بنغازي 26 أغسطس 2021 (وال) أصدر مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية ؛ قراره 312 لسنة 2021 بشأن نقل تبعية الهيئة العامة للخيالة والمسرح والفنون، إلى وزارة الثقافة و التنمية المعرفية ، و أن يكون مقرها الرئيسي “بنغازي ” ((على أن يعمل به من تاريخ صدوره ويلغى كل حكم مخالف له )) .
وهذا الأمر قوبل بترحاب من الفنانين، الذين يبحثون منذ عقود على إطار قانوني و جسم شرعي، يكفل لهم حقوقهم و قوتهم، إلا أن هناك أصوات تعالت؛ اعتراضا و خوفا من تبعياته، ظنا منهم أنها ستلقي بهم خارج الكادر الوظيفي .
حاولت ـ وكالة الأنباء الليبية ـ الاطلاع على بعض آراء الفنانين، إزاء مخاوف البعض، و تغير تبعية الهيئة و تحديد مقرها الرئيس بمدينة بنغازي .
المراسلات بدلا من الحضور الشخصي
يصفه الفنان “عبد الباسط الجارد ” بالمثلج لصدور رغم تأخره ، قائلا: (وجودها في بنغازي ،لا يحول دون استفادة جميع الفنانين الليبين من خدماتها ، المفترض أنها القناة الشرعية ؛ التي ندير من خلالها جميع أنشطتنا في السينما و المسرح و التلفزيون و غيرها ، فمنذ العام 2013 ؛ لم نتمكن من السفر إلى “طرابلس ” لتقديم أعمالنا ، و اعتمدنا نظام المراسلات بدلا عن الحضور الشخصي، لإبرام العقود و أنا داخل بلدي) و يأمل “الجارد ” أن ترى أعمالهم الفنية النور من خلالها) .
عاجزة بدون شرائحها الخمسة
يؤكد الفنان “سالم عيسى” أن توطينها في شرق البلاد، صدر بقرار منذ العام 2007 ( و هي مجرد مكان فقط ، لا تقيد خدماتها خلال جدران المقر لمدينة معينة دون سواها ، و لكن على اعتبار أن بنغازي عاصمة المسرح فكرمت بذلك ، و سوف تدعم الفنان في الشمال و الجنوب و لغرب و الشرق، و إلا ستكون عاجزة بدون المبدعين بشرائحهم الفنية الخمسة (المسرحيون ، و الموسيقيون ، الفنانين الشعبيين، و التشكيليين و الشعراء )، مهمتها دعمهم ومساندتهم في الانتاج والتسويق ، و لا أعلم لماذا القلة القليلة تعترض ؟ ).
و دعا “عيسى ” في رسالته من أشقائه الفنانين دعم القرار، فلا يهم المكان في” سبها” أو “طرابلس” أو “بنغازي” ، و لايهمنا مستوى خدماتها.
ويضيف عيسى أن (الموظفين لا حقيقة لمخاوفهم ، و لن يتخلوا عن حقهم أو مستحقاتهم المالية و القانونية التي تضمنها اللوائح و تشريعات).
وينوه ” عيسى” إلى أنه إلى الآن لم يتم الإعلان عن رئيس الهيئة أو مقرها حتى اليوم .
المعاناة ذاتها يتشاركها الفنانون
يؤكد المخرج “عاشور بوشوق” أن الأصوات المعترضة ليست فنية ، فمن وجهة نظره أنهم يتقاسمون الوجع ذاته (بنغازي مدينة ليبية و جزء من الوطن ، حق الفنان موجود أينما كان ، ننتظر دعم الهيئة و لا تصبح القرارات حبرا على ورق ) .
ووجه “بوشوق ” رسالة ذكر فيها (أتمنى من الفنان الليبي ؛ عدم الانجرار وراء العواطف أو الماديات ، الفن لن يثمر يوما بمصلحة شخصية ، نحن عشنا مع الفن و لم يغنينا أو يجعلنا أثرياء ) وأوصى الجميع، أن يستمروا على أن كون الفن رسالة، من أجل المجتمع و ليس من أجل المادة .
أصل القرار مشروع أعد له مسبقا بمراحل
بينما صرح الفنان ” فرج بوفاخرة “خلال مؤتمر صحفي اليومين الماضيين قائلا ( هذا المشروع انتهى للأسف منذ السبعينات ،و كان لابد من صناعته ، حاولت بجهدي و تجربتي المتواضعة في “تونس” و “مصر” و “المغرب ” و غيرها ؛ الحصول على خلاصة تجربة هذه الدول ، و إعداد دارسة علمية عليه ، و قُدم بشكل إداري إلى إدارة السيد “الكيب” – رحمة الله عليه – في تلك الفترة ، و تم اعتماده والإثبات موجود في أرشيف وزارة الثقافة ، ـ وللأسف ـ أربكنا تجاذب التيارات السياسية – يقول الفلاسفة إذا السياسة احتوت الثقافة فالسلام على الاثنين -و هذا ما لمسناه فعلا ، و تحولنا لضحية مشردة بدون حقوق أو واجبات و تائهين ، و زرعوا في داخلنا مع الأسف ما يعرف بثقافة الشخصنة ، و لم يعد هناك لوائح لقوانين تحولنا من متسولين إلى محترمين ) .
ويؤكد ” بوفاخرة ” أن وزيرة الثقافة، حريصة على ضمان حقوق الفنان وفقا للقوانين ، بتشكيل لجان تعمل لذلك ، و احتضان ” الزنتان ” للفنانين من كافة ربوع البلاد فبراير الماضي من العام الحالي، حيث نوقش المشروع ، و حرص المشاركون على توزيع الإدارات على المناطق الثلاثة لإلغاء المركزية .
وتابع ” بوفاخرة ” قائلا ( لابد من لائحة لرفع الأجور، و مع الأسف الشديد بعض الزملاء في الهيئة ” طرابلس ” يعتقدون أنه سيتم الاستغناء عن الموظفين، و هذا الأمر غير حقيقي، فمن لديه مستحقات او علاوات سيتم تسوية أوضاعهم وفق اللوائح و القوانين المعمول بها بالخصوص و فيما يتعلق بالكم الهائل كما يتردد بأنه 5000 موظف و بغض النظر عن الكم إلا أنهم ليسوا مسؤولين عن عشوائية الدولة في قراراتها ) .
وتجدر الإشارة ، أن الهيئة تعنى بإنشاء المسارح واعتماد الفرق المسرحية، وتحديد آليات عمل الفرق الأهلية، وإصدار أذونات مزاولة نشاط لها ودعم الأنشطة الفنية والسينما داخل ليبيا، وضمان مشاركة مميزة للفنان الليبي في المهرجانات الدولية.(وال ـ بنغازي)
استطلاع : هدى الشيخي