بنغازي 04 فبراير 2021 (وال) – تتكرر في كل عام من فصل الشتاء مشكلة انهيار البنية التحتية؛ ويرجع ذلك لتردي شبكات التصريف وتهالكها ومضي أعوام طويلة على إنشائها مع التوسع في البناء .
وكالة الأنباء الليبية استطلعت أراء المواطنين حول تهالك البنية التحتية خاصة في فصل الشتاء، حيث قالت المواطنة سليمة حمد إن المشهد مكرر في موسم الأمطار، وللأسف الوزارة المختصة لم تتخذ خطوة قوية، وأيضًا المجلس البلدي، والجهات المعنية بذلك.
وأصبح المواطن هو الضحية الأولى، نظرًا للمعاناة التي تتسبب فيها إغلاق الأحياء والشوارع الرئيسية، وتعطلت الخدمات الحيوية بالمدينة، وحتى هذه اللحظة كل جهة تتحجج بمسؤوليتها تجاه ما يحدث.
وأضافت “أنا كمواطنة تضررت كثيرًا، فقد توقفت دراستي لفترة، بسبب إغلاق الطرق المؤدية لجامعة بنغازي، ضف إلى ذلك تعذر وصول الخدمات السريعة كسيارات الإسعاف، وسيارات نقل أسطوانات الغاز التي يحتاجها المواطن”.
وخاطبت سليمة الجهات المسؤولة بالإسراع لإيجاد حلول سريعة وعاجلة، تخفف عن المواطن عبء المشكلات التي يعاني منها كل يوم.
وتابعت (وال) الاستطلاع مع الكاتب “عرفات البرغثي” الذي قال إن موسم الأمطار يُمثل مصيبة كبيرة في مدينة بنغازي على عكس العديد من دول العالم التي يفرح شعبها بنزول الأمطار؛ وذلك بسبب إغلاق مياه الأمطار للشوارع والتي سرعان ما تتحول إلى برك ومستنقعات وحفر ما يؤدي إلى تعطيل حركة المرور وازدحام شديد في الطرقات، بالإضافة إلى الحوادث، وكل هذا تعجز حكومتنا في التعامل مع مثل هذه الظروف.
وأوضح “البرغثي” أن هذه الحالة التي نواجهها كل عام تكشف عن حالة الترهل والدمار في البنية التحتية بداية من انسداد غرف تصريف في الشوارع الرئيسية، واكتشاف كثير من الطرق من غير غرف تفتيش لتصريف مياه المجاري، وهذه كارثة خاصة في الطرق التي تم رصفها من سنة وفشل العديد من الشبكات صرف الصحي في التعامل مع تجمعات مياه الأمطار سواء كانت أمطار خفيفة أو غزيرة.
وذكر: المسؤولين يتعاملون بطرق تقليدية وهو لا ينفع ويسبب في إهدار المال العام ولا بد من حلول أخرى تعرفها الحكومة جيدًا، فالبنية التحتية والمرافق بالمدن تحتاج إلى دول تنفق على البنية تقدر بالمليارات.
ويرى المواطن أحمد فرج إن قيام بعض المواطنين بأعمال حفر لشبكات صرف المياه لبيوتهم الجديدة، وتركيبها بشكل مغلوط ومخالف على الشبكات القديمة المتهالكة وغياب أعمال النظافة الدورية لقنوات تصريف مياه الأمطار وصيانة المتعطل منها هي من الأسباب الرئيسية لانهيار البنية التحتية وتجمع مياه الأمطار على الطرقات.
ويرى أيضا أن قيام بعض الشركات العامة والخاصة بتنفيذ مشروعات جديدة، كتعبيد الطرق تقوم بتنفيذها وهي غير متكاملة من حيث توفر شبكات الصرف أو تتم عملية تنفيذها بالمخالفة للمواصفات التي يجب أن تتم، إلى جانب تحجج مؤسسات وشركات الدولة مثل شركة المياه والصرف الصحي، وشركات النظافة على غياب الدعم اللازم من امكانيات وآلات وميزانيات جعلها عاجزة عن القيام بعملها المنوط بها.
في ذات السياق، صرح عضو مكتب الإعلام الأمني بوزارة الداخلية المختص بالجانب المروري عوض العدولي (لوال): أن سوء الأحوال الجوية بشكل عام تعتبر من أهم العوامل المؤثرة على حركة السير بالطرق العامة مثل انخفاض مستوى الرؤية لدى سائق المركبة الألية في حال أجواء القبلي أو في فصل الشتاء، عندما يكون هنالك ضباب كثيف أو شبورة تنعدم فيها الرؤية وينخفض مستوى الرؤية لدى سائق المركبة الآلية، وبذلك يكون عرضة لتشكيل حادث مروري، التي تعتبر أحد أهم عوامل السلامة المرورية حال توفرها، ونوه إلى أن حالة الطريق في حد ذاتها يجب أن تكون صالحة لحركة السير، بحيث لا تكون بها تصدعات أو حفر.
وأشار العدولي إلى أنه يوجد الكثير من الحلول المناسبة لكثير من الاختناقات المرورية بداخل المدن بشكل عام ومدينة بنغازي بشكل خاص، بالإضافة إلى أن هنالك جانب مهم جدا للرفع من مستوى الثقافة المرورية ألا وهو الإعلام المروري على مستوى الوزارة الداخلية وهذا ما قائم به مكتب الإعلام الأمني بوزارة الداخلية المختص بالجانب المروري.
