“بنغازي 12 سبتمبر 2021 (وال) لاشك أن خطاب الكراهية، قد وجد أرضا خصبة على ساحة ليبيا ، فبيئة النزاع التي جاءت بعد الثورة حفزته وأصبحت الأجواء مناسبة للتعصب .
فهو من أكبر المخاطر على السلم الاجتماعي، ويسبب الانقسام داخل المجتمع وفي السنوات القليلة الماضية، ومع انتشار وسائل الإعلام بمختلف أنواعها,، أصبحت بعض هذه الوسائل الإعلامية تتبارى فيما بينها في نشر الكراهية بين إفراد المجتمع عبر نشر الأكاذيب والشائعات وتشويه مدن وقبائل بعينها, والعمل على ضرب النسيج الاجتماعي الليبي ونشر الكراهية والبغضاء فيه.
ولا يوجد تعريف موحّد لخطاب الكراهية ولكنّ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) عرفته بأنه عبارات تؤيد التحريض على الضرر (بخاصة التمييز أو العدائية أو العنف) حسب الهدف الذي تم تحديده وسط مجموعة اجتماعية أو ديموغرافية. فقد يشمل على سبيل المثال لا الحصر، الخطاب الذي يؤيد الأعمال العنيفة أو يهدد بارتكابها أو يشجعها”.
وكالة الأنباء الليبية قامت بتسليط الضوء على هذا الموضوع ومعرفة الأسباب التي أدت إلى تفشي هذا الخطر وكيفية الحد منه .
توحيد الخطاب وأثره
يرى “أحمد بركات” أن الإعلام له دور فعال، وأن الخطاب الإعلامي هو المسؤول الأول، في التأثير على اتجاهات الناس من الناحية السلبية أوالإيجابية.
وقال “بركات” ان الخطاب الإعلامي الموحد ضرورة ملحة في اتجاه التهدئة وإبعاد الكراهية، وإذا أردنا إنهاء لخطاب الكراهية والعنف والتحريض وتأجيج الصراع السياسي، فلا سبيل لدينا إلا توحيد الخطاب الإعلامي وتوظيف وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية في صالح الدولة ومؤسساتها.
تقوية الإعلام الحكومي خطوة في مصلحة الدولة
وحول هذه القضية عبر الإعلامي ” وليد الحاسي” عن ضرورة تكييف المناخ الحالي مع الإعلام الحكومي عن طريق تقوية الإعلام الحكومي أولاً وجعله المصدر الأول للحصول على الأخبار، لا سيما بعد منح حكومة الوحدة الوطنية الثقة من قبل مجلس النواب الليبي في الأشهر الماضية.
وأشار ” الحاسي” أن ذلك سيساهم في إنهاء خطاب الكراهية؛ لأن الحكومة ستمتلك زمام الأمور وستوظف الإعلام في مصلحة الدولة وتلقائيا سيتلاشى خطاب الكراهية، ولكن اذا اصبح الاعلام الحكومي ضعيف فسيكون مردود ذلك سلبياً على مؤسسات الدولة كافة.
هذه مسؤولية وزارة الإعلام
ووجهة نظر الإعلامي “محمد عامر” أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على وزارة الإعلام ،فمنذ أحد عشر عاما، ورغم توالي الحكومات وتعاقب الوزارات والتغييرات، التي شهدها قطاع الإعلام لم تكون نقابة خاصة بالإعلاميين، ترصد ـ من خلالهاـ تحركات منتسبيها، وتتعقب مواقفهم وتعاقبهم إذا ما أخل أي إعلامي بالمواثيق، ولم توقف أي قناة تنحرف عن مسار وحدة ليبيا أو تحرض على الحرب، أو تستخدم سياستها في تسفيه أي قبيلة أو فرد أو شخص بدون سبب قانوني مقنع.
السبيل إلى ذلك توحيد المؤسسات الصحفية والإعلامية
ومن زواية الإعلام الرياضي قال رئيس مجلس الإدارة بالنقابة العامة للإعلاميين الرياضيين السيد “نصر المهدوي” أنه من المهم جدا العمل على توحيد المؤسسات الصحفية والإعلامية؛ لأن ذلك يمنع تغلغل أي تجاذبات خصوصا المناطقية والجهوية، ويغلق أي هوة لذلك، وتصبح المؤسسات تتكلم باسم ليبيا فقط، وهذا هو الشي الإيجابي، ويمنع ويخفف من حدة خطاب الكراهية، الذي سببه انقسام تلك المؤسسات.
وبين ” المهدوي” أن هناك أسبابا أخرى لانتشارخطاب الكراهية ، أهمها عدم وجود لجنة لأخلاقيات مهنة الإعلام لها حق توقيع الجزاءات والعقوبات، والشي الأهم أن لجنة أخلاقيات مهنة الإعلام من أبرز أعمالها هو وضع الشروط التحريرية لوسائل الإعلام والصحافة وهذا غير موجود لدينا.
وتابع “المهدوي” هناك شيء مهم، وهو ميثاق الشرف الإعلامي الذي يحتاج إلى أن يظهر للوجود، ومن يقوم على عمل الإعلاميين والصحفيين، من خلال نقابة الإعلاميين
ووضح ” المهدوي” أن كل هذه العوامل من شأنها التخفيف من حدة الخطاب الإعلامي المحرض أو الذي يدفع نحو الكراهية، ولذلك يتبقى شيء مهم قد لا نستطيع السيطرة عليه، وهو القنوات الإعلامية والصحفية الخاصة، لاسيما المتواجدة خارج الوطن، وإذا أردنا السيطرة فالأمر يتطلب، أن تكون مؤسساتنا الإعلامية متوحدة وفي إطار حكومي واحد