بنغازي 27 مايو2021 (وال) _ تزايدت الشائعات حول مخاطر الألعاب الإلكترونية العنيفة وحول ما إذا كان تسبب حالات انتحار، حيث تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي نبأ وفاة طفل يبلغ من العمر “13” عام توفى نتيجة إنتحاره شنقا، حيث رجحّ أشخاص ذو صلة بالطفل أن سبب إنتحاره هو إدمانه على لعبة “ببجي” الإلكترونية، لتسلط هذه الحادثة الضوء على أثار الألعاب الإلكترونية ذات الطابع عنيف على سلوكيات ونفسية مدمنيها.
الأثر النفسي
وفي هذا الجانب تواصلت _ وكالة الانباء الليبية _ مع الإخصائية النفسية الطبيبة سعاد المجبري، التي تحدثت عن أثار مثل هذه الألعاب على الأطفال والشباب، حيث قالت “أن هذه اللعبة بمثابة الخطر الذي يهدد الأسر التي لم تعي بعد المخاطر الحقيقية لهذه اللعبة، وإن تأثير الألعاب الالكترونية من أكثر ما يوجهنا الأن كالعبة “الببجي” بخصوص الألعاب الإلكترونية العنيفة خاصة لعبة “ببجي” فأننا نواجه مصير وخطر مهدد، دون معرفة الأسرة لحجم ومخاطر الأمر وتأثيراته.
وتابعت: أضرار هذه الالعاب ليس على الاطفال فقط بل يطال الامر حتى الكبار والمراهقين، محدث العديد من المشاكل الاجتماعية، بسبب إستمرار الفرد باللعب ساعات طويلة وعدم قبوله للخسارة.
ولفتت المجبري، ” تأتينا شكاوى من بعض الحالات التي تتردد علينا إن مستويات التركيز بشكل عام للطفل والشخص البالغ منعدم تماما، وتأثير القدرة التفكيرية للشخص المدمن على اللعب، أثناء لعبه، ودخول اللاعب في مراحل متقدمة في اللعب كالطلب منه أن يبتر بعض أطرافه وان يقوم ببعض الطلبات ويصبح أثناء اللعب مسير ومتحكم به من قبل اللعبة وقواعدها غير متزنة نفسيا، وإن يدخل في عالم الخيال في اللعبة وأن ينصدم في الواقع عندما يواجه المشاكل”.
وأكملت: “فتأثير الإدمان لاحق الأطفال والطلاب حتى في فترة الإمتحانات حيث شكت العديد من المدارس بإصطحاب الطلاب لأجهزتهم المحمولة، ودى تعلق الطالب باللعبة حتى قبل دخوله للإمتحان بفترة وجيزة مما يسبب له تشتت ذهني وعدم تركيز وأن لا يكون إستذكاره للمعلومات سليم، محاط بتشويش من العوامل الخارجية وعدم إستقرار ذهنه وحالة من التوتر التي تصيب الطالب.
وأوضحت المجبري إن بخصوص بعض متطلبات الألعاب العنيفة، “كالببجي” هو القتل مما يحدث حالة من التشنج وعدم الإنتباه بكل يحدث من حوله، وتركيز الشخص لأشياء معينة ففي هذه اللعبة يحدث الإختلاط بأشخاص غريبين مما يسبب أحيانا في الدخول لمتاهات وتداعيات أخرى خاصة من قبل المراهقات، وأن تكون مستهدفة من قبل شخص غريب لنوايا وأغراض أخرى غير اللعب.
و كشفت الأخصائية النفسية عن تأثير خطير جدا ناتج عن التعرض لهذه الألعاب حيث قالت،” التداخل في الثقافات كالإختلاط أثناء اللعب مع أشخاص من غير ديننا وتبني بعض الأفكار والمعتقدات المغايرة لنا، وهذا أحد أهداف بعض رواد هذه اللعبة هو إستقطاب المراهقين والمراهقات لأغراض دينية أخرى.
وأكملت أما عن تسبب الألعاب بإقدام البعض على الإنتحار، “فعندما يصل اللاعب لمرحلة معينة بحيث يصبح مسير من قبل اللعبة وواقع تحت سيطرة هذه الأفكار وعدم قدرته على التخلص منها فيصبح عند البعض تخيلات وهلاوس، وتشتت ذهني كبير وإبتعاده عن الواقع، وأن يكون الشخص بحد ذاته غير سوي نفسيا فتؤدي في بعض الحالات إلى الإنتحار، فيشعر بالعجز وخسارته وشعوره بالإحباط وخيبة الأمل.
الأثر الصحي
ومن الجانب الطبي، يؤكد الدكتور أحمد سامي، عضو المجلس العالمي لطب و جراحة العيون، عضو الجمعية المصرية و الأوروبية للمياه البيضاء و تصحيح الأبصار، في حديث حصري لوكالة الانباء الليبية، على أهمية هذا الموضوع ومدى خطورته البالغة خاصة كثرة الإدمان على لعبتي “الببجي” و لعبة “فورت نايت”، وأنه إلى جانب التأثير النفسي السيء على رواد هذه الألعاب يأتي التأثير الصحي، بسبب التوتر والتركيز الذي تحدثه اللعبة على عين الإنسان، حيث تظهر الأعراض الجانبية على الأطفال بشكل أكبر، فعامل الوقت وكثرة إستعمال الطفل الموبايل يساهم كثيرا في تفاقم الأثار الصحية.
وأوضح سامي أثناء اللعب يعيش الشخص في حالة تحفز عالية وتركيز بشكل متزايد، مسبب إجهاد قوي جدا ليحدث للعين حالة من الجفاف وإحتقان في الأوعية الدموية والاجهاد الذي يسبب ظهور هالات سوداء حول العين، فجفاف العين يسبب في حد ذاته أضرار عديدة للقرنية خاصة من كان لديه مشكلة صحية في القرنية ادأو يعاني من الجفاف، فمثل هذه العادات تفاقم الحالة المرضية.
ويكشف الدكتور أحمد إن بعض الأطفال ممن يؤثر عليهم إدمان الألعاب الإاكترونية تظهر عليهم بعض العلامات، التي تشير إلى تضرر حالة العيون، كأن يغلق الطفل عينه بطريقة مختلفة، بالإضافة إلى فرك العينان، وإحمرارهما، وإحمرار جفن العين السفلي، الذي من الطبيعي. حيث تأتينا حالات كثيرة متعلقة بهذه الأسباب مؤخرا ومعظم المتضررين صغار السن والمراهقين.
و بالنسبة للعين، يفند الدكتور سامي بعض الشائعات التي تقول إن إدمان لعب الألعاب الإلكترونية يؤدى إلى إنفجار في الأوعية الدموية، فمؤكد إنه لا يوجد شي كهذا. (وال _ بنغازي)
تقرير: فاطمة الورفلي
تحرير: هند عيسى