بنغازي 07 فبراير 2021 (وال) – تتفاقم أزمة ارتفاع الأسعار التي تسببت في سوء معيشة المواطن في وقت انعدام السيولة المالية، واستغلال التجار للمواطنين جراء فرض نسبة على متطلبات المعيشة باستخدام الخدمات المصرفية، ويرجع السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار متمثلا في سعر الدولار الذي أصبح يتحجج به التجار .
هنا نعرض بعض آراء المواطنين والتجار والمختصين بالشأن الاقتصادي استطلاع لوكالة الأنباء الليبية تنقل لكم آراءهم عن سبب ارتفاع الأسعار
الأستاذ محمد الطاهر، يقول المخيف ليس في أن يواجه الاقتصاد الوطني عثرات، بل المخيف أن يجد من يتصدر ميادين السياسة النقدية والمالية يبحث على حلول لتغطية عثراته الكارثية، دون اعتبار لما يسبب ذلك من ارتفاع نسبة التضخم وزيادة الكتلة النقدية وانخفاض القوة الشرائية وتآكل مدخرات الأفراد.
السياسة الاقتصادية والمالية الرشيدة تلجأ إلى تخفيض عملتها بعد إكمال كل السبل لحمايتها.. ولكن أن يكون التخفيض هو أول بنود تصحيح الخلل، فهذا إبداع غير مسبوق .
وأضاف محمد طاهر، سعر الصرف الجديد يحتاج لتحقيقه بشكل عادل، أولا تعديل الحد الأدنى للأجور بنفس الزيادة، ثانيًا يكون الدولار متوفر لكل الناس وفي كل الأوقات. ثالثا توحيد السعر دون أي تفريق بين كل الشرائح، ثالثا رفع سقف السحب النقدي وتوفر الدينار في كل الأوقات. فتح فروع للمصارف لتخفيف الطوابير خارج المدن. تشجيع الإيداع النقدي ومنح فوائد على ذلك. تشجيع استخدام الصكوك المصرفية. وتخفيف ضغوط الصكوك المصدقة من خلال منظومة تقنية عالية ومأمونة المخاطر. كل ذلك أساسه فرض الدولة لهيبتها ووقف المجرمين وتفعيل القضاء. والأمن على مستوى الوطن وإلا ستكون الأسعار في تزايد مستمر
فيما قال عبد المولى الوحيشي، إذا ما تم تنفيذ قرار مصرف ليبيا المركزي بخصوص تعديل سعر الصرف وإيجاد آلية أكثر سهوله بالتأكيد سينعكس بالإيجاب على أسعار السلع والمواطن، أما في حال استمرت الآلية الحالية وعرقلة بعض المصارف والحد من قدرتها على استخدام المخصص الخاص بها، بالتأكيد سيظل الوضع كما هو عليه ويزداد سوء لا قدر الله.
ومن جهتها ترى سعاد الغزالي، أن ارتفاع الأسعار ناتج عن ارتفاع سعر الدولار مما يؤثر على الحياة اليومية والمعيشية للمواطن البسيط، مع قلة السيولة وتأخر المرتبات زاد العبء على المواطن.
وتتابع سعاد، الشيء الوحيد أو الحسنة الوحيدة هو أن من يضطر للعلاج على نفقته بدل ما يشتري الدولار بسعر يفوق السبعة دينار؛ أصبح بإمكانه شرائه بأقل من خمسة دينار.
وتوضح، هذه ليست ميزة ولكن خيار أصبح هو الأفضل للأسف في ظل عدم وجود تأمين صحي أو سعر أقل يتم تخصيصه للحالات المرضية أو للدراسة.
وتختم سعاد الغزالي أصبح واضح للعيان معاناة المواطن البسيط والفرق في المستوى المعيشي، مع عجز الدولة عن تحسن الوضع المعيشي وأصبح الحمل ثقيل على كاهل رب الأسرة.
وقال منير الفاخري ارتفاع الأسعار ما هو إلا إذلال وتجويع للمواطنين، السلع كل يوم في ارتفاع والمواطن صاحب الـ 450 دينار ينتظر في مساعدة الجمعيات الخيرية، أما الدولار فالمواطن غير قادر على شراءه بدينار وأربعمائة درهما ما بالك الآن وصل 4.48 د.ل الشعب للأسف يعاني ويموت ببطء والمرتبات هيا نفسها والمواطن يزداد قهرا وذلا يوميا
وأضاف صلاح المقصبي إذا نفذ ما اتفق عليه مجلس إدارة مصرف ليبيا من تعديل سعر الصرف على فترات سيكون ارتفاع الأسعار مؤقت حتى يستقر على سعره السابق وهو 1.400دل وهو مربوط بالاستقرار السياسي والأمني وتدفق البترول والغرض منها تغطية العجز أو بالأصح ما تم سرقته من أموال الدولة.
أيضا أحمد عيسى، يرى بأن ارتفاع الأسعار ناتج عن ارتفاع سعر الدولار وكافة التجار يربطوا أسعار المبيعات بأسعار الدولار حتى لو كانت البضاعة التي تم شراءها بأسعار قبل ارتفاع الدولار، وهذا ناتج عن عدم وجود رقيب ولا حسيب.
ويؤكد فرج الصبيحي، أن ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع الدولار والذي أصبح أزمة على كاهل المواطن الليبي .
ومن جهته، يقول التاجر عطا بأن ارتفاع الدولار يشكل عبء أيضا على التجار لما يرتفع سعر الدولار نعاني نحن أيضا من ارتفاع في السعر حتى لو كانت بالجملة، ولو استقر الدولار تستقر الأسعار ويتحقق الاستقرار العام، وهذا حسب حركه الدولة مع العلم أيضا بأن التاجر أيضا يخسر وقت حدوث ركود .
