تونس 16 ديسمبر 2020 (وال) – قال عضو لجنة الحوار السياسي، رمضان السنوسي بلحاج، إن الحوار السياسي الليبي عملية سياسية بين متحاورين تم اختيارهم بمعايير معينة من قبل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، موضحًا أن أعضاء لجنة الـ75 وقعوا على مدونة سلوك وبالتالي سيتم نشر ما يُسمح به فقط لإعلام الشعب الليبي بما يحدث، لاسيما أن القضية الليبية شائكة ومعقدة.
وذكر بلحاج في تصريحات تلفزيونية: “القضية الليبية شائكة ومعقدة، نتيجة احتراب لمدة عشر سنوات، فعندما يأتي الليبيون الآن ويجلسون على طاولة واحدة للحوار فهذا مكسب، وهذه هي الفرصة الأخيرة بالنسبة لليبيين للوصول بليبيا إلى بر الأمان وإذا ضاعت علينا فالمجتمع الدولي لن يعيرنا اهتمام لمدة 10 سنوات قادمة”.
وأكد على أن التمسك بأن تكون نسب التوصيت بـ75%، فيما يخص التصويت بين الخيار الثاني والثالث حول آلية اختيار السلطة التنفيذية في ليبيا، من الناحية الرياضية سيكون مستحيل أن يحصل أيًا من الخيارين على 75%، وبالتالي لجأت البعثة الأممية إلى لجنة الحوار للبحث في تخفيض هذه النسبة.
وأشار بلحاج إلى أن ما تم عرضه على ملتقى الحوار السياسي، وهو تخفيض النسبة وتكون إما أن يحصل الخيار على ثلثي الأصوات في القاعة بالإضافة إلى 50%+1 من كل مجمع انتخابي، أو الخيار الثاني وهو الـ61% يضاف إليه أيضًا 50%+1 من كل مجمع انتخابي.
وتابع: “الآن نحن عُرض علينا حوالي 12 خيارًا، وكل هذه الخيارات تتحدث عن آلية اختيار رئيس المجلس الرئاسي ونوابه ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء لمرحلة تمهيدية مدتها 18 شهرًا”.
واستكمل: “الخيار الثاني يتحدث عن أن كل مجمع انتخابي يقدم مرشحين اثنين يختارهم في المجمع ويأتي بهما إلى القاعة الرئيسية لاختيار رئيس مجلس رئاسي، وبافتراض أن رئيس المجلس الرئاسي تم اختياره من مجمع المنطقة الشرقية إذن النواب سيكونوا نائب رئيس المجلس الرئاسي من المجمع الانتخابي للمنطقة الغربية والنائب الآخر من الجنوب وبنفس الآلية يتم ترشيح رئيس الوزراء”.
وواصل بلحاج: “الخيار الثالث وهو الذي يتحدث أن كل مجمع انتخابي يدفع أو يختار رئيس للمجلس الرئاسي ويدفع به إلى القاعة ويتم اختيار رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الوزاراء في القاعة، بمعنى أن الخيار الثاني به فرصة اختيار أكبر لأنه سيأتي أكثر من واحد إلى القاعة للمفاضلة بينهم”.
واستطرد: “الحوار السياسي أنتج مجموعة من الوثائق لعل أهمها هي التي نحن الآن بصددها وهي آلية الاختيار والشئ الآخر اختصاصات رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الوزراء، والمعايير التي يجب أن تتوفر فيهما”.
وأضاف بلحاج: “هناك تدافع وتجاسر على الوظيفة العامة وكأنها حاجة بسيطة، وإدارة الدولة ليست بالأمر الهين، ومن ضمن المآسي أن القوة الشرائية للمواطن انحدرت بصورة كبيرة نتيجة تدني وهبوط سعر الدينار مقابل العملات الأجنبية، وعادت مشكلة الكهرباء مرة أخرى حيث أن 13 محطة فقط هي العاملة في ليبيا من أصل 27 محطة، وهذه المحطات العاطلة تحتاج إلى مليار دولار لصيانتها وكذلك مشكلة طوابير البنزين عادت من جديد ومشكلة السيولة عادت أسوأ من الأول، والمواطن لم يعد قادرًا على غلاء الأسعار، ولا على شراء الأدوية خاصة مرضى السكر والأمراض المزمنة فالوضع في ليبيا كارثي”.
وأردف أنه ليس هناك أسماء تم تداولها في القاعة حتى الآن، مُستطردًا: “نتمنى من أعضاء الحوار أن تكون خياراتهم جيدة لآنها مرحلة تمهيدية تنتهي بنتائج الانتخابات وقد لا يستمر رئيس الوزراء أو رئيس المجلس الرئاسي القادم لـ18 شهر، فالانتخابات ستكون في 24 ديسمبر 2021م، وبعد الانتخابات ستكون أكبر مدة شهر أو شهرين حتى يتم ترتيب تسليم السلطة للحكومة المنتخبة.
واسترسل: “يجب عدم تهييج الرأي العام والحوار، ويجب أن نضع في أعتبارنا أن هناك أناس لا يريدون للحوار أن ينجح، وهناك معرقلون كُثر سواء حكومات الأمر الواقع التي لا تريد حوار ولا تريد أن تسلم السلطة لحكومة جديدة”.
وأكمل بلحاج: “ليس هناك أسماء تتداول كون أن هناك إشاعات فهي موجودة لكن نحن لم نصل حتى هذه اللحظة أن عُرضت علينا أسماء، ونمارس حريتنا بالكامل وليس علينا أي ضغوطات، ويجب أن نضع في الاعتبار ضرورة عمل تسوية إقليمية ودولية، فهناك 17 دولة متداخلة في الشأن الليبي وهذه الدول لها مصالح واستثمرت في الحالة الليبية عبر وسطاء محليين، ومنهم آتى بهذه الجيوش من المرتزقة ومن آتى بالقواعد العسكرية.
واستفاض في حديثه: “لا يجب تحميل لجنة الحوار أكثر مما تحتمل، فنحن أعضاء في لجنة الحوار ووكلت إلينا مهمة أن نصل إلى تسوية، وهذه التسوية لن تتم إلا إذا حدث توافق وحدثت تسوية بين الدول المتداخلة في الحالة الليبية التي جاءت إلى ليبيا لتحقيق مصالحها وللأسف الـ17 دولة لديها مشروعات لمصالحها لكن نحن الليبيين ليس عندنا أي مشروع وطني وبالتالي لا خيار أمامنا إلا الحوار السياسي”.
ونوّه إلى أن نتائح الحوار السياسي لن تُرضي جميع الأطراف، مشيرًا إلى أنه يتحفظ على نسبة الـ50%+1، وأن البعثة الأممية حاولت أن تلخص الحوار الذي حدث عبر الزووم لنحو خمس ساعات، وتم الاتفاق على أن يتم تخفيض النسبة التي سيتم التصوت بها على الخيارات التي حصلت على أصوات أعلى.
وشدد بلحاج على أنه لا يوجد أمام الجميع إلا الحوار السياسي، وأن السياسة هي فن الممكن وهذا ما يقوموا بممارسته، مُشيرًا إلى أن الحوار قائم على تقاسم السلطة، وأنه لا يفضل هذا الخيار ويفضل التوازن بين الجهات والمناطق وبين الكفاءات. (وال – تونس) س س