بنغازي 27 مايو 2021 (وال) – تزايدت في السنوات القليلة الماضية بين أوساط المجتمع الليبي، ظاهرة إقتصادية بشكل ملحوظ حول تفاوت طبقات المجتمع وإنحصاره بين طبقتين إقتصاديتين متمثلة في الفقيرة والغنية جداً، مما تسببت في تأثيرات نفسية كبيرة على أبناء هذا المجتمع.
وكالة الأنباء الليبية، سلطت الضوء على الموضوع حيث تواصلت مع الإستشارية النفسية “سعادا المجبري والتي قالت، بأن التصنيفات التي وضعتها الدولة حسب المستويات والشهادات تأثر في نفسية المواطن، وأن السيولة المحدودة، من شأنها أن تعيق الأعمال ، فالمواطن لا يستطيع الموازنة بين إمكنياته، وبين السيولة المتاحة.
وأوضحت ” المجبري” بأن هذه الأزمة خانقة خصوصاً على رب الأسرة ،فيتأثر ماديا ونفسيا فيحمل على عاتقه مسؤولية أكبر من جهده حتى يستطيع تدبير شؤون يومه، وهذا يؤثر نفسيا عليه، فيضطر مجبرا للبحث عن عمل ثاني ليتنسى له تدبير أساسيات يومه.
وقالت ” المجبري” إن المواطن في هذه الحالة تكون نفسيته سيئة للغاية، وبالتالي صحته العامة تبدأ في الإنهيار ويتعرض للأمراض بشكل أسرع .
وبينت ” المجبري” أن قلة السيولة سببت في عدم تواصل الناس مع بعضها لأن العرف الاجتماعي يحتم عليك تقديم بعض الأشياء في المناسبات الاجتماعية فإن لم يتوفر تجده يفضل عدم الذهاب وإيجاد حجة لذلك .
وواصلت ” المجبري ” حديثها وقالت بأن قلة السيولة أوجدت تفاوتا في طبقات المجتمع ، فالناس إنشطرت ما بين معتمد على ما تقدمه الدولة في المصارف وبين معتمد على نفسه ويظهر هذا جليا في الأسواق فذاك مقيد وذاك يبتاع ما يحلو له في أي مكان ، وهذا الأمر يخلق طبقات في المجتمع.
وأرجعت ” المجبري ” إلى أن النشأة لها تأثير كبير على الإنسان فمنذ الصغير يجب على الأم تربية أبنائها على عدم النظر في نعيم غيرهم وأن يتصرفوا بالمتاح والموجود وتعليمهم أن كسب المال ليس بأمر الهين، فعليهم أن يصرفوه بقدر احتياجهم.
وتطرقت ” المجبري” في كلامها عن الأسر التي تقترض لأجل توفير أشياء ليس لها ضرورة ؛ لأجل إرضاء غرور أبنائهم، ونبهت أن هذا التصرف ينشىء جيل متواكل ومتكاسل ليس لديه الثقة في نفسه، ونصحتهم بعدم التهاون في هذا الشيء لخلق مجتمع متزن ومتصالح.
ومن جتهه، قال الصحفي المتخصص بالشأن الإقتصادي “عبدالله الزايدي “لوكالة الأنباء” أن التفاوت لديه عدة عوامل المؤثرة أهمها تفاوت الدخول، ففي مجتمعنا هوية الإقتصاد ووضعه يدخل فيه هذا الامر.
وأضاف “الزايدي” أن تنوع الدخول ووجود القطاع الخاص بدون ضوابط محددة من حيث الضرائب وغيره، كلها عوامل تنتقص من الحالة المادية الليبية بحد ذاتها.
وبين “الزايدي” أن من العوامل ايضا المسببة في التفاوت الطبقي في مجتمعنا وجود ما يسمي بالإقتصاد الظل، وهو علميا يعنيان يكون هنالك تعاون كلامي للأرصدة بدون أن يكون هنالك مقابل بتسجيل للضرائب، وتدني في مستويات الدخول وتدني مستوى الدينار الذي سبب عجز للمواطن البسيط عن مقدرته في التحكم في إلتزاماته اليومية من صحة وتعليم ومواصلات وغيره، مما سبب في تلاشي الطبقة المتوسطة لدينا.
وأختتم حديثه قائلا: إفتقارنا للدراسات التي تستهدف الكشف ومعرفة مستويات الدخول والطبيعة الإقتصادية للبلاد، بحيث ان تصبح لدينا مؤشرات تدل على ظهور المتغيرات، علميا جاءت عن طريق دراسات مخصصة.
وفي ذات السياق، ذكر ” الدكتور في علم الاجتماع “محمد المالطي” لوكالة الأنباء الليبية، أن الطبقة تسود في المجتماعات المفتوحة ويقصد بالمجتمع المفتوح هو ذلك المجتمع الذي تتاح للفرد الإنتقال من طبقة اجتماعية إلى أخرى ومن مكانة اجتماعية إلى مكانة أخرى.
وقال “الطبولي” أن من خلال الحراك الاجتماعي وعادة ما تصنف الطبقات إلى ثلاث فئات رئيسية وهي الطبقة الفقيرة والطبقة الوسطى والطبقة الغنية، ولكل منها عدة خصائص من بين أهمها الشعور بالإنتماء والوضع الاجتماعي الذي يرتبط بالوضع الإقتصادي والوضع الاجتماعي.
ويرى أن هناك عدة نظريات حاولت تفسير التدرج الاجتماعي وتفاوته من بينها النظرية الوظيفية التي تركز على الوظيفة التي على اساسها يرتب أفراد المجتمع وبناء عليها يتفاوت الناس في مكانتهم الاجتماعية والمهنية. (وال _ بنغازي).
تقرير:
مروه نصر
بشرى الخفيفي
تحرير:
هند عيسى