بنغازي 9 مارس 2021 (وال) في ظل التغيرات السياسية التي تحدث حاليا في ليبيا والعمل على توحيد الحكومة الليبية، بعد ظهور نتائج الاتفاق السياسي وجدت بعض الجهات والمؤسسات نفسها في وضع مربك وغير واضح من الناحية الإدارية.
ومن هذه الجهات الشركة الليبية للموانئ، فمن المعروف أن الشركة الليبية للموانئ شركة خدمية تختص بأعمال المناولة والتخزين والخدمات البحرية بالموانئ التجارية.
فأثناء الحرب على الإرهاب صدر قرار جريء من العاملين في الشركة، بتأسيس إدارة جديدة للشركة الليبية للموانئ في مدينة بنغازي، والانفصال بشكل تام عن إدارة الشركة في مدينة مصراتة؛ بسبب دعم الأخيرة للإرهابيين وقت ذاك.
حيث ضمت ثلاثة فروع لإدارة الشركة منها فرع بنغازي وفرع البريقة وفرع رأس لانوف، وبعد إعلان تحرير مدينة بنغازي من الإرهاب باشرت الشركة عملها داخل الميناء واستطاعت تسيير العمل، وأزالت مخلفات الحرب بالتعاون مع القوات المسلحة الليبية.
فمن البديهي أن يتبادر إلى الأذهان سؤال فحواه ، هل ستعود الشركة الليبية للموانئ كفرع تابع للإدارة في مصراتة من جديد، و كيف سيتم تسوية وضع الشركة في ظل التغيرات الحالية .
لهذا توجهت وكالة الأنباء الليبية لمدير المكتب الإعلامي السيد “ناصر المغربي” وتساءلت عن عدة نقاط مهمة .
في البداية طرحنا سؤالا على السيد ” ناصر المغربي” عن القلق الذي ينتابهم من صدور قرار يحدد تبعية الشركة الليبية للموانئ فرع بنغازيفقال :- “نحن قلقون من صدور قرار يعرقل عمل الشركة داخل الميناء، فنحن حاليا نعمل على بناء وتطوير الميناء وتحسين الخدمات فيه “.
وعند استفسارنا عن عودة ملكية الشركة للدولة الليبية أجاب السيد ” المغربي” نعم الشركة الليبية للمواني تعود ملكيتها للدولة الليبية و تحديدا للهيئة العامة للمواصلات والنقل البحري .
وكان من بين الأسئلة التي تهمنا وطرحت على السيد ” ناصر المغربي” أين تذهب عائدات الشركة سابقا وحاليا،فوضح”المغربي” أنه في السابق كانت عائدات الشركة تذهب إلى إدارة الشركة في مدينة مصراتة، عن طريق المقاصة بشكل يومي ولا نتحصل إلا على رواتبنا فقط ولا يستفيد ميناء بنغازي من إيرادات الشركة.
وبين ” المغربي” أنه بعد أن تأسست إدارة جديدة للشركة أصبحت عائدات الشركة تعود للميناء، وبالرغم من أن عائدات الشركة ليست بالكم الهائل الذي يتخيله البعض، فقد بدأنا في تسديد الالتزام الذي لدينا ودفعنا المرتبات، ولكن نحن نعاني من تداعيات جائحة كورونا فقد أثرت فينا كثيرا، لم يكن لدينا أي مبلغ لتسيير العمل في البداية، وقمنا بالاقتراض من بعض الأشخاص ونقوم حالياً بسداد هذه المبالغ والبعض زودنا بقطع غيار وقمنا بشراء آليات بنظام التقسيط، ولازلنا نسدد في ثمنها.
وأكد ” المغربي” بأنهم يعملون بكل جهد وبك وبكل ما يملكون ، أجل الاستمرار في دفع رواتب الموظفين المتأخرة ولا يخفى على أحد بأننا خرجنا من الحرب على الإرهاب بأضرار كبيرة، وتوقفت رواتبنا طيلة ثلاث سنوات، ولم يمد أحدا يد العون لنا باستثناء القوات المسلحة، وبعض الخيرين وبدأنا العمل بما تبقى من معدات، وقمنا بدفع رواتب العاملين برغم التعثر المالي الذي نعاني منه حاليا، إلا أننا نتعهد بدفع الرواتب المتأخرة ونحاول قدر الامكان أن تصل لمستحقيها في وقتها .
وعن الانعكاسات السلبية للشركة في حال صدر قرار بإعادة وضع الشركة على ماكانت عليه في السابق، فقد أكد السيد ” المغربي” أنه من المستحيل أن تعود الشركة لما كانت عليه في السابق، بعد كل ما حدث في القائمين على الشركة اتخذوا قرارا شجاعا، وهو إعلانهم عن نقل إدارة الشركة لمدينة بنغازي، ويتبع لها فرع بنغازي وفرع البريقة وفرع رأس لانوف.
وأوضح ” المغربي” أنهم قاموا بدعوة فرع طبرق للانضمام إليهم ، ولكنهم رفضوا للأسف.
استوقفنا سؤال عن كيفية تسيير العمل داخل ميناء بدون وجود ميزانية للشركة،فقال السيد ” المغربي” بدأنا العمل في الميناء بعد الحرب بالنظام الآجل، فكنا نتعاقد مع بعض الشركات، وأيضا قمنا بتسليم بعض الحاويات التي نجت من الحرب، وبهذا تحصلنا على بعض الرسوم التي قمنا من خلالها بصيانة وتشغيل الآلات.
فذكر” المغربي” بأن هناك نهضة عمرانية تحدث حاليا داخل الميناء، تتمثل في رصف طرق وبناء مباني جديدة، وأيضا شراء آلات حديثة، وأيضا قمنا بصيانة قاطرة برنيق وهذه أول مرة نقوم بصيانة قاطرة داخل حوض الميناء وتم تعويمها وقريبا تعود للخدمة مجددا .
وعند سؤالنا على من القائم على إدارة الشركة حاليا ، فقال ” المغربي” القائمين على الشركة حاليا هم مجلس تسييري برئاسة السيد يزيد “سليمان بوزريبة”
وعن عدد العاملين في الشركة الليبية للموانئ قال :- “عدد العاملين تقريا 1400 عامل حالياً، يعملون داخل الميناء في أعمال المناولة، ومقسمين إلى دوريات من الصباح إلى فترات متأخرة من الليل”.
ووضح ” المغربي” بأن الشركة الليبية للموانئ من الشركات المهمة التي يقع على كاهلها تسيير العمل داخل ميناء بنغازي البحري، ولم تكلف الدولة عبئا ماديا بل بالعكس، فإن ما يشهده الميناء من صيانة كانت بفضل إدارة الشركة، وما تقوم به من أعمال من أجل النهوض بالميناء، ليصبح من أهم الموانئ على مستوى الشرق الأوسط. ( وال ـ بنغازي) هـ ع