طرابلس 24 مارس 2021 (وال)- أعلنت مصلحة الآثار الليبية رسميًا استلامها للرأس الرخامي للإمبراطورة فاوستينا الصغرى، ابنة الإمبراطور انطونيوس بيوس ووصوله إلى أرض ليبيا ليتم استرجاعه بعد تهربيه لأكثر من سبعين عام.
وأفادت مصادر بمصلحة الآثار الليبية لوكالة الأنباء الليبية، أن رئيس المصلحة تسلم هذا الرأس من سفارتنا بالنمسا، وعاد به إلى أرض الوطن بتاريخ 20/3/2021 م، وسيتم إرجاع هذه القطعة إلى مراقبة آثار شحات ومكتب آثار سوسة المكان الأصلي للرأس.
وقال مدير مكتب التعاون الدولي والإعلام بشير أوحيدة، “إننا كمصلحة للآثار وهي الجهة المسئولة عن إدارة وحفظ هذا الموروث وبعد أن وفقنا الله في إحضار هذه القطعة رغم الظروف الصعبة، نثمن عاليًا تجاوب إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية، ولسلك الدبلوماسي بسفارتنا بجمهورية النمسا الاتحادية، ونشكرهم على مساعيهم وتجاوبهم التام في عمليات تسليم واستلام رأس التمثال، وفي تسهيل عملية تأمين وصوله إلى أرض الوطن، ولا يفوتنا أن نشكر القنصلية العامة بإسطنبول والمندوبية الليبية، لدى اليونسكو على الجهود التي بذلت في مساندة مصلحة الآثار لاسترجاع هذه القطعة الأثرية المهمة لبيئتها التاريخية.
وأوضح أوحيدة لوكالة الأنباء الليبية، أنه في إطار الجهود التي تبذلها مصلحة الآثار الليبية، والبعثات الدبلوماسية الليبية بالخارج عن طريق إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية، وكافة الجهات ذات العلاقة في استعادة الآثار الليبية المهربة خارج ليبيا, تمكنا بحمد الله وتوفيقه بتاريخ 21 مارس الجاري، من استعادة رأس رخامي للإمبراطورة فاوستينا الصغرى ابنة الإمبراطور انطونيوس بيوس، وهي زوجة الإمبراطور ماركوس أوريليوس في القرن الثاني الميلادي، والذي تم تسليمه في حفل أقيم بتاريخ 5 مارس في مقر السفارة الليبية في فيّنا عاصمة النمسا، حضره من الجانب الليبي السفير الليبي لدى النمسا “جلال العاشي”، ومن الجانب النمساوي وزير الثقافة بولاية ستيريا، والسفير النمساوي المعتمد لدى ليبيا، ومدير المتحف العالمي في غراتس.
وبيّن مدير مكتب التعاون الدولي والإعلام، إن الرأس المذكور قد تم تهريبه في ظروف غامضة إبان الحرب العالمية الثانية على يد أحد الجنود النازيين عام 1942 من سوسة، وظل منذ حينها طي المجهول إلى عام 1967، عندما اكتشف صدفة في أنقاض معتقل كايزرفالد، وهو أحد معسكرات الاعتقال النازية شُيّد عام 1943 في جمهورية لاتفيا على بحر البلطيق، ليجد فيما بعد طريقه إلى مقاطعة ستيريا جنوب النمسا، ليعرض في متحف غراز عاصمة المقاطعة المذكورة.
وأشار إلى أن اللجنة الألمانية المتخصصة في دراسة الممتلكات الثقافية خلال الفترة النازية، كانت قد أوصت بإرجاع الرأس إلى بيئته الأصلية سوسة ليبيا، وهذا ما تم التعهد به أثناء الاحتفال بمراسم تسليم الرأس.
وأكد مدير مكتب التعاون الدولي والإعلام بشير أوحيدة، في ختام تصريحه لـ ( وال )، أن هذه البادرة غير المسبوقة من المبادرات الموفقة في استرجاع الكثير من الممتلكات الثقافية الموجودة في العديد من الدول، والتي نأمل من الدول التي تحتفظ بآثار ليبية أن تحذو حذوها لاستعادة ما لديها من تلك ممتلكات ثقافية ليبية وإرجاعها إلى موطنها الأصلي، التزامًا بمعاهدة اليونسكو 1972 المعنية بحظر، ومنع الاتجار غير المشروع، واستيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية، والموقع عليها من جانب هذه البلدان. (وال- طرابلس) ع ع/ ر ت