بنينا 02 نوفمبر 2016(وال)-مايزال أهالي بلدة بنينا يعيشون وسط آثار الدمار التي خلفها القصف المدفعي والصاروخي للجماعات الإرهابية عليها منذ نحو أكثر من عامين.
ووسط دمار شبه كامل طال معظم المنازل والمقرات الحكومية، يعيش أغلب سكان بنينا أوضاعاً معيشية صعبة،كما أنهم مازالوا يواجهون خطراً داهماً بشكل يومي، جراء سقوط قذائف الهاون وصواريخ الغراد،وتسبب سوط قذيفة منذ عدة أيام في جرح 6 أطفال.
وأعلنت الحكومة الليبية المؤقتة،أواخر عام 2015 بنينا “منطقة منكوبة” وأمرت الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل عاجل وفقاً للتشريعات النافذة،كما قررت الحكومة تسمية بلدة بنينا “بلدية” وأجرت وكالة الأنباء الليبية زيارة ميدانية رفقة محمد أوحيدة، المكلف بتسيير مكتب الإعلام والثقافة في بلدية بنينا.
ودعا أوحيدة بضرورة أن تكون هناك زيارة رسمية رفيعة المستوى من قبل مجلس النوّاب والحكومة المؤقتة إضافة إلى الحاكم العسكري،للإطلاع على الأوضاع “المأساوية” التي تعيشها بنينا،وقال أوحيدة “إن الوفود التي أتت إلى بنينا،هي وفود خجولة،ولا يمكن الاعتماد عليها في إعادة بناء البلدة”.
وأضاف “نأمل أن يكون هناك صدى لهذه الدعوة من قبل مجلس النواب والحكومة” وتعرضت البلدة لدمار شبه كامل لبيوت الأهالي إضافة إلى المباني الحكومية والتي من بينها مقر البلدية ومبنى البريد.
وخلال جولة قال رجل مسن من أهالي البلدة، لوكالة الأنباء الليبية “إن بنينا تعاني ولم نر أية وعود تحققت”وأضاف “إننا ندعو الحاكم العسكري للقيام بزيارة رسمية للبلدة”.
وعبّر أوحيدة عن سعادته لأعمال الإعمار التي تجري في مطار بنينا الدولي، لكنه أردف بالقول” إن بنينا بها جزء مهم جداً لا يقل أهمية عن المطار وهو الإنسان”.
وقال إن “صيانة المطار وصيانة المنطقة يجب أن يكونا في خط متوازي” وأضاف أن “بنينا ناسها بسطاء وفرضت عليهم حرب داخل بيوتهم لأكثر من 3 شهور” وكانت الحرب قد تسبب في نزوح الآلاف من أهالي بنينا،كما أن آثار الدمار مازالت على حالها.
صحياً أفاد أوحيدة لوكالة الأنباء الليبية بوجود عديد المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة وقال إن اللجنة التسييرية للبلدية تسعى لتحويل “المستوصف” إلى مستشفى قروي، ولكنها لم تتلق الدعم حتى اليوم ولم يخفِ أوحيدة مخاوفه، لوكالة الأنباء الليبية، من انفجار الكبت النفسي الذي يعانيه أهل بنينا.
وقال”أهل بنينا صمدوا وقت الحرب ومازالوا صامدين،لكن كثرة الوعود الخجولة وعدم تحقيقها، قد يدفع الأهالي للتعبير عن وضعهم المأساوي”.
وأوضح أن الجماعات الإرهابية كان هدفها السيطرة على المنشآت الحيوية الحكومية مثل المطار والقاعدة الجوية، لكن البلدة بأهلها ومبانيها وقفت حجر عثرة أمام تقدمهم”.
وتابع يقول “إن جميع القطاعات في بنينا تعاني، والحي السكني وضعه مأساوي والمواطنين غير قادرين على إجراء صيانة لبيوتهم” وأضاف أن “بنينا اليوم محتاجة لزيارة رفيعة للإطلاع على أوضاع وجبر كسورها الذي تعانيها جراء الحرب”.
وقال إن بنينا حينما وقفت ضد التنظيمات الإرهابية لم تكن تدافع عن نفسها وإنما كانت تدافع عن وطن بأكمله، وهي الآن في حاجة لوقفة جادة من قبل المسؤولين”.
وكشف أوحيدة أن عديد من عائلات بنينا مازالت مهجرة وما زالت تسكن بالإيجار،بسبب الدمار الكبير الذي طال مساكنهم وقال “بعضهم عاد إلى منزله ورمم جزءاً منه للسكن فيه” وأضاف أن أهالي البلدة مازالوا عرضة للقصف المتواصل للإرهابيين وقدّر أوحيدة عدد القذائف المتوسطة والخفيفة التي سقطت على بنينا منذ الحرب نحو “1864”.
وعن أوضاع التعليم أفاد أوحيدة، بوجود 6 مدارس للتعليم الأساسي والمتوسط،وجلها تعرض للدمار بنسبة 60 في المئة، كما تطرق إلى وجود عجز في المعلمين وعجز في التجهيزات.
أما عن معالم بنينا التاريخية؛ فقال أوحيدة، “لقد دمرتها هجمات الإرهابيين، مثل محطة القطار القديمة ومنارات مراكز تحفيظ القرآن، جميعها تساوت بالأرض” وتوجه أوحيدة إلى مبنى مهدم بالكامل وقال “هنا كانت منارة لتحفيظ القرآن”. (وال-بنينا) ف خ