بنغازي 10 مايو 2021 (وال)- تابعت وكالة الأنباء الليبية ظاهرة نقل الخبز واللحوم والأدوية بطريقة خاطئة والتي وقد تسبب بعض الأمراض.
تحدث المهندس عبد الحفيظ القنين من الهيئة العامة للبيئة لوكالة الأنباء الليبية، قائلا إن “عملية نقل الخُبز للأسف تتم بطريقة غير صحية، حيث يحمل في علب الكرتون، وهذه الكرتونة غير نظيفة، عندما يرميها صاحِب المحل في أي مكان وهي مُعرضه للقطط والصراصير والحشرات، ولذا تكون العلب ناقلة للأمراض وعرضه للتلوث، وبالتالي تكون العلب ملوثة بالميكروبات ثُم يتلوث الخُبز، ثُم يحملونها ثاني يوم إلى المخبز ويرمونها على أرضية الفرن قد تكون أرضية الفرن مُعرضة إلى أن تكون مُلوثة بطفح المجاري، وأثار الأحذية والأتربة وغيرها”.
وتابع القنين: “كل هذه الميكروبات تأتي من مُشكلة المجاري وتلوث الشوارع، والقطط تنام في الكارتين الفارغة ثم ثاني يوم يأخذهن المُوزع من المخبز إلى محلات البقالة العامة، الخُبز نأكله طازج وبدون معاملة حرارية ويبقى التلوث الميكروبي والجراثيم، ويختلف الوضع عن الّلحوم نوعًا ما فيهن مُعاملة حرارية، والمُلاحظ أنه في المخابز عندما يتم تعبئة الكارتين القذرة والملوثة بالميكروبات ناقلة للأمراض والميكروبات المُسببة للدمامل والمشاكل الجلدية، والميكروبات ينتقل من الخُبز المُلوث إلى الإنسان، لأن الخُبز يُأكل بدون مُعاملة حرارية، ونُلاحظ أن الكراتين يتم تعبيتهن بالكامل، ثُم يُأخذ الكرتونة الأخرى وتوضع فوق منها، قاع الكرتونة كان في الأرضية، ومُلوث بالميكروبات تأتي من الأقدام ، المجاري ، الأحذية” .
وأضاف القنين: “يُلاحظ أن عند الأطفال بالذات تظهر المشاكل الصحية الدمامل ينتشرن عند الأطفال أكثر ما يُمكن لأن المناعة ضعيفة، بالإضافة إلى أن مُوزع الخُبز يأتي في الصباح باكرا والبقال مُغلق ويُنزل كل الكارتين، ويذهب من الفجر ويبقى حتى يأتي البقال يأخذ الخُبز ويضعه في الصندوق، في اللحظات هذه تكون الخُبز أتت إليها الكلاب والقطط والفئران”.
وتابع القنين: “في السابق أخذنا مسحات من عينات الخُبز، ووجدنا فيهن ميكروبات معوية مُسببة للنزلات المعوية مصدرها الفئران والحيوانات الناقلة للأمراض، ونُلاحظ أن الخُبز عندما تبقى في محل البقالة هكذا غير مكيسة، يأتي شخص قادم من الشغل ويداه مُلوثات ويبدأ يُقارن ويأخذ الخُبز الجيد، ويأخذ ويرد بيديه هكذا يلوثهن بيديه”.
وتابع القنين: “هذه الصورة في العالم المُتقدم غير موجودة، الخُبز يتم تكييسه من الفُرن تخرج من الفرن يتركها تبرد قليلاً ثُم يُكيسها ثُم يتم توزيعها على محلات البقالة، وصناديق بلاستيكية مُخصصة مُغلقة ويتم تسليمهن للبقالة، بالإضافة إلى أن الناس التي تتعامل مع الخُبز تُعتبر ناس عشوائية، هل لديهم شهادات صحية ؟ هل هُم خاليين من الأمراض المنقولة عبر الغذاء ؟ لأن توجد أمراض منقولة عبر الغذاء ، أحياناً شخص يبقى ناقل لميكروب الوباء الكبدي وغيره … يُفترض أن هؤلاء الأشخاص تكون لديهم شهادات صحيـة خالية من الأمراض المنقولة عبر الغذاء”.
وقال القنين: إن “عملية نقل الّلحوم يُفترض أن تتم بطريقة صحيـة والمُلاحظ أن الأشخاص ينقلوا الّلحوم وملابسهم قذرة ويوجد بهن الدم ولا يتم غسلهن ، ونُلاحظ أن العامل يحمل الّلحوم على ملابسه وهيا مُتسخة ، والسيارة غير نظيفة ! غير مُهم التكييف لأن عملية نقل الّلحوم لا يحتاج تكييف لكن على الأقل السيارة تكون نظيفة، والشخص تكون ملابسه نظيفة يتم غسلهن كُل يوم ويكون لديه شهادة صحيـة، وبالنسبة للمحلات بيع اللحوم يوجد مُفتشين صحيين يمروا على الذبائح قبل خروجها من السلخانة، وينظروا إلى أي شيء فيه أمراض أو محقونة بـ عقاقير طبيـة تم ذبحها قبل تجاوز فترة تحريمها، والمقصد من الجزئية الأخيرة أن القصابين لديهم مُفتشين صحيين يراقبوا أي شيء مريض لديه السل أو محقونة بـ دواء مضاد حيوي ، يتم رميها لن تذهب للبقالة، ومن شكل الذبيحة السليمة تُعرف بالّلون الوردي ويكون لونها فاتح هذه هيا الذبيحة الصحية خالية من الأكياس”.
ويواصل القنين “موضحًا في هذه الحالة؛ هي سليمة لكن إذا تم تداولها بطريقة خاطئة ستتلوث وتنقل أمراض في فترة العرض إذا كان المحل ليس مكيف، وتوجد مكروبات تنمو على اللحوم، عندما تتلوث الّلحوم أثناء النقل السيئ فالميكروبات يتكاثرن وهناك ميكروبات محبة للبرودة، وميكروبات محبة للحرارة العادية، ومكروبات محبة للحرارة العالية 40° والحرارة العادية 30° ، والمحبة للبرودة هيا التي تنمو على درجة حرارة 10° تبريدها سيء غير كافية لإيقاف نمو الميكروبات المسببة للفساد والمنتجة للسموم الميكروبية باللحوم الملوثة نتيجة سوء تداولها، وينتج عنها مخاطر صحية على الكبد وعلى الدماغ وخصوصًا سموم الفطريات، تتحمل درجة حرارة حتى الطبخ، بالنسبة لسموم البكتيريا بعضها لا تتحمل حرارة الطبخ، وبعضها تتحمل وتقاوم، حرارة الطبخ هي 160° أو 110° ، وتوجد ميكروبات تنتشر في السموم تتحمل 160° وتسبب مشاكل في الكبد وسرطان الكبد”.
وتابع “عبد الحفيظ” وعن الأدوية داخل العلب الزجاجة، قال: “هي معتمة لا تسمح بمرور الضوء لأن الضوء يسبب أكسدة للمواد الكيميائية ويُسمى فساد كيميائي، بالنسبة للفساد الميكروبي مُستبعد في الأدوية لأن الأدوية تحتوي على مواد حافظة أو تم تعبئتهن بعد التعقيم، حيث تُعقم بطريقة الإشعاع أو إضافة مادة حافظة، بالنسبة للأودية لا نُلاحظ شيء سيء بها، إلا إذا تم تخزينهن في ظروف سيئة وفي مخزن غير مُهيأ للتخزين وجميع الأدوية لهن شروط تخزين مُعينة، في الغالب يكون التخزين في حدود 20° ولا ينزل أقل من 0 لو نزل 0 التجمد يُسبب مشاكل والمادة الفعّالة ستتغير تركيبها، في حال زيادة الحرارة سينتج انحلال كيميائي للأدوية وتفقد المادة فاعليتها، لكن الفساد الميكروبي في الأدوية أن عن طريق النقل مُستبعد لأن عادة تكون الأدوية مُغلقة بإحكام”.
وختم القنين: “كُل ما تحدثنا عنه يُسمى التلوث الميكروبي الغذائي، وبالنسبة للأدوية تأتي من الخارج في حاويات مُبرده وعندما يفرج عنها تبقى في مخزن مُكيف، ولا يوجد تداول سيء للأدوية عادة يتم نقل الأدوية بشكل سريع من الحاوية المبردة إلى الصيدلية”.
من جهته، قال الدكتور نوري أحمد الشيخي رئيس وحدة التفتيش بقسم الرقابة الداخلية بمركز الرقابة على الأغذية والأدوية فرع بنغازي لوكالة الأنباء الليبية، إن من الأخطاء الشائعة لدى تجار بيع المواد الغذائية والمختصون في تداول المواد الغذائية وعدم الاهتمام بوسائل النقل للمحافظة عليهن، حيث يلاحظ أن يتم نقل الخبز والمواد الغذائية المختلفة في وسائل نقل غير مجهزة للنقل.
وأضاف “الشيخي”: “أحيانا يتم النقل البضائع والمواد الغذائية بوسائل غير متخصصة ويتم استخدامها حتى لنقل الرمل و الأسمنت والمرش وهذه أخطاء شائعة لدي تجار مواد غذائية في ليبيا، ومن الضروري أن تكون وسيلة النقل حافظه درجة حرارة في العموم 25، وأما بالنسبة للمبردة والمجمدة للحوم لابد أن تكون درجتها (-8) .ميديا (-4). إلى (-8) سواء لحوم حمراء أو بيضاء أو أسماك تكون حرارة (-18).
وذكر “نوري” إذا تم نقل والخبز والمواد الغذائية واللحوم بوسائل نقل غير متخصصة بها وخاصة إذا كانت المسافة بعيدة سيتم الإصابة بالبكتيريا، ومن ثم تعتبر مصدر لتسمم الغذائي للمواطن داخل البلدية نفسها”.
واختتم نوري حديثه قائلا نحن كمركز الرقابة على الأغذية والأدوية؛ نطالب من التجار والمسؤولين أن يحافظوا على نقل المواد الغذائية في حافظات، وأن يلتزموا بدرجة الحرارة وخاصة الألبان ومشتقاتها والمواد المعلبة وأن تكون درجة الحرارة (_25).
في ذات السياق، قال رئيس جهاز الحرس البلدي بليبيا اللواء “توفيق المسماري”: “فعلا ظاهرة غير صحية ومخالفة صريحة للقانون وللأسف عمت بها المشاكل نتيجة أسباب كثيرة، منها التوسع في استخراج التراخيص للمخابز والسماح للقطاع الخاص بمزاولة أعمال ذبح المواشي والطيور في السلخانات والرياشات وعدم وجود الكادر الرئيسي المتابع لهذا الأمر بالعدد الكافي ونعني به المفتش الصحي”.
وتابع المسماري: “ضعف الرادع القانوني المتمثل في العقوبة القانونية سواء بالغرامة أو السجن والتي أصبحت لا تتماشى مع الزمن الراهن وهو ما دعانا لتقديم تصور للحكومة بغية إحالته لمجلس النواب للنظر في تعديل بعض القوانين، من بينها القانوني الصحي 106 الصادر في عام 1973 والذي لا يزال يعمل به حتى الآن ولم يطرأ عليه أي تطوير أو تحديث، بما يتناسب العصر الحالي ومتطلباته”.
وأضاف “المسماري”: أنه سبق وأن أطلقنا خطة عمل موحدة تحت شعار “صحة المواطن خط احمر “، وكانت هذه الملاحظات ضمن المستهدف بالمعالجة إلا أن الظروف التي مررنا بها من ضعف الموارد والإمكانيات دائما ما تحد من طموحاتنا في السيطرة ولاستمرارية، ونحن نطمح في الأيام القادمة بوضع برنامج بالتعاون مع الإصحاح البيئي وقطاع الصحة العامة، لتثبيت هذه الضوابط وفرضها على المناشط المعنية وإلزامهم بتخصيص سيارات نقل مجهزة حسب نوعية السلع والمواد المنقولة، مع كتابة عنوان المحل ورقم الهاتف عليها للتعريف وسهولة المتابعة وتقديم الملاحظات بشأنها. (وال)
تقرير | مروة نصر