرة جدًا، وأن الوضع سيتحسن قريبًا.
وذكر الفلاح، أن مجلس الإدارة الجديد برئيسه وأعضائه يعملون لدرجة أن الناس بدأت تشعر بالتحسن الواضح، موضحًا أنه في العام الماضي، في مثل هذا التوقيت كان انقطاع الكهرباء يصل إلى 12 ساعة.
وأكد أن انقطاع الكهرباء انخفض من 12 ساعة إلى 4 ساعات في درجة حرارة تتراوح ما بين 12 و15 و 16 درجة مئوية، مُعتبرًا ذلك تطور جيد جدًا، وأنه لا يطلب من الناس أن تقبل بذلك لكن العملية تحتاج إلى وقت.
وأوضح الفلاح أن درجة الحرارة عامل مهم جدًا في طلب كهرباء زيادة حيث عند انخفاض درجة الحرارة تستخدم الناس الدفايات وعندما ترتفع درجة الحرارة الناس تستخدم المكيفات، مُشيرًا إلى أنه ضمن مخطط الشركة العامة للكهرباء، كان هناك اعتماد على 500 ميجا من الوحدتين الخاصتين بالخمس وحاليًا بالفعل دخلوا إلى الخدمة وهذا ما خفض ساعات الطرح، كما دخلت وحدة في الزاوية بـ130 ميجا وساهمت أيضًا في خفض ساعات الطرح.
وتابع الفلاح: “نحاول قدر الإمكان أن نتبادل طاقة بين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية في حدود الـ500 ميجا وهذه ستقضي على ساعات طرح الأحمال بالإضافة إلى استجلاب طاقة من الشبكة التونسية في فترات الذروة بقيمة 200 ميجا”.
وأضاف أنه فيما يخص الـ200 ميجا فهناك تحاور مع الجانب التونسي على أساس أنه يوافق على توريد هذه الكمية في فترة من الساعة 5 مساءً حتى العاشرة مساءً، مشيرًا إلى خطوط نقل الطاقة ما بين سرت ومصراتة وأن هذه الخطوط حاليًا مُدمرة نتيجة الحروب التي تمت في المنطقة لكن الجانبين متفاهمين بأنهم يعاودوا ترميم هذه الخطوط لتلبية طلبات الجفرة وزمزم وبونجيم والمنطقة الجنوبية بالكامل والتي حاليًا تتغذى من الجناح الغربي للشبكة.
وشدد على أنه هناك حاليًا صيانات تتم وتوجد فرق صيانة في محطة الخليج لإعادة الوحدة الأولى بقدرة 300 ميجا وات، لافتًا إلى أنه خلال الفترة الماضية تم إيصال الغاز لمحطة السرير وأنه بالإمكان خلال الفترة القريبة القادمة أن يتم إنتاج 800 ميجا وات منها، موضحًا أن تلك المحطة كانت محدودة في الماضي وكان أقصى ما تصل له 200 ميجا وات بسبب الوقود.
وأكمل الفلاح: “بالطبع وصول خط الغاز لمحطة السرير سينتج في حدود 750 إلى 800 ميجا وات يستفيد بهم الجناح الشرقي والغربي، وهذا كله مخطط له في القريب العاجل، وسيكون معنا أيضًا 3 وحدات في الزهرة القدرة الخاصة بهم 250 ميجا، كما توجد الوحدة السابعة في محطة الجنوب في حدود 50 ميجا، وأربع وحدات في غرب طرابلس في حدود 120 ميجا، وبتجميع ذلك الإنتاج ستقل فترة الانقطاعات أو طرح الأحمال”.
وأردف أن العراقيل الإدارية هي التي تحول دون تنفيذ تلك المخططات، مُستطردًا: “إصلاح الخطوط حاولنا فيه وكله عوامل إدارية، وطرف موافق وطرف غير موافق، ففرق الصيانة موجودة في الجانبين ويريدون تصليح الخطوط حيث أن جماعة الكهرباء وحدة واحدة ولكن الانقسام السياسي تسبب في أننا لم نستطيع إصلاح الخط”.
ولفت الفلاح إلى أن هناك عراقيل في العوامل الإدارية الأخرى فيما يتعلق بالربط الليبي التونسي، حيث أن هذا فيه اتفاقيات يجب أن يتم إجازتها من الجهات العليا في الدولة وإيجاز المبالغ المالية المطلوبة والتي منها ديون مستحقة منذ سنوات، موضحًا أن العوائق الإدارية هي سبب المشكلة.
