بنغازي 20 مايو 2021 (وال)- تابعت وكالة الأنباء الليبية قضية الاعتداءات على المقرات والمباني والمشاتل التابعة لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية في بلدية بنغازي، والتي تحولت منذ قبل 10 سنوات إلى مساكن لبعض العائلات التي تُعاني منها من عدم توفر مسكن.
وحول هذه المشكلة التقت وكالة الأنباء الليبية مدير مكتب الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية ببنغازي المهندس “مفتاح الخشمي” قائلا: “إنه منذ بداية أحداث السابع عشر من فبراير، تم الاعتداء من قبل بعض المواطنين على عدة مقرات ومشاتل تابعة لمكتب الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية ببنغازي، منها مشتل الفاكهة ومشتل الزينة ومخازن أخرى ملك للقطاع، إضافة إلى مقرات أخرى إحداها يقع في منطقة وسط البلاد وآخر في منطقة الهواري”.
وأضاف الخشمي أنه “من ضمن الأماكن التي تم الاعتداء عليها، مشاريع إنتاجية منها مشروع تربية الأبقار، حيث أدعى بعض المواطنين ملكية الأرض التي يقع عليها المشروع، وتنازعوا فيما بينهم، وقال إنهم قاموا بتقديم مستندات قديمة إلى المحكمة لإثبات صحة إدعائهم، في المقابل قمنا بتقديم مستندات تؤكد أن هذه الأرض ملكًا للدولة، حيث تم عرض الشهادة العقارية والخرائط”.
وتابع الخشمي: “لاستعادة الأملاك الخاصة بالقطاع؛ خاطبنا جميع الجهات المختصة التشريعية منها والتنفيذية، حيث تم التواصل مع مديري الأمن وجميع الغرف الأمنية التي أسست على طول الفترة الممتدة من تاريخ الاعتداء على الأرض، كما تم مخاطبة النائب العام وعمداء البلديات، ورؤساء المحلات، وكل جهة ذات صلة بهذه المشكلة”.
وأكد الخشمي أنه رُغم مخاطبة الجهات المعنية بهذا الشأن، وإخطارها وصدور قرار من النائب العام بإخلاء هذه المقرات، وتسليمها لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية ببنغازي، لم يتم تنفيذ القرار إلى الآن، حيث تقيم ما يقارب عن حوالي 34 عائلة بهذه المقرات رُغم زيارة مكتب الشؤون الاجتماعية ببنغازي، إلى هذه العائلات وتقديم بدل إيجار لمدة عامين كحل مؤقت لهم، إلا أنهم رفضوا وطالبوا بالبديل.
أمن بنغازي: ” سنعمل على تنفيذ أمر الإخلاء ”
تواصلت وكالة الأنباء الليبية مع مساعدية شؤون الإعلام لمديرية أمن بنغازي، بهذا الشأن حيث صرح مساعد شؤون الإعلام العقيد ” فريد أجويلي”: “في انتظار وصول أمر الإخلاء من قبل النائب العام، والذي ذكرنا سلفًا صدوره من قبل النائب العام، مؤكدًا أن مديرية أمن بنغازي ستسعى إلى تنفيذ أمر الإخلاء”، وتسليم المقرات إلى قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية ببنغازي.
بلدية بنغازي وحلول مؤقتة
بدوره، قام المجلس التسييري لبلدية بنغازي بالتنسيق مع مكتب الشؤون الاجتماعية ببنغازي، بإيجاد حلول لهذه المشكلة، وتوفير بدل سكن إلى الأسر المقيمة بالمقرات التابعة لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية ببنغازي، وتم التوصل إلى توفير مبلغ مالي بدل إيجار لمدة عامين، حتى يتمكن المجلس البلدي ومكتب الشؤون الاجتماعية بإيجاد حل جذري، ولكن كرر أرباب الأسر المقيمة في المقرات رفضهم الخروج مطالبين بالبديل.
وبالعودة لمدير مكتب الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية ببنغازي المهندس مفتاح الخشمي قال: إن “المشكلة الحقيقية تكمن وراء وجود ما يُقارب عن 43 من العائلات داخل المقرات، وهذه العائلات تعاني من عدم وجود مسكن، وإن من الجانب الإنساني تريثنا، وذلك لأن هذه الأسر إذا خرجت من هذه المقرات سيكون مصيرها التشرد، وسيقعون ضحايا الاستغلال أصحاب الاستثمارات”.
والجدير بالذكر، إنه عقب اندلاع أحداث السابع عشر من فبراير، تم الاعتداء على الكثير من المباني والمقار الحكومية، بل وحتى المشاريع والمصانع التابعة للدولة، والبعض منها تم استرداده، فيما تعاني بعض المؤسسات الحكومية من هذه المشكلة، ومنها قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية في مدينة بنغازي، حيث استغل الكثيرين حالة الفوضى التي مرت بها البلاد، وقاموا بالاعتداء على الكثير من المباني الحكومية في مختلف أنحاء البلاد. (وال)
تقرير | عبد السلام المشيطي