بنغازي 28 مارس 2021 (وال) – صرح مدير مكتب متابعة تشغيل وصيانة مرافق المياه بسهل “بنغازي” بالشركة العامة للمياه والصرف الصحي “أمساعد محمد العوامي” ، أن الصيف القادم يحمل أزمة كبيرة تتمثل في شح مياه الشرب وتلوثها جراء العمليات التسريب العكسية الناجمة عن انخفاض الضغط في الشبكة المتهالكة .
العوامي كشف – في حوار خاص مع وكالة الأنباء الليبية – أن هذا الأمر استوجب علينا الانتقال إلى مقر الشركة ومختبراتها للوقوف أكثر عند حجم المشكلة و حقيقتها و أبعادها .
وقال إنه لا يوجد بالشركة مختبرات بالمسمى الحرفي أنما تعمل الوحدة ضمن ظروف غير مطابقة للموصفات و الاشتراطات اللازمة بمختبر حقلي “حقيبة مخبرية متنقلة” جاءت منحة من منظمة الصليب الأحمر قبل عامان، ويحرص الأخير على تزويدهم بالمشغلات بصفة دورية .
ومن جهته، قال رئيس وحدة المختبرات محمد عبد السلام بووذن “فور وصول بلاغ من المنطقة الممتدة من المقرون البياضة بوجود تغير في مواصفات المياه، نقوم بالكشف على المصدر، عن نسبتي النترات والامونيا فلأولى تعتبر علامة عن وجود تلوث قديم – الأكثر انتشارا – و الثانية حديث، والعينات تنقل مئات الكيلو مترات و بسيارتنا الخاصة.
وتابع بووذن المناطق التي لا تصلها مياه جهاز النهر الصناعي مثل “القوارشة”، و”الكويفية”، و”بوعطني” يعتمد سكانها على الآبار الجوفية و حفر خزانات للصرف الصحي – التسريبات بين الخطوط والخزنات – والبعض يحفر البئر ليستغله للصرف الصحي، وهي أعمال عشوائية .
بووذن أشار إلى أنه نتيجة لتداخل الشبكة وقدمها وعدم وجود الخرائط أو مخططات – و هو وضع عام في ليبيا – يصعب اكتشاف مصدر التلوث، وللتوضيح نستذكر واقعة “المليطانية” التي لا تحظى بكامل حصتها من المياه، والضخ في الشبكة ساعتين فقط على مدار اليوم، قمنا بزياد الكلور و قياس نسبته في الشبكة المتداخلة، و هذا صعب جدًا لانتقال التلوث عبرها بسهولة، المنطقة نفسها تعاني مشكلة آخرى وهي حفر آبار الصرف الصحي بجوار الخط أو فوقه مباشرة، واستمرت رحلة المعالجة شهرين من العمل المتواصل والحفر وإغلاق المياه على الشارع الذي ارتفعت به نسبة البلاغات والمنطقة التلوث فيها قديم نتيجة تأكل بعض الخطوط .
و يضيف بووذن آسفا “خطتنا القادمةستكون قاعدة بيانات للآبار الواقعة داخل نطاق إدارة تشغيل سهل بنغازي ولكن للأسف؛ مغلقة بطريقة لا يمكنك أخذ العينات مربوطة مباشرة بالخطوط, وقلة الإمكانيات تعيقنا .
- عزوف المحلي وخروج الأجنبي
لا يوجد داخل الشركة مكتب أو إدارة للمشروعات، بل ال هذا الاختصاص إلى جهاز تنفيذ المرافق و الاسكان منذ عشرة أعوام، الذي حافظ على جسور التعاون وإشرك الشركة في كافة اللجان العاملة بالخصوص .
من جهته، رئيس قسم العقود مهندس محمد المشيطي يقول “المنظومة تنقسم شقين صرف صحي و أمطار ، و المنفذ لشبكة في المدينة 40% من المخطط العام 10% تعمل بكفاءة متوسطة، وآخر شبكة نفذت آواخر الثمانينات، و بالتالي هي قديمة متهالكة نتيجة لسبخية المنطقة أولا، وسوء استعمالها ثانيًا، الأحياء معظمها غير معبد، واختلاط الأمر على المواطن في فصل الشتاء لا يعرف شبكة الصرف الصحي من الأمطار، المطاعم تصريفهم بالكامل داخل شبكة الصرف الصحي، كذلك محطات غسيل السيارات، المستشفيات لا تعالج المخلفات الطبية قبل تصريف مياهها على الشبكة العامة، ولدينا المنازل ومصانع الرخام و البلاط وغيرها، سيارات النقل الخاصة تفرغ في حمولتها في صفيات مياه الأمطار هي الأخرى .
متابعا حملاتنا التنظيفية دورية، وجهاز تطوير المدن قام بتكليف 6 شركات لتنظيف صفيات مياه الأمطار، دون الانتباه للمخلفات المجاورة لها على جنبي الطريق و بمجرد هطول المياه تنجرف الأوساخ معها، هناك سرقة للأغطية، وشركات النظافة، مرمى القمامة فوق الغرف وعمليات الجرف والإزالة لها تحمل معها الغرفة فتسقط النفايات في الشبكة .
وأكد المشيطي نحن شركة خدمية اليوم لا نملك ثمن وقود السيارات، وأي ماسورة تتعرض للكسر نعتمد على تبرعات أهل الخير لاستبدالها،العاميين الماضيين تحصلنا على دعم من بلدية بنغازي والحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني، وتم توفير بعض قطع غيار للسيارات و النضائد واستبدال الإطارات وصيانة بعض خطوط الصرف الصحي ومحطات تنفيذ شبكات المياه، توريد مضخات ومواسير ، ووصلنا دعم جزئي الصليب الأحمر ومنظمة اليونسيف . قبل ثلاثة أشهر سيلت الإدارة العامة لشركة مبلغ في حسابتنا، و لكن أزمة السيولة حالت دون صرف أي عهدة مالية لتشغيل الأقسام، واضطرينا اللجوء إلى السوق الموازي للحصول على المبلغ كاش مقابل الصك و تحمل الخسارة في الفرق بين القيمتين.
وبين أن شبكة بنغازي تضم 34 محطة متجه للشمال نتيجة لتضاريس المدينة، ليتم نقلها ميكانيكيا جنوبا لمحطة المعالجة، أما مشروع إنشاء آخرى في “الكويفية” متوقف منذ العام 2011، وقبل عقد من الزمن كانت الشركات الأجنبية تنفذ مخطط كامل لتجديد الشبكات القديمة و تنفيذ اخرى جديدة في المدينة .
ويوضح رئيس قسم العقود “كانت لدينا شركات محلية تنافس الأجنبية في أعمال الصيانة و التنفيذ، وجاء عزوفهم لجملة من الأسباب كعدم توفر الحماية في الشارع، نعمل وفق لائحة أسعار لا يمكننا تجازوها، لا يوجد سوق ثابت، ولجوء المقاول بتوفير السيولة عن طريق السوق الموازي، وبالتالي هو الآخر يتعرض للخسارة، و شح المواد في السوق المحلي، وهناك تعاون كبير مع البلدية واستجابة سريعة من قبلهم و نحن لا نسعي جاهدين لحل مشكلة اي مواطن داخل منزله.
وأضاف أن حرص موظفو الشركة على القدر الأكبر من الآليات والمعدات أثناء فترة الحرب و اليوم يحاولون بالتعاون مع الخيرين من إنجاز ما يمكن إنجازه رغم غياب مرتباتهم لقرابة أربعة أشهر .
و السؤال
إلى متى تظل بحيرة 23 يوليو الخزان الرئيسي لمياه الصرف الصحي في بنغازي ؟
وما هي تدابير الحكومة للحيلولة دون أزمة العطش أو تسجيل حالات تسمم من مياه الشرب بالمدينة ؟ ( وال – بنغازي) هــ ش