وأشار إلى أن الوحدة الثالثة والرابعة بمحطة أوباري، دخلوا الخدمة لكن الوحدة الأولى والثانية تم إبرام الاتفاق على استجلاب قطع الغيار لتجهيزها للدخول في الخدمة، وهناك خط حاليًا تحت التنفيذ من محطة أوباري إلى محطة الفجيج، سيكون مسؤولاً عن نقل الطاقة للمنطقة الجنوبية وأنه هناك خطى حثيثة على أن يتم استكماله في أقرب وقت ممكن.
واستفاض الفلاح: “دخول الوحدة الأولى والثانية مرهون بقطع الغيار التي من المفترض أن توفرها لنا شركة سيمنز في أقرب وقت ممكن، وإذا تم جلب قطع الغيار، الفريق الليبي سيكون متواجد في أوباري لإدخال الوحدة الأولى والثانية، وهذا أيضًا مرهون بمسار تنفيذ الخط الذي يُعيقه جملة من الأشياء غير المتوقعة، فالوقود غير موجود لتشغيل الآلات، وتوصيل الوقود للمنطقة الجنوبية من أصعب ما يكون، ونحن نعمل على هذه التحديات”.
وواصل الفلاح: “الأسبوع الماضي تم تشغيل خط الغاز لمحطة السرير وهذه خطوة مهمة جدًا في الاقتصاد الليبي، فمحطة السرير تصرف وقود يقدر بـ400مليون دينار سنويًا، وتنتج حوالي 200 ميجا فقط، وهذا الموضوع سيخفض بتشغيلها بالغاز إلى 10% فقط، وهذا يعتبر إنجاز اقتصادي للدولة الليبية بصفة عامة، إضافة إلى أنه في السابق كان أقصي ما يمكن تحصيله من المحطة 200 ميجا نتيجة بُعد المسافة ونقص الوقود الخفيف، وحاليًا يمكن تشغيلها لإنتاج من 750 إلى 800 ميجا وات، وهذا سيحل المشكلة للجناح الشرقي أو الغربي في الشبكة الليبية”.
واستكمل: “في نفس الأسبوع تم تدشين أو الشروع في تنفيذ محطة طبرق الغازية بسعة 740 ميجا وات ومدة التنفيذ 15 شهر بقيمة إجمالية حوالي 400 مليون يورو، وهذا سيحل مشكلة منطقة طبرق والجبل الأخضر، وحاليًا هناك فرق صيانة تعمل في محطة طبرق البخارية لتشغيل وحدة من الوحدات البخارية وهي الوحدة الخامسة بسعة حوالي 50 ميجا وفي نفس الوقت بالتوازي لهذا الموضوع سيتم تشغيل وحدة من وحدات محطة درنة البخارية، وبالطبع هذه الـ100 ميجا ستقلل الطاقة المستوردة من مصر بأموال باهظة تصرف للجانب المصري لتسديد سعر الطاقة الواردة”.
واسترسل الفلاح: “في نفس الوقت سنعمل كشبكة واحدة، وهناك فرق صيانة لصيانة خطوط مراوة – القوارشة وطبرق- التميمي – درنة، وسيتم فيها صيانة بحيث يتم توفير الطاقة التي تنتج من محطة طبرق، وهناك فرق لصيانة شبكات التوزيع مع الإخوة في طبرق ودرنة وفي البيضاء وبنغازي وسنعمل بصورة مكثفة في المنطقة الشرقية لأننا وجدنا بها خلل كبير ونريد بقدر الإمكان تحسين الأداء وإيصال الكهرباء للمواطن”.
وأوضح أن “خطوط الضغط العالي الخاصة بالهضبة وجنوب طرابلس وعين زارة والهضبة، وخطوط شرق طرابلس إلى جنوب طرابلس، جميعها مُدمرة، مشيرًا إلى أنه تم إعداد مخاطبات إلى لما يُسمى “المجلس الرئاسي” وقام بدوره بأخذ إجراءات وحاليًا رُصدت الأموال وفي انتظار أن تستكمل الإجراءات ويتم البدء في توريد المواد حيث تم الاتفاق مع الموردين”، حسب قوله.
وتابع الفلاح مُجددًا: “منطقة بنيت من 20 إلى 30 سنة لا تتوقع من الشركة العامة للكهرباء تبنيها في ثلاثة أيام، فهذا يحتاج إلى وقت وأموال”، موضحًا أن فرق الصيانة من أماكن عدة من مصراتة والزاوية والخمس وغريان وغيرها وكل فرق الصيانة التي تعمل في الشركة العامة للكهرباء كانت تعمل لإعادة الكهرباء، مُستكملاً أن الكهرباء عصب الحياة وأن هذه محنة تمر بالوطن وهم يعملون على حلها، وأن الكهرباء لا يدفع المواطن فيها شيء وحتى العوائد الزهيدة الشركة لا تحصل عليها، فالمواطن من ست أو سبع سنوات لم يدفع شيئًا في الكهرباء وبالتالي إدارة الموضوع صعبة.
