بنغازي 24 مايو 2021 (وال) – “مسرح الطفل” كما يُطلق عليه العامة من الناس في “بنغازي”، وصارت قاعته المحتضنة لزخم دائم، من الأنشطة الأكثر شهرة، واعتبره البعض اختزال للمسمى الرسمي (مركز تنمية إبداعات الطفل والإرشاد الأسري)، بينما لا يذكر آخرون سوى محافله لمواهب الصغار، دون أن ينتبه أن للاسم في حد ذاته معنى أكبر وأشمل لهذه المؤسسة الاجتماعية .
وعلى الضفة الأخرى خلال العشرة أعوام الأخيرة، كان ربعها الأول تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والتأهيل، ثم انتقلت تبعيته للإدارة العامة لصندوق التضامن الاجتماعي لمدة عامين ونيف، ليعود إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، ويصل محطته الأخيرة في أكتوبر الماضي من العام المنصرم، بقرار وزاري يقضي باعتباره مؤسسة ذات ذمة مالية مستقلة .
خطط مستقبلية في انتظار الميزانية
وقال مدير عام مركز تنمية إبداعات الطفل والإرشاد الأسري الأستاذ “أبوبكر سليمان الشيخي” – للوكالة الليبية للأنباء – إن الميزانية التي نوقشت للعام الحالي 2021، وارتكزت على أعمال الصيانة للمبنى ومرافقه من حدائق وألعاب، حتى يتسنى لهم تقديم الخدمات المناطة بهم بالجودة المطلوبة، برامج التنمية للطفل والاستعانة بالمعنين والمختصين معالجة الاضطرابات النفسية التي لحقت ببعضهم، إنشاء المكتبة النموذجية الإلكترونية والورقية، وتجهيز الحدائق كمرافق ترفيهية داخل الأحياء السكنية، إخراج الأطفال من أجواء الحروب والصرعات، التدريب ورفع الكفاءة للموظفين، استئناف المؤتمرات العملية المحلية والدولية، وأحدها سوف يعنى بالأساليب العلمية لتنمية قدرات الطفل وتفعيل برامج الإرشاد الاسري؛ ولكن للآسف أسقطنا من ميزانية 2020 بسبب صدور قرار مجلس الوزراء القاضي، باعتبارنا مؤسسة ذات ذمة مالية مستقلة تبعيتها لوزارة الشؤون الاجتماعية بعد إحالة الميزانية .
مؤسسات بدون مقرات
ويوضح الشيخي “صدر قرار عام 2013م بإنشاء 13 فرعا، والإدارة العامة مقرها الرئيس “بنغازي”، تعمل منها 4 فقط (طبرق، وإجدابيا، وطرابلس، والزنتان) والأخرى مثل “الزاوية، سرت، مصراته، بن وليد، سبها، الكفرة، وغيرها متوقفة نتيجة لعدة أسباب من ضمنها افتقار الدولة لمقررات لمؤسساتها، وهنا يجب أن ننوه إلى أن هناك تعاون بين جميع الفروع والمجالس البلدية الموجودة في نطاقها، وأن المركز لم يحظ بأي ميزانية خاصة منذ إنشائه”
انعكاس مربع قرارات الفصل و الدمج
ويفيد مدير عام مركز تنمية إبداعات الطفل والإرشاد الأسري “خلال مراحل الفصل والدمج لتابعيتنا الإدارية والمالية كنا نقع في عدد من المشاكل من أهمها تسوية الإلتزامات المالية المترتبة علينا فلكل جهة قوانينها المالية والإدارية سواء على صعيد الموظفين أو المتعاونين أو الاتفاقيات الخارجية، الفترة التي انتقلنا فيها لــ”صندوق التضامن الاجتماعي” لمدة عامين ونيف شهدنا نهضة كبيرة خلالها، وسُددت كافة الالتزامات المالية المبرمة فترة أطوائنا تحت مظلة زارة الشؤون الاجتماعية، ولكن بصدور قرار الإنشاء الوزاري الأخير حصلنا على استقلاليتنا ونحن اليوم انهينا كافة الإجراءات والتسويات الإدارية بالخصوص” .
المهام المناطة و ثقافة البعض السائدة
يقول الشيخي “نُعنى بالطفل والأسرة معًا، وأقمنا العديد من البرامج المختلفة بالتنسيق مع جهات عدة مثل التعليم ، ومؤسسات التعليم الحر، وبالاستعانة أيضا بشخصيات من خارج المركز، لتنمية مواهب وإبداعات أبنائنا من التلاميذ، وذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع مركز التوحد وجمعية أصدقاء المعاقين” .
أما الإرشاد الأسري تم عن طريق المحاضرات التوعوية لأولياء الأمور، واستهدف الحضور عن طريق الاخصائيين، ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الإعلانات عبر الإذاعات المحلية، وفي حال استهداف كانت شريحة معينة نخاطب الجهة المعنية بالخصوص، ولكن للأسف المهتمين من المشاركين، لا يتجاوز نسبتهم 40% من الأهالي الملبية لدعوات الاحتفالات المختلفة وربما هذا عائد إلى الثقافة السائدة لدى البعض .
وأضاف الشيخي “أبرمنا اتفاقية مع محكمة جنوب بنغازي وبين الأستاذ “عبد الحكيم العشيبي” بأن تتم مهام تسليم واستلام المحضونين بين الأباء والأمهات المنفصلين داخل حديقة المركز- الذي يعتبر مؤسسة اجتماعية – بالتنسيق مع الهيئة القضائية – و طالبنا بعدم ارتدائهم البزة الرسمية – بدلا من مركز الشرطة؛ لتجنب الانعكاس السلبي على سلوك الطفل وشخصيته وكلف من طرفنا إخصائية لمتابعة الأمر وإعداد تقارير بالخصوص).
عائدات المسرح
يؤكد “أبوبكر سليمان الشيخي ” المركز كان حاضنا لجميع القطاعات في الأنشطة المختلفة ، أبواب الحديقة مغلقة أمام الزوار منذ عامين؛ لحاجتها الماسة والمبنى لصيانة مثل التكيف والمضخات، والتعشيب ولتوضيح القيمة التي كانت تجبى وفق (م ح 5 ) للقاعة فترة تبعيتنا لصندوق التضامن الاجتماعي، تذهب لخزينة للإدارة العامة، بعكس ما لدينا، فوزارة الشؤون الاجتماعية كانت ضمن صلاحياتنا، هنا ننوه جل الجهات العامة والعاملة في الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وكانت القاعة مجانية .
وفي الختام يصنف مركز تنمية إبداعات الطفل والإرشاد الأسري، الذي فتحت أبوابه عام 2008 والمشيد على مساحة 5000 متر مربع متكامل المرافق؛ الأول على شمال إفريقيا، من حيث إمكانية وسهولة تقديم الخدمات للأطفال المعوقين والأسوياء على حد سواء .
تجدر الإشارة إلى أن المسرح ، يضم عددا من المواهب التي تحتاج لدعم ؛ حتى يشاركوا في المحافل الدولية . (وال – بنغازي) هــ ش