طرابلس 26 أغسطس 2021 م (وال) ــ أجرى صحفيو وكالة الأنباء الليبية مقابلة مع نائب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا ” ليزلي أوردمان ” تناولت العلاقات الليبية – الأمريكية والاهتمام الدولي المتزايد بالملف الليبي، واهمية الاستقرار في ليبيا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية ، وما الذي يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لمساعدة ليبيا في الخروج من أزمتها وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها.
كما تناولت المقابلة المساعدة الأمريكية في إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب ، والمساعدة في استمرار وقف إطلاق النار وحل الأزمة بالطرق السلمية ، وكذلك موضوع الأرصدة الليبية المجمدة ، ومشروع قانون استقرار ليبيا المعروض على الكونجرس ، وعودة الشركات الأمريكية للعمل في ليبيا ليس في مجال النفط فقط ، ولكن في كل المجالات الاقتصادية والاستثمارية.
وحول ملامح المعالم الجديدة لتجسيد اهتمام بلاده بالملف الليبي، قال نائب السفير الامريكي السيد ليزلي : (منذ مجيء إدارة الرئيس بايدن إلى البيت الأبيض رأينا الكثير من التطورات في ليبيا .. لقد رأينا ظهور منتدى الحوار الوطني الليبي ، وخارطة الطريق التي وضعها المنتدى ، وحكومة الوحدة الوطنية ، وتحديد موعد الانتخابات في 24 ديسمبر، وأعتقد أن إدارة الرئيس بايدن ترى أن ليبيا لديها فرصة مهمة ، وأنه بإمكاننا أن نلعب دورا في نجاح عملية الديمقراطية في ليبيا ).
وأضاف (فيما يخص الانتخابات ، نحن نضع في اعتبارنا أن عوامل الاستقرار وتوحيد الجيش وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب تساهم في إنجاح الانتخابات ، وإن ما يمكن أن نفعله هو أن نساهم حيثما استطعنا في دعم الشفافية وإجراء انتخابات حرة ، ولقد جئت لتوي من لقاء مع أعضاء مفوضية الانتخابات ، وقدمنا لهم الدعم فيما يتعلق بتسجيل الناخبين ، وإحصاء الأصوات ، وتسجيل المترشحين ، وأعتقد أنه من المهم أن تكون لديك القدرة الفنية على فعل ذلك ، فالانتخابات الناجحة مهمة في إنتاج دولة ديمقراطية) .
وفيما يخص ما أعلنه رئيس الحكومة مؤخرا عن العزم لتنظيم مؤتمر عالمي حول الاستثمار في مجال النفط في طرابلس ، وآخر في دالاس بأمريكا ، قال نائب السفير ومبعوث أمريكا إلى ليبيا : ( لقد جئت للتو من مقابلة مع وزير النفط ، وكان لي حديث معه ، وكان موضوع حديثنا وهو اهتمام شركات النفط الأمريكية بالاستثمار في ليبيا ، ونريد أن نساهم في جعل صناعة النفط الليبية جاذبة للاستثمارات، ونريد أن نوضح الصورة كما هي عليه في ليبيا بالنسبة لشركات النفط الأمريكية لتأتي للاستثمار هنا ، وكيف يمكننا خلق البيئة الملائمة للاستثمار ، وهذا ما أعتقد أن بإمكان الولايات المتحدة وليبيا أن تعملاه معا ، إذ يمكن لليبيا أن تعمل مع وزارات الطاقة والخارجية أو مع وزارة التجارة الأمريكية لضمان بيئة مغرية للاستثمار من قبل الشركات الأمريكية ، وبإمكان ليبيا الحصول على أحسن الشركات الأمريكية ، والتي بدورها ستوفر وظائف للشباب الليبي .. أعتقد أن هناك الكثير من الفرص في ليبيا ، وكلما كان هناك استقرار كان هناك ازدهار في قطاع النفط ، وبالتالي يعود هذا الازدهار على الليبيين.
وبشأن مشاركة الولايات المتحدة مع ليبيا في محاربة إرهاب “داعش” بسرت ، قال نائب السفير ليزلي : (مجابهة الإرهاب تظل في مقدمة مشاغل الولايات المتحدة في عموم العالم ، ومن حسن الحظ أننا أينما تحدثنا الى الليبيين في الغرب أو الشرق أو الجنوب جميعهم مصممون على التعاون في هذا الاطار، وسنستمر في التعاون مع ليبيا عندما يتعلق الأمر بالتهديدات الإرهابية للاستقرار الإقليمي ، فهو مهم كثيرا بالنسبة لنا ، وهو مهم أيضا بالنسبة لليبيا ولجيران ليبيا كذلك ، إنه هدف مشترك ، وأعتقد أن الجانب الأمريكي والجانب الليبي يريدان العمل معا ضد هذا التهديد المشترك) .
