بنغازي 17 يونيو 2021 (وال) – شهدت جامعة بنغازي الإسبوع الماضي حفل تخرج لطلبة كلية الإقتصاد، وسط مظاهر إحتفالية متضاربة ما بين الإيجابية والسلبية، حيث قام الطلبة الخريجين في بادرة هي الأولى من نوعها، بزرع شتلآت للأشجار داخل الحرم الجامعي لتعكس صورة إيجابية عن حفلات التخرج، ولكن في مقابل ذلك، شهد الحفل من بعض الطلبة ممارسات إحتفالية عنيفة، سلطت الضوء على واحدة من الظواهر السلبية التي تمارس في كل حفل تخرج.
وفي حديث ــ لوكالة الأنباء الليبية ــ أوضح عميد كلية الإقتصاد بجامعة بنغازي، عبدالسلام المغربي: بأن ظاهرة الإحتفال بالممارسات العنيفة من سكب الزيوت على الطالب الخريج وضربه وتقييده من قبل أصدقائه إحتفالاً به ظاهرة ليست بالجديدة بل تمارس منذ عام 2006 بالرغم من إلزام الطلبة قبل عزمهم بلإحتفال على إكمالهم لمسيرتهم الدراسية بعدم إختراق هذه القوانين، وأن الجامعة سوف تعاقب الطلبة بحجب نتائج إمتحاناتهم إو عدم تسليمهم الإفادة.
وتابع “المغربي، نحن كمسؤولين نقدر الطلبة بالمبالغة في التعبير عن فرحتهم بالتخرج، بالإضافة إلى أن شبابنا كانوا ولا يزالوا يعانون من الضغوطات النفسية جراء الحروب التي شهدتها البلاد والنزوح، ولكن عليهم بنبذ مظاهر العنف غير حميدة، خاصة وأن للحرم الجامعي قدسيته، نظرا للمكانة العلمية التي لا يجوز أن تكون مرتعاً لمثل هذه الممارسات الخاطئة من قبل البعض غير المسؤولين عن تصرفاتهم ولم يهتمون بإرتقاء الذوق العام وتقديم صورة ذهنية جيدة للجيل القادم.
وأوضح أن الطالب قبل الإحتفال يتقدم بطلب من المنسقين بإقامة حفلة داخل الجامعة، عن طريق مراسلة بين إتحاد الطلبة إلى الحرس الجامعي، ومن ثم يوافق الحرس الجامعي ويوقعون بتعهدات بعدم إجراء وقيام بأي أشياء مخالفة أثناء الحفل.
وكشف “المغربي” أن الحفل شهد حضور بعض الأشخاص من أصدقاء الخرجين مرتديين ملابس غير مناسبة للحرم الجامعي، مما سبب إستهجان الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رافضين مثل هذه الأفعال، ليقوم بعدها رئيس الجامعة بإصدار قرار، بإلغاء إقامة حفلات التخرج، وسوف يكون هنالك ترتيبات جديده، وآليات محددة لتنظيم حفل وفقاً لمعايير معينة.
ويتابع عميد كلية الإقتصاد: في صباح يوم الإحتفال توجهت مع رئيس جامعة بنغازي الدكتور عزالدين الدرسي، في محاولة من لترسيخ بادرة جديدة، حيث قمنا بغرس شجرة، وهي تعتبر الشجرة الأولى التي تغرس بهذه المناسبة، ومن ثم قاموا الطلبة بغرس حوالي 51 شجرة وبعدها انطلقوا إلى مبنى المركزية لإلتقاط صورة التخرج، وكانت الأجواء عاديه مثل كل إحتفال.
وأختتم الدكتور “عبد السلام المغربي” حديثه، أتمنى من كل شاب وشابة أن يقدروا تعب ومجهودات أهاليهم عن طريق إظهار الصورة حسنة للجامعة.
وفي ذات السياق، أكد الخريج المشارك في هذه البادرة عيسى محمد لـــ”وال”: شاركنا في بادرة غرس الشتلات لترسيخ عادة إيجابية ونقلها إلى عقول الجيل الجديد وللمحاولة في نبذ العادات التي تسيئ إلى الطلبة والجامعات.
تعاطف عمداء الكليات سبب في ظاهرة العنف
ومن جانبه، يشير رئيس وحدة الحرس الجامعي باسم الدرسي، أثناء حديثه لوكالة الأنباء الليبية، أن سبب إزدياد ظاهرة العنف أثناء الإحتفالات، أن كل الإجراءات المتبعة ليست بالإجراءات الصحيحة المعتمدة نظراً للتعاطف الكبير الذي يحظى به الطالب من طرف عمداء الكليات في التعامل بشكل متساهل مع الطلبة.
و يتابع” قديماً كان الإحتفال عبارة أن تتجمع دفعة الطلبة الخريجين ويقومون بالتجمع أمام مبنى الجامعة المركزية وأخذ صورة تذكارية وسط إلتزام جميع الطلبة بإرتداء الزي المخصص وأجواء إحتفالية بسيطة غير مكلفة، عكس ما تم إستحداثه الآن وصرف مبالغ كبيرة على الحفلات وسط عجز بعض الطلبة من ذوي الدخل المحدود من المشاركة في الإحتفال.
ولفت الدرسي” إلى أن رجال الحرس الجامعي يعانون الكثير من العراقيل أثناء تأديتهم أعمالهم من نقص في الملابس الخاصة بهم والكثير من معدات العمل المتخصصة، بالرغم من عدم تقصير كل فرد منهم من الحفاظ على الأمن داخل أسوار الجامعة بالإضافة إلى حمايتها من التخريب وغيره”.
الجدير بالذكر، إن الجامعات الليبية تسيطر عليها منذ سنوات عديدة، ممارسات إحتفالية بمظاهر سلبية وعنيفة، يفتعلها بعض الطلبة أثناء إحتفالهم بالتخرج، داخل الحرم الجامعي والتي كثيراً ما تسببت في إصابات بليغة لمن يتعرض لها، بالرغم من تشديد التعليمات من قبل كليات الجامعة بفرض إجراءات صارمة على كل مخترق للقوانين واللوائح التي تمنع مظاهر الإحتفال بالطرق العنيفة والمنافية للذوق العام. (وال – بنغازي)
تقرير: مروه نصر / فاطمه الورفلي