القاهرة 08 يناير 2021 (وال)- تعبر رواية “طبيب أرياف” لمؤلفها الدكتور محمد المنسي قنديل، التي ناقشها صالون الملتقى الأدبي، عن الحب والرغبة واليأس، عن قرية في محافظات الصعيد المصرية تختزل العالم، يتصارع فيها البشر والغجر والقوى المختلفة، وتمتلئ ذاكرتها الخفية بطبقات الزمن المصري المتراكم.
واختتم الصالون يوم أمس الأول بهذه الندوة التي استضافت قنديل، جلسته الافتراضية الـ 50 منذ بداية جائحة كوفيد – 19، وتشكل الرواية تجربة طبيب يكتشف أن القوانين البدائية ما زالت السائدة، وأن هناك سلطة مطلقة تعتمد عليها وتستمد قوتها من جذور بعيدة.
وذكرت مؤسسة الصالون أسماء صديق المطوع أن الجلسات الافتراضية أتاحت لـ “الملتقى الأدبي” أن يستضيف كُتابًا ومثقفين مخضرمين من شتى أنحاء العالم في وقت قياسي، كما حضر الجلسات متابعون من مختلف أنحاء العالم.
وأكدت المطوع أن الفترة المقبلة ستشهد استضافة مزيد من الشخصيات البارزة في الوطن العربي والعالم، منوهة إلى أن المنسي قنديل أحد أبرز الشخصيات التي استضافها الملتقى، وأن أسلوبه السلس والمميز ساعد على نقل الصورة بدقة شديدة من إحدى القرى المصرية التي عمل فيها لعلاج المرضى رغم مرور أكثر من عقد.
من جهته، تحدث قنديل حول روايته “طبيب أرياف” والتي تطرق من خلالها إلى 3 مسائل شائكة ومهمة تحدث في إحدى قرى الصعيد والتي لم تتغير منذ عهد الفراعنة.
وأوضح قنديل أن الرواية التي كتبها على مدى 30 عامًا، سلطت الضوء على التأخر الحضري ومسألة الفقر الشديد في الريف، ومشكلة عدم وجود أي مصدر للكهرباء، كما استعرض مُعاناة النساء واضطهادهن وعدم منحهن الفرصة للانتفاض على واقعهن والخروج منه للتعبير عن آرائهن بحرية مطلقة.
وتابع قنديل: “الرواية تطرقت إلى مسألة الهجرة والتي ما زالت العديد من القرى والمدن ودول الوطن العربي تُعاني منها نتيجة لهجرة أبنائها بحثًا عن فرص أفضل في أماكن أخرى، كما تحدث عن علاقته بكاتب نوبل نجيب محفوظ، والذي أوصاه هو وغيره من الكتّاب بضرورة الانتقال إلى دول ومناطق أخرى في العالم، لنتمكن من الكتابة عن شعوبها، بدلا عن تسليط الضوء على مكان واحد كما فعل هو بتركيزه على القاهرة وأحيائها الشعبية”.
ويتابع قنديل بأنه استطاع أن يطبق وصية محفوظ، خاصة أثناء عمله في الكويت، حيث أتيحت له فرصة التجول في كثير من بلدان العالم للسياحة وليكتب عن عوالم مختلفة، منوهًا بأن روايته الأولى “انكسار الروح” كانت نتاج هزيمة “عام 1967″، والتي سلطت الضوء عن حالة الانكسار التي مر بها العرب والمصريون، ومنها بدأ التفكير جيدًا في تاريخ العرب والمسلمين الموجود بين السطور، خاصة وأن معظم المؤلفات والوثائق تحدثت فقط عن الانتصارات وحدها. (وال- القاهرة) ر ت