شحات 5 يناير 2021 (وال) تتنوع أشجار الصنوبر وتصل إلى 200 نوع حول العالم، وتحظى مدينة شحات الأثرية ببعضها ،حيث زرعت في مدينة شحات من قبل الحكومة الإيطالية ،وبسواعد ليبية منذ حوالي ثمانين عاماً؛ وذلك لعدة أسباب منها ، حماية الآثار التي لازالت تحت الأرض (أي بمعنى جذورها على سطح الأرض ولا تتعمق بحيث أنها تدمر الآثار) ، وعدم انجراف التربة.
فأشجار الصنوبر، تمت زراعتها في شحات من عام 1935 حتى عام 1943 عن طريق الحكومة الإيطالية، بعد خسارتهم في الحرب العالمية الثانية، عندما أجبروا على الخروج من ليبيا فيما بعد ،وقبل خروجهم أسرعوا، بزراعة الأشجار في الأراضي التي بها آثار التي لم يتم التنقيب عنها بعد.
لكن هذا النوع من الأشجار، انتهى عمره و أصيب بحشرة (القلف) ، وهي حشرة تتنقل من شجرة لأخرى، وتؤدي إلى اتلافها وجميع الأشجار المحيطة بمدينة شحات.
وتبين ـ بعد الحصر والمعاينة ـ أن أن أشجار الصنوبر مصابة؛ وذلك نتيجة الإهمال، والحشرة تنتقل من شجرة مصابة إلى شجرة سليمة من غابات المشتل، إلى غابات منتزه العائلة إلى الغابات الواقعة خلف مقر الكشافة، حتى غابات عين الحفرة، وصولاً للغابات المقابلة للطاحونة جميعها أصيبت.
حيث وصل عدد الأشجار المصابة إلى أكثر من 1000شجره موثقة بالصور فقط في شحات القديمة ، فشحات القديمة مقسمة إلى عدة مربعات مزروعة بنوعين من الأشجار الصنوبر والسرو، أشجار السرو تمت معالجتها ، أما الصنوبر فأغلبه للأسف الشديد مات.
وعن هذه المأساة، تحدث الأستاذ “عصام محمد المنفي الحاسي” مؤسس مجموعة الشجرة التطوعية لحماية الأشجار والموروث الثقافي لوكالة الأنباء الليبية، وقال إن الحملات والجهد الذي حاولت (مجموعة الشجرة لحماية الأشجار والموروث الثقافي)، فعله من أجل حماية أشجار الصنوبر من التلف، كان أولاً بالاستعانة ببعض المتخصصين، وكان ردهم هو أن يتم تنظيف ساق الأشجار وطلائها بمادة الجير، فبدأنا في أول مربع وقمنا بتنظيفه وجعله منتزه خاصا بالعائلات ، وعندما قمنا بعمل منتزه، أغلقنا المربع بالكامل بحوائط إسمنتية؛ لمنع دخول السيارات، إلا عبر بوابة يتم فيها دفع رسوم 5 دينار للعائلة ، والمبلغ الذي قمنا بجمعه اشترينا به 100 كيس جير، وبدأنا بالعمل على طلاء الأشجار؛ وذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه منها ، و بعد تكملة المربع وتجهيزه بالكامل، يسلّم للدولة وننتقل بعد ذلك للمربع الآخر.
وقال “الحاسي” للأسف لم نستطع إنقاذ أشجار الصنوبر؛ و نحن الآن نناشد الجهات المختصة، وكافة المسؤولين في الدولة للمسارعة في عمل حملات تشجير مع العلم، أنها تحتاج إلى مايقارب عن الثلاثين عاماً حتى تصبح البذرة شجرة، بالإضافة إلى الحماية والإهتمام الكافي لها .
وذكر “الحاسي” إن اليوم الوطني للشجرة، والذي صادف (1.1.2021 ) قام عدد من المواطنين في المدينة، بعمل نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجميع مكونات المجتمع في شحات للزراعة؛ وذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فغابات الأشجار في شحات وضعها مزرٍ ومؤسف والصور أبلغ من الكلام ،والدعوة شملت ، منابر المساجد ، وإذاعة راديو قورينا؛ للإسراع جميعاً في حملات التشجير ، فإن لم يفعلوا ذلك في أقل من سنتين، لن تجدوا غاباتكم وأشجاركم ، فعمرها الافتراضي انتهى في الأساس .(وال ـ شحات ) ن ع