وحول كيفية توفير متطلبات الحياة الصعبة التي تمر بها ليبيا وكيف يؤثر ذلك على المستوى الوطني، قال الحاج خليل الحبيب الحنيش صاحب محالّ تجارية بمنطقة المخيلي أن العبء يتزايد على المواطن الليبي البسيط وكذلك على التاجر المسجل في الاقتصاد بالذات في برقة، لعدم تمكنه من التحويل عبر المصرف المركزي طرابلس وهناك جهوية في التعامل فالاعتمادات تقريبا لمدينة واحدة فقط لا غير والباقي حتى لو إجراءاتهم سليمة عليهم بالسوق السوداء التي تعبث بالأسعار الجارية في الاستيراد من مصانع عملاقة متعلقة بالسلع الإستراتيجية مثل الدقيق الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز، وهو مؤشر خطير جدا لان الخبز هو مقياس ريختر الخاص بالاقتصاد، ولدينا كفاءات قادرة علي الاكتفاء الذاتي والإداري والتجاري نأمل أن تساهم في تطوير الذات وتكون لدينا قناعة نفسيه واجتماعية بقدرتنا على تجاوز الأزمة الاقتصادية والخروج منها في ظل غياب الاتفاق.
ويتابع خليل الحبيب، على كل حال أنا متفائل بنتيجة مسار تشكيل الحكومة الجديدة وقد تشكل حائط الصد لإنهاء الاحتلال ورفع الظروف الراهنة على الساحة السياسية الليبية.
وحول ارتفاع أسعار كل المستلزمات الحياتية قال السياسي الليبي باهر العوكلي أن الشعب الليبي تطلع إلى حياة كريمة وأفضل، فإذا به يفاجأ بهذا التصرف غير المسؤل بزيادة سعر الصرف للدولار أمام الدينار الليبي بصورة تدفع كل السلع للزيادة المتواصلة، فنحن نعلم جيدا أن المواطن الليبي البسيط بالدرجة الأولى هو المتضرر والتجار يحملونه الزيادة السعرية وهذا ينطبق على المستوى الشخصي لدخل المواطن الليبي الذي انخفض تلقائيا مع زيادة سعر الصرف فحين كان مبلغ 100دينار على سبيل المثال يساوي 400 دولار اصبح حاليا لا يساوي سوى 100دولار فقط لا غير، وهو ما يعني بالضرورة انخفاض القيمة الشرائية للدينار فمثال صارخ هو ارتفاع أسعار الدقيق لأول مرة منذ فترة طويلة جدا وهذا خطر كبير على الأمن والسلم الأهلي في مناطق النزاعات الكبيرة والتجاذبات السياسية الليبية والدولية، حيث يعد من التكالب على الثروات المعدنية والنفط والغاز الليبي على أشده وقد عاد معدل الإنتاج إلى سابق ، فماذا تغير على المواطن سوى زيادة المعاناة والمصاعب التي تمر بها البلاد كأنها بلد فقير في الوقت الذي ينعم فيه المرتزق السوري مثلا بدولاراتنا نكتوي نحن بشح السيولة وقلة الموارد، وكذلك انخفاض القدرة على توفير متطلبات الحياة الصعبة التي تمر بها ليبيا في ظل حقيقة ازدياد جائحة كورونا التي وصفت بأنها داء خطير لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، ومن هذا المنطلق الواعي لمعطيات الأمور فإني لا أملك غير أن أدعو الله أن يفرج علينا جميعا.
ويقول أحمد العبيدي، في الحقيقة مسألة ارتفاع الأسعار مسألة تؤرق كل المواطنين وخاصة ذوي المعاشات الضمانية بصفة خاصة وطبقة الموظفين بشكل عام؛ فهم طبقة اعتمادها الكلي على المرتبات التي لا تكاد تسد احتياجاتهم الأساسية ناهيك عن تأخر صرف المرتبات الأمر الذي يجعل من الموظف غير مكترث بأداء العمل المنوط به، وتجده يبحث ويلهث وراء لقمة العيش خارج مكان عمله حتى يستطيع سد البعض من احتياجات الأسرة، وظاهرة ارتفاع الأسعار وشح الدخل والمرتبات يترتب عليها الكثير من التصرفات والأعمال التي تضر بأمن البلد كالسرقة والنهب والأعمال المنافية للأخلاق وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى في زمننا هذا.
وهذا كله سببه عدم اكتراث الدولة بالمواطنين وعدم وجود رقابة صارمة على الأسعار ومتابعة التجار، مما جعل التاجر يتصرف على هواه دون حسيب ولا رقيب وهذا يعتبر ضعف في أجهزة الدولة.
ويتابع العبيدي، ناهيك عن ارتفاع سعر الدولار الذي هيأ للتجار أرض خصبة للتلاعب بالأسعار كما يحلو لهم وانتشار السوق الموازية للعملة الصعبة بمباركة المصرف المركزي ضاعف وزاد من تغول التجار وقسم ظهر المواطنين دون هوادة.
للأسف في ظل هذه المعطيات وفي ظل تغافل أجهزة الدولة عن هذه الأفعال له الأثر السلبي على كل المواطنين الكادحين فيما عدا بعض الطبقات ألا وهي طبقات المرموقين وهم المستفيدين الوحيدين من هذا الفساد المستشري في البلاد.
وأخيراً نأمل من الحكومة والمسؤولين في هذه البلد المنكوبة مراعاة الله في المواطنين وفي البلاد وإلا فعلى المواطن والبلاد السلام(وال-بنغازي)