وتطرق الفلاح إلى أن الصيانات الخاصة للمحطات لها جدول زمني، مُردفًا أنه وجد وحدات تعمل حوالي 130 ألف ساعة وهذا غير محبذ ومرفوض من المُصنع فيجب عند الـ33 ألف ساعة أن تتم الصيانة الأولى وعند الـ66 ألف ساعة تتم الصيانة الثانية وعند الـ100 ألف ساعة تتم الصيانة الخاصة بإطالة العمر.
وسرد: “وجدنا وحدات عملت حوالي 130 ألف ساعة والحمد لله أنها لم يحدث لها شيء حتى الآن، لكنها لن تصل إلى السعة الخاصة بها، فتم إبرام عقد مع سيمنز لتنفيذ عَمرات لمدة 8 سنوات، أما وحدات الجي إي حاليًا الوحدة الثانية في الخمس والرابعة في الزاوية وضعهم سئ وأُبرم اتفاق مع شركة جي للقيام بصيانتها وهناك اتفاق آخر لتنفيذ 13 عَمرة حاليًا تحت الإجراء في لجنة العطاءات”.
وأضاف الفلاح: “هذا الموضوع كان منذ 2014م، وللأسف لم نجد سوى عقدين عقد في 2017م استيراد مواد وواحد في 2019م لإجراء بعض الصيانات”، موضحًا أنه فيما يتعلق باستخدام الطاقة المتجددة والبديلة هناك خطوات فعلية في هذا الصدد، وأن الطاقة الشمسية لا تزيد عن 10 إلى 15% من قدرة النظام أي لا تزيد عن 600 ميجا موزعة على مناطق مختلفة لا يمكن زيادتها لوجود محاذير فنية أخرى”.
وأردف مُجددًا أنهم رغم ذلك ليس عندهم ولا ميجا من الطاقة الشمسية، وأن الموضوع يحتاج لبعض التمويلات غير الباهظة لذلك تم طرح الموضوع، مُشيرًا إلى وجود جهاز الطاقات الجديدة والمتجددة وهو المهتم بذلك وهم يقوموا بالتنسيق معه بحيث أن يتم إدخال بعض المواقع كمرشحات مثل مصراتة وجادو وغيرها وأن هذه المواقع تم دراستها وحاليًا هناك طرح مشاريع، مُستدركًا أن هذا ليس اختصاص الشركة العامة للكهرباء لكنها ستكون مستفيدة من ذلك حيث سيقل الضغط عليها وأن أول مشروع بهذا الخصوص سيتم في القريب لأنه يحتاج فقط إلى ستة أشهر مادام التمويل متوفر.
وبيًن أنه فيما يخص التُجار خاصة تجارة الفاكهة والخضروات فأغلبهم ليس لديهم عدادات كهرباء ويأخذوا الكهرباء دون مقابل وهناك إسراف منهم في استخدام الكهرباء، مؤكدًا أن الحملة الوطنية للجباية حالياً موجودة وتعمل وستتوجه فيما بعد لكل المحلات والمصانع الصغيرة، كاشفًا أن الشركة العامة للكهرباء مسروق منها ألف سيارة وبالتالي مناطق الصيانة ليس بها سيارات وهذه الحملة لدعم نقاط الصيانة والحد من الاستهلاك المفرط للكهرباء.
ونوّه الفلاح إلى المشكلة الناتجة عن انقطاع الكهرباء في المنشآت الطبية مثل الحضّانات الخاصة بالأطفال المبتسرين وأن المولد إذا لم يعمل في العيادة والكهرباء انقطع قد يترتب عليه أن يموت مريض في العمليات، مبيّناً أن أول إجراء تم أخذه هو منع طرح الأحمال عن المستشفيات والعيادات وتم التفتيش على المولدات في الحضّانات.
وطلب الفلاح من المواطنين الصبر وأنهم في شركة الكهرباء يقوموا بجولة صيانة للمحطات، موضحًا أن هناك مشروع في غرب طربلس بـ670 ميجا يتم الآن العمل فيه ويوجد مشروع بـ640 ميجا في مصراتة يتم العمل فيه حاليًا، ومشروع بـ740 ميجا في طبرق بدأ، مُختتمًا أن ما يحتاجوه هو بعض الوقت فالوقت هو العامل الأساسي في عملهم وأنه حسب التنبؤ العلمي وبدخول ما هو موجود حاليًا تحت الصيانة لن تزيد الانقطاعات عن أربع ساعات. (وال – طرابلس) س س