وفيما يتعلق بالتعاون بين الولايات المتحدة وليبيا في كافة المجالات ، قال السيد ليزلي : ( أعتقد أن هناك أشياء يتعين التحدث عنها ، ومنها الحديث عن القطاع الخاص ، فهناك اهتمام من الكثير من الشركات الأمريكية للعمل في مجال الاتصالات في ليبيا ، وقد تم مناقشة هذا الموضوع باستفاضة عندما جاء السفير إلى طرابلس خلال المدة الماضية.
وهناك أيضا شركات أمريكية لديها الرغبة في العمل بليبيا في مجالات أخرى مثل خدمات الطوارئ والكهرباء .. لدينا شركة “جنرال إلكتريك” وشركات أخرى يمكنها أن تعمل في ليبيا .. وأعتقد أن هناك الكثير من الفرص في المستقبل .
وفي مجال الأمن ، نحن نشترك في بعض الأهداف ، ونشيد بالتعاون بين الجانبين الشرقي والغربي في ليبيا في المجال الأمني والذي شاهدناه في وسائل الإعلام خلال الأيام الأخيرة .. ونعتقد أن هذا شيء إيجابي ، وإن الولايات المتحدة من المؤكد أن تعمل لمساعدة الليبيين في المجال الأمني ، ولكن ليس بالطريقة التي يقوم بها الآخرون ، فنحن حريصون على ألا نضع أنفسنا في موضع يُنظر إلينا على أننا نتدخل في شؤون ليبيا ، ولكننا قطعاً نعمل لمساعدة الليبيين على بناء دولة مستقرة .. ولذا يمكننا أن نعلّم الناس كيفية التعرف على المتفجرات حتى لا تقتل الناس .. ونسعى أيضا من أجل تدريب الجيش الليبي حتى يصبح جيشا احترافيا.ب
وبخصوص المساعدة الأمريكية في حماية الأرصدة الليبية المجمدة بقرار من الأمم المتحدة .. قال نائب السفير الأمريكي إن هناك أكثر من ( 60 ) مليار دولار كأموال مجمدة ، وهذه أموال طائلة ، ويتعين حمايتها ، بالإضافة إلى أموال أخرى مسروقة يمكن ملاحقتها واسترجاعها ، وهذه أموال كثيرة .. وبخصوص الأموال المجمدة من خلال الأمم المتحدة ، فأحيانا تخرج علينا جهة أو دولة وتقول نريد أن يُرفع التجميد عن تلك الأموال لنأخذ منها ، ولكن ذلك لم يحدث ولن نسمح به أبدا فيما يتعلق بالأموال المجمدة بفعل لجنة العقوبات في نطاق سلطتنا ، فهذه الأموال هي من حق الشعب الليبي .
والسؤال متى يمكن رفع التجميد عن هذه الأموال .. فأعتقد أنه عندما تكون هناك حكومة ممثلة فعليا للشعب الليبي وهي بحاجة إلى هذه الأموال للإنفاق على الشعب الليبي وعلى البنية التحتية ، فإن هذه الأموال حينئذ ستعود لليبيين ، ولكنها في حاجة للحماية ، وإلا فإنها ستكون ضائعة بحلول هذا الوقت.
وحول دور الولايات المتحدة في مساندة المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية في سعيهما للحصول على الدعم الدولي للاستقرار في ليبيا .. قال المسؤول الأمريكي إن المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية يعملان في تناغم ، وهما يقولان إن أولويتهما حاليا هي إجراء الانتخابات في الرابع والعشرين من ديسمبر ، وهذا تماما ما يريده الليبيون .. وما على الحكومة فعله الآن هو الاستمرار في هذا النهج .. أعلم أنه صعب ، ولكنها محاولة ، وأعتقد أنه في الاتجاه الصحيح.
وفيما يعلق بقانون الكونغرس الأمريكي (المعروف بقانون استقرار ليبيا) الذي تقدم به بعض النواب الأمريكيين ، وأسباب تأخر صدوره .. قال نائب السفير الأمريكي : هذا أمر يتعلق بالتشريع ، ولا يحسن بي الولوج إلى هذا أو الحديث نيابة عن الكونغرس ، ولكن ما أعلمه هو أن القانون (المعروف بقانون استقرار ليبيا) قد تمت إحالته إلى الكونغرس ، وأن هناك خلافا بخصوصه بين المجلسين .. وما يمكنني أن أقوله هو أن هذا المشروع يبين أن ليس المسؤولين في البيت الأبيض وحدهم المهتمين بليبيا ، ويدركون أن استقرار ليبيا مهم لدرجة أنهم تجشموا إعداد مشروع قانون سيسجل في سجلات الكونغرس .. فهذا القانون إذا ما تم تمريره سألتزم به في إعداد التقارير إلى الكونغرس حول ما يجري في ليبيا ، وكيفية إنفاق الأموال في ليبيا ، وهذا ربما سيسمح لنا بإعداد برامج أخرى لمساعدة ليبيا ، ولكن قبل إقرار هذا القانون لا يمكنني أن أخمن إلى أين ستمضي الأمور.
(وال)