طرابلس 08 مايو 2021 م ( وال)- استهجن محرر الشؤون الأفريقية بوكالة الأنباء الليبية تصريح وزير الدفاع التشادي اللواء ” داوود إبراهيم ” بشأن ليبيا ، والذي حاول فيه القفز على الحقائق واعتبارها ملاذًا للكيانات الإرهابية ووصفه بـ “المرفوض وغير المقبول” من مسؤول في دولة شقيقة وجارة نتقاسم معها الماضي والحاضر ونستشرف معها آفاق المستقبل.
وكتب المحرر قائلا : ” يبدو أن الوزير التشادي تعمد خلط الأوراق بسبب سخونة الأحداث في بلاده بعد مقتل الرئيس” إدريس ديبي إتنو ” يوم 20 أبريل الماضي متأثرًا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد، وقفز على كثير من الحقائق المعروفة لدى الجميع”.
وأوضح المحرر في هذا الصدد أن “الجماعات الإرهابية وحركات المعارضة المسلحة ليست على الإطلاق نتاج أو صنيعة ليبية أو بسبب الوضع الذي انزلقت إليه ليبيا، كما يحاول البعض ترويجه لأسباب عدة، بل إنها منتشرة ومتجذرة في منطقة الساحل الإفريقي وفي تشاد تحديدا منذ ستينيات القرن الماضي، حيث طفت على السطح بعد رياح الاستقلال مباشرة المواجهات العرقية والأثنية والقبلية وغيرها، واستسلمت المنطقة بالكامل للكثير من حمامات الدم وسلسلة من أعمال العنف والانقلابات العسكرية التي لا تحصى ولا تعد حتى اليوم .
وأعاد محرر الشؤون الأفريقية إلى الأذهان أن الرئيس التشادي الراحل ” إدريس ديبي ” الذي قارع حركات التمرد والتنظيمات الإرهابية ليس في تشاد فحسب بل في دول الساحل أيضا، قد تعرض منذ وصوله إلى السلطة إلى عدة محاولات انقلابية، أبرزها عامي 2006 و2008، متسائلا : “هل كانت ليبيا وقتذاك معقلا للجماعات الإرهابية”، كما رأى وزير الدفاع التشادي.
وأشار إلى أن الوضع الحالي المتأزم في ليبيا وانتشار السلاح واستقدام المرتزقة من دول الجوار ومن خارجها من بينهم “تشاديون”، ومشاركتهم في الصراع المسلح في ليبيا، المدعوم خارجيا للسيطرة على السلطة والموارد في بلادنا، فاقم دون شك من هشاشة الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل وأجج الصراعات المحلية على السلطة والنفوذ، إلا أنه لم يصنعها.
وأكد المحرر أن مشاركة رئيس المجلس الرئاسي ” محمد المنفي ” في تشييع جنازة الرئيس الراحل ” إدريس ديبي اتنو ” إلى مثواه الأخير، تؤكد أن ليبيا، رغم أزمتها الداخلية التي تؤججها أطراف خارجية، توجد بها دولة تؤمن بترقية علاقات التعاون وحسن الجوار، وأن السلطة الجديدة فيها تسعى اليوم إلى تحقيق المصالحة الوطنية أولا وبناء علاقات متوازية مع الجميع على أساس مبدأ التعاون ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
ودعا محرر الشؤون الأفريقية بالمناسبة إلى مقاربة جيوسياسية وإستراتيجية تشارك فيها دول المنطقة كافة والدول الخارجية التي لديها مصالح في هذه المنطقة المشتعلة التي تجمع دول الساحل ودول شمال أفريقيا، وعلى رأسها فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة، لضبط الحدود ومحاربة الجماعات الإرهابية والمتشددة وعصابات تهريب البشر والسلاح والمخدرات والجريمة العابرة للحدود، والتعاون البناء بين الجميع، لتبني سياسات واقعية خاصة على المستوى الاقتصادي لوقف موجات الهجرة غير الشرعية من الجنوب إلى الشمال، وتمكين شعوب المنطقة من الاستفادة ولو جزئيا من مواردها الطبيعية التي تنهب منذ عدة عقود. (وال- طرابلس)