واختتم العدولي على سبيل المثال لا الحصر، الاختناق الواقع بطريق جامعة العرب الطبية وضع لها الحل المناسب عن طريق الإدارة العامة لشؤون المرور والتراخيص بوزارة الداخلية، ولكن للأسف حتى الأن لم يتم تطبيقه على أرض الواقع.
بدوره، قال مدير مكتب الإعلام ببلدية بنغازي أسامة المجبري، إن موضوع البنية التحتية موضوع كبير جدا وشائك، ومنها مشاريع صيانة المياه والصرف الصحي والذي من ضمنها أنابيب الصرف الصحي كلها صيانات مؤقتة، وأي شيء تلاحظه البلدية تقوم بكافة الاتصالات لشركة الصيانة.
وأوضح أن شركة الصيانة تقوم بكافة إجراءاتها لمخاطبة البلدية من أجل أن تقوم باستدعاء شركات الصيانة الخاصة بهذه المهمة، لجميع عمليات الحفر وصيانة مثل ما حدث في بعض المناطق مثل “السلماني، الماجوري، شارع دبي، القوارشة”، من تسريبات لمياه عرقلت مسيرة حياتهم اليومية.
وأضاف المجبري تعتبر كل الطرق في الوقت الحالي كلها صيانات مؤقتة لحل المختنقات، لكونها ليست مدروسة دراسة دقيقة لكنها تستهدف بعض مناطق دون مناطق، حيث بعض من مناطق الجدد مثل فينسيا والفويهات هذه فيها مختنقات أكثر من بعض المناطق الأخرى، وكلها تعتبر حلول مؤقتة نظرًا لعدم توفر الميزانية مطلوبة لذلك الأمر.
واختتم إن شركة الكهرباء يوجد لديها تعاون مع البلدية وهي التي تطلب ماهي النواقص التي بحاجة لها وتقوم بتوفيرها لا أكثر ولا أقل، لأن شركة الكهرباء هي المخولة بجميع عمليات الصيانة كلها، بحيث تقوم البلدية بتقديم الشكاوى التي تصل إليها من المناطق إلى شركة الكهرباء من أجل القيام بعملية صيانتها.
من جهته، قال نائب رئيس الهيئة العامة للإسكان والمرافق المهندس خالد العبدلي -لوكالة الأنباء اللبيبة -لا يخفى عليكم الانهيار والأضرار الواقعة بشبكة المياه والصرف الصحي بالكامل، والبنية التحتية في مدينة بنغازي.
ويضيف؛ ترجع أسبابها لأمور عديدة، منها دخول فصل الشتاء، وعدم وجود أسس سليمة فيما يخص موضوع الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار.
وتابع العبدلي أن موضوع البنية التحتية، يحتاج إلى ميزانية كبيرة، وخاصة أن الدولة تمر بظروف صعبة فيما يخص تمويل هذه المشاريع، وللعلم أن هناك تعاقدات فترة النظام السابق مع شركات أجنبية تعثرت نظرًا لوجود القوة القاهرة في أغلب المشاريع، وأيضا لعدم الاستقرار السياسي في الدولة.
وأوضح العبدلي؛ أن في مدينة بنغازي مناطق لا يوجد بنية تحتية من الأساس، وينقصها حتى مياه الشرب، وهناك تعليمات من السيد رئيس مجلس الوزراء بضرورة المباشرة، وحلحلت المختنقات والمشاكل بما يخص الصرف الصحي ومشكلة مياه الشرب، بالتنسيق مع جهاز إدارة النهر الصناعي، بخصوص نقل المياه وتوصيلها للمناطق التي تعاني من نقص المياه.
عن الملكية لشبكة المياه والصرف الصحي في مدينة بنغازي، يقول العبدلي: بأنها ملك للهيئة العامة للإسكان والمرافق بكل تفاصيلها، وهي من كانت تشرف على هذه الأعمال، ويتابعها وأرشيفها موجود به العديد من الخرائط، وخطط العمل التي قامت به شركات في الفترات السابقة.
وصرح العبدلي بأن الأعمال بالكامل الموجودة بالمدينة، يُشرف عليها ويتابعها مكتب المشروعات بالبلدية، وأن الهيئة العامة للإسكان والمرافق، لا يوجد لديها مشاريع فيما يخص هذه الأمور من بنية تحتية ومياه وصرف صحي.
وتابع العبدلي: “كل المشاريع تدخل عن طريق بلدية بنغازي، والمسؤول الأول في تنفيذها وحسن أدائها ومطابقتها للمواصفات، وهي التي تشرف وتتابع وتمول هذه المشاريع، وأن الهيئة العامة للإسكان والمرافق، لا يوجد لها حاليًا تعاقدات فيما يخص البنية التحتية”.
ويختتم العبدلي تصريحه قائلا: “نحاول جاهدين كيف نتواصل مع الشركات، بحيث يباشروا بهذه العقود، وهذه الأعمال المطلوبة منهم، وأن المناطق التي لا يوجد بها بنية تحتية لابد أن يكون من ضمن العقود السابقة، وأن ندرسها ونعد لها الخرائط، وأن الهيئة العامة والاسكان والمرافق وجهاز تنفيذ المشروعات، جاهزة بجميع امكانياتها، قامت بحصر المناطق التي تحتاج لبنية تحتية.
وأكد العبدلي أن الهيئة العامة للإسكان والمرافق، جاهزة لتقوم بإعداد المخططات للمناطق التي تم اعداد الدراسة لها، وكذلك إبرام عقود مع جهات أخرى، ذات علاقة مع أصحاب الخبرة والكفاءة في مشاريع البنية التحتية. (وال- بنغازي) م ن/ ر ت