بنغازي 11 سبتمبر 2021 (وال)- تواصل الاعتداءات المتكررة وأعمال التخريب للممتلكات العامة، والتي تطال عددًا من المؤسسات الحيوية، من بينها جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي، الذي يُعد أحد أكبر المشروعات التي تهدف إلى نقل حوالي 6.5 مليون متر مكعب من المياه العذبة يوميًا للأغراض الزراعية والصناعية وللشرب .
وكشف المكتب الإعلامي للجهاز لمراسل وكالة الأنباء الليبية “وال”؛ قائلا: إن الاعتداءات باتت تأخذ منحًا آخر، حيث شملت سرقة مادة النحاس والحديد، وما يحدث في السوق المحلي من بيع للخردة وهو موضوع خارج عن السيطرة، بحسب المكتب الإعلامي.
وقال المكتب الإعلامي إن الدوريات التابعة لجهاز الشرطة الزراعية، والدوريات الأمنية بفرع إدارة إنفاذ القانون طرابلس بالإدارة العامة للعمليات الأمنية، وإدارة حماية الموارد المائية والسدود بجهاز النهر الصناعي، قد سجّلت عددًا من الضبطيات خلال شهر أغسطس، بينها ضبط “مخربين” قاموا بالاعتداء وتكسير صمامات المياه بمجمعات المياه داخل الحدود الإدارية لبلدية بني وليد.
وأضاف المكتب الإعلامي أن الاعتداءات شملت إقامة توصيلات غير الشرعية من قبل مواطنين، طالت عددًا من المحطات في حقول آبار مياه الحساونة؛ الممتدة ما بين بلديتي بني وليد وترهونة، حيث قام أعضاء جهاز الشرطة الزراعية، وجهاز إنفاذ القانون بإزالتها من جديد .
وذكر جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي – عبر صفحته الرسمية في فيسبوك – أنه تم الكشف وإزالة التوصيلات غير الشرعية على المسار الأوسط من المحطة ” 323+25″ في موقع الشويرف حتى المحطة “093+130″، وأمام المنطقة السكنية بموقع الحساونة، وإزالة عدد 32 وصلة غير شرعية .
وأشار الجهاز إلى أن الاعتداءات المتكررة، تحدث في “ظل عجزٍ وغياب تام لكتيبة حماية المشروع المتواجدة في الحقول، رغم الدعم الممنوح لها من قبل الجهاز، مؤكدًا أن هذه الاعتداءات أصبحت تهدد بانهيار المنظومة بالكامل، وانقطاع المياه على أغلب المدن والمشروعات الزراعية التي هي مصدر إمدادها من مياه منظومة الحساونة – سهل الجفارة، ما لم تتدخل الجهات المعنية لحماية الحقول الآبار، وردع المخربين وبشكل “عاجل”.
وأضاف الجهاز: “في الوقت الذي نعمل فيه بأقصى جهدنا؛ لضمان استمرارية الإمداد المائي لجميع المناطق، يستمر الاعتداء على حقول الآبار، حيث تم الاعتداء في شهر يوليو على البئر (241) بالحقل الغربي، وذلك بتخريب المعدات والأجهزة الكهربائية، وقطع للكوابل بداخل غرفة التحكم في البئر، ونتج عن الاعتداء خروج البئر من الخدمة”.
وأشار الجهاز إلى أن إجمالي عدد الآبار المعتدى عليها بلغت (174) بئرًا، تمكنت فرق الصيانة من إعادة عدد (29) بئرًا للخدمة، والعدد الباقي يعتبر خارج الخدمة نهائيًا، بسبب حجم التخريب والتدمير لمكونات الآبار” .
وطالب الجهاز كافة مؤسسات الدولة التنفيذية وغير التنفيذية والمؤسسات، بالتعاون وبجديّة المجتمع المدني، والإعلام، وكذلك المواطنين، لتشكيل رأي عام رافضًا لكافة هذه الممارسات غير القانونية.
وشدّد الجهاز على أهمية دور المواطن في حماية حقوقه المائية من عبث المعتدين بالإبلاغ عنهم .
بدأ مشروع النهر الصناعي في جلب المياه من جنوب ليبيا إلى شمالها؛ عبر ضخ المياه الجوفية من وسط الصحراء، عبر أنابيب عملاقة يبلغ قطر الواحد منها أربعة أمتار، بكلفة ناهزت 30 مليار دولار أميركي، وشارك في الكلفة الليبيون عبر ضريبة مستقطعة من رواتب العاملين استمرت من عام 1983 حتى 2011 .(وال)
تقرير | فاتح مناع