مصر 03 يناير 2021 (وال) ” وها هي سيداتي آنساتي سادتي، السيدة أم كلثوم، تصعد على خشبة المسرح، لتغني أغنية من أروع أغنياتها العاطفية»، جملة اعتاد ملايين العرب سماعها بصوت جهوري للإعلامي الراحل وجدي الحكيم، في كل مرة يقدمها للمستمعين، عبر أثير الإذاعة المصرية.
اليوم (3 فبراير) ذكرى رحيل كوكب الشرق في عام (1975)، التي تعيش حتى اليوم، فهي معجزة فنية وحنجرة ذهبية أسرت قلوب ملايين العرب من الخليج إلى المحيط .
اشتهرت سيدة الغناء العربي، بأداء الموشحات في بداية قدومها من محافظة الدقهلية في دلتا مصر إلى القاهرة، حتى صارت المطربة المفضلة لملك مصر الراحل فاروق الأول، غير أن ثورة يوليو عام (1952) كانت نقطة فارقة في مسيرة الصوت النسائي الذي وحد العالم العربي حول الراديو؛ للاستماع إلى «سومة» تشدو بأغنيات النضال الوطني والحب والغزل ثم تنتقل إلى الأغنيات الدينية، وتعود مرة أخرى إلى بث روح التحرر والثورة في الجسد العربي، الذي كان يعاني ويلات الاستعمار.
عشقت ” أم كلثوم ” مصر والوطن العربي، فقلدتها الشعوب العربية لقب كوكب الشرق، واستطاعت الفنانة التي كانت أول سيدة تذاع أغنياتها في الإذاعة المصرية، أن تصبح أيقونة خالدة في الذاكرة العربية.
اعتبرها البعض سيدة الغناء العربي وآخرون وصفوها بأنها هرم مصر الرابع، حتى قال عنها الزعيم الفرنسي الراحل شارل ديغول: «لقد لمست أحاسيس قلبي وقلوب الفرنسيين جميعاً .
كانت كوكب الشرق، شديدة الولع بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومشروعه التنويري وجهوده الكبيرة في تحرير الدول العربية من الاستعمار، ودعم كفاح الشعوب الأفريقية في النضال ضد الاحتلال والتمييز العنصري، فغنت للسد العالي ولناصر وللثورة العراقية، فوحدت الجماهير العربية، ونفخت في نار الثورة حتى اندفعت جحافل الثوار تقتلع جذور الاستعمار من كل الأقطار العربية.
قدمت سيدة الغناء العربي، للمكتبة الفنية العربية نحو (284) أغنية،تنوعت بين الرومانسية، والوطنية، والدينية، على مدار نحو (50 عاماً ) تربعت خلالها على عرش الغناء والطرب، وكانت لها مواقف وطنية عدة منها دعم المجهود الحربي بعد نكسة (1967) من خلال التبرع بإيراد حفلاتها للجيش المصري
وواصلت كوكب الشرق، تقديم الملاحم الفنية والتحف الموسيقية، إلى أن رحلت عن عالمنا عام (1975)، بعد أن شهدت تحرير سيناء، فقرت عينها وفاضت روحها، وغاب جسدها، بينما بقيت تشدو بأغنياتها كل يوم في فقرات خصصتها الإذاعات المصرية والعربية والفضائيات، لتبقى أسطورة حية تمتع أصحاب الذوق الرفيع في الموسيقى والطرب. (وال ـ مصر ) ح م