بيروت 6 أبريل 2021 (وال) -ذكرت تقارير نشر أمس الإثنين، إن صوامع الحبوب في مرفأ بيروت، التي تضررت بشدة حين امتصت الجزء الأكبر من عصف الانفجار الهائل الذي دمر في الصيف الماضي أنحاء واسعة من العاصمة اللبنانية، يجب هدمها لأنها آيلة للسقوط.
وأعلنت “أمان إنجنيرينغ”، الشركة السويسرية التي ساعدت لبنان بمسح ليزر للصوامع في المرفأ بعد انفجار 4 أغسطس، إن كتلة الصوامع اليوم “هيكل غير مستقر ومتحرك”.
وأضافت الشركة في تقريرها “توصيتنا هي المضي قُدما في تفكيك هذه الكتلة” الخرسانية الضخمة، مضيفة “كما أصبح واضحا، فإن الركائز الخرسانية تعرضت لأضرار جسيمة، سيتعين بناء صوامع جديدة في موقع مختلف”.
وكان وزير الاقتصاد راوول نعمة قال في نوفمبرالماضي، إن الحكومة ستهدم الصوامع التي كانت أكبر مخزن للحبوب في البلاد، بسبب مخاوف على السلامة العامة، لكن السلطات لم تتّخذ حتّى اليوم قرارا بذلك.
وبعدما كانت تعتبر، ببنائها الخرساني العملاق البالغ ارتفاعه (48) مترا وقدرتها الاستيعابية الضخمة التي تزيد عن (100) ألف طن، أحد صمامات الأمن الغذائي للبنان، أصبحت اليوم رمزاً للانفجار الكارثي الذي أودى بحياة أكثر من (200) شخص وأصاب أكثر من ( 6500) آخرين بجروح، وألحق أضراراً جسيمة بالمرفأ وبعدد من أحياء العاصمة.
وهز الانفجار عنبراً في المرفأ مجاوراً للصوامع خُزنت فيه على مدى سنوات كميات هائلة من نيترات الأمونيوم، دون احترام أدنى شروط السلامة، وفقاً للسلطات.
وفي الواقع فإن هذا البناء الخرساني العملاق امتص القسم الأكبر من الانفجار المدمّر ليحمي الشطر الغربي من العاصمة من دمار مماثل لما لحق بشطرها الشرقي.
وفي تقريرها قالت الشركة السويسرية إنّ “الوقائع تظهر أن لا طريقة لضمان السلامة حتى على المدى المتوسط إذا بقيت الكتلة الشمالية، على ما هي عليه”.
وأضافت أن الأضرار التي لحقت ببعض الصوامع كانت شديدة لدرجة أنها تميل بمعدل خطير.
وأوضحت أنها “تميل بمعدل (2) ملم في اليوم، وهذا كثير من الناحية الهيكلية”.
وأضافت “على سبيل المقارنة، فإن برج بيزا في إيطاليا كان يميل بمقدار حوالى 5 ملم في السنة قبل أن تثبيته” بإجراءات هندسية خاصة.
ويأتي الحكم بإعدام صوامع الحبوب ليزيد من المخاوف على الأمن الغذائي في لبنان، البلد الذي يتخبّط أساسا في أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة.
يشار أن لبنان يعتمد على الواردات لتأمين ( 85% ) من احتياجاته الغذائية، كما تلقى في أعقاب الانفجار تبرعات من الحبوب والدقيق.(وال بيروت) س خ.