بنغازي 19 مايو 2021 (وال) تعد الزراعة من الموارد الهامة في البلاد، حيث تنتشر أشجار النخيل المثمرة على طول الساحل الليبي وفي واحات الصحراء جنوبي البلاد أيضاً، وتنتج هذه الأشجار كمية كبيرة جداً، تسد احتياجات السوق المحلي فضلاً عن اعتمادها على الآبار الجوفية.
كما تتتشر أيضا ثمار العنب والتين، ولا يقل إنتاج ثمارها على ثمار النخيل، ومن المخاطر التي تهدد المحاصيل الزراعية التي تنتشر على هذه الرمال التوسع العمراني والبناء والتشييد، فتبقى الرمال هدفاً أساسيا وهاما في أعمال البناء والتشييد ومع ازدياد احتياجات الشركات الخاصة بأعمال المقاولات العامة والإنشاءات الهندسية، ازداد السحب على الرمال كونها عنصراً هاماً في عملية البناء والتشييد .
مكتب الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية ببنغازي
وفي حديث لوكالة الأنباء الليبية مع المهندس “عبدالحميد مفتاح الخشمي” مدير مكتب الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية ببنغازي بلا شك أن الجرف الجائر للرمال، يخلف أضرارا على الغطاء النباتي والأراضي الزراعية، وبعد أحداث ثورة فبراير تزايد الاعتداء على الأراضي الزراعية، مؤكدا أن الحل هو فرض القانون وتطبيق أقصى العقوبات على من يعتدي على الأراضي الزراعية ويعبث بالبيئة .
الهيئة العامة للبيئة
وحول هذه القضية البيئية صرح رئيس الهيئة العامة للبيئة _لوكالة الأنباء الليبية ـ أن الجرف الجائر للرمال تهديد ليس بالسهل على البيئة، حيث تحولت شواطئ مدينة بنغازي من المنطقة الممتدة من سيدي خليفة شرقا، إلى منطقة الترية غربا إلى شواطئ متآكلة؛ بسبب الاعتداء والجرف الجائر للرمال، حيث أدى التوسع العمراني إلى حاجة السوق إلى الرمال والتي تعد مادة أساسية في البناء، فضلاً عن استغلال الشريط الساحلي في الاستثمارات العقارية المتمثلة في بناء المصائف العائلية والمنتجعات وبين “القنين” أن مدينة بنغازي خسرت ما يقارب عن 40 هكتار من اصل 400 هكتار؛ بسبب الجرف العشوائي للرمال، مؤكدا أن الهيئة لم تقف موقف المتفرج حيال هذا التهديد الصريح، حيث سعت إلى إيقاف هذه الاعتداءات والحصول على قرار يمنع المساس بها لساحلي بنغازي الشرقي والغربي بمسافة 30 كيلوا متر، لكل اتجاه وبالفعل تحصلنا على موافقة لهذا القرار ودخل حيز التنفيذ ومنع بشكل نهائي جرف الرمال، ولكن للأسف بعد الأحداث التي شهدتها البلاد مطلع عام 2011 عادت هذه الاعتداءات من جديد حيث استغل البعض الوضع في البلاد، وغياب القانون والجهات الرقابية وجرفوا مساحات كبيرة من الشواطئ “حلول بديلة” بعد تعرض شواطئ مدينة بنغازي إلى الجرف الجائر، بحثت الهيئة العامة للبيئة عن حل بديل لإيجاد التوازن بين احتياجات السوق للرمال كمادة من مواد البناء الأساسية، وبين حيث وجهت أصحاب شركات المقاولات والاستثمار العقاري إلى استغلال الكثبان الرملية الضخمة على شواطيء منطقة كركورة والرقطة وشط البدين؛ وذلك لأن الرمال هناك غزيرة جدا ويمكن أن تغطي احتياجات السوق.
مزارعي الساحل الغربي
وأفاد أحد مزارعي الساحل الغربي الحاج “علي سالم المقيم” في منطقة كركورة، والتي زحفت إليها الشاحنات لسحب رمالها بعد قرار الهيئة العامة للبيئة بإيقاف جرف الرمال في مدينة بنغازي والسحب من المناطق التي سبق ذكرها ومنها منطقة كركورة حيث قال أن قبل حوالي 25 عاما، كانت المزارع الواقعة على شريط المنطقة الساحلي تنتج بغزارة معتمدة على الآبار الجوفية وعلى الرمال التي تحيط بها، حيث كانت تحتضن أشجار النخيل والتين والعنب والزيتون، ولكن وللأسف بعد انطلاق أعمال الجرف الجائر للرمال تضررت هذه الأشجار وبشكل ملاحظ، حيث ماتت معظم الأشجار، وتوقف بعضها عن الانتاج، كما أصبح البحر في فصل الشتاء يصل إلى تلك المزارع للتتحول إلى سبخة، مضيفا أن المقابل المادي لهذه الرمال ليس بالتعويض الكافي لصاحب المزرعة، حيث بعد تعرضها للجرف ستفقد الأرض عنصرا هاما يحتضن الكثير من المعادن الثمينة التي تساهم في تقوية النباتات المثمرة ، وبالتالي سيخسر مالك الأرض هذه الأشجار التي من الممكن أن تكون مشروعا استثماريا له فضلا عن تحقيق الاكتفاء الذاتي، ولكن للأسف الجهل وانعدام المعرفة كان سببا أوليا في هذه القضية.
آراء المزارعين
وبهذا الشأن عبر مزارعون لوكالة الأنباء الليبية، عن قلقهم بهذا الشأن، حيث أكد السيد “علي المشيطي” أن هناك الكثير من أشجار النخيل المثمرة، راحت ضحية جرف الرمال والاعتداءات ومخالفة القوانين والأعراف وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، حيث يعد الاعتداء على الأشجار سواء بشكل مباشر أو غير مباشر جريمة؛ وذلك لأن الأشجار المثمرة ثروة زراعية قيمة مناشدا الجهات المختصة بالتدخل ووقف هذه الاعتداءات الخطيرة على حد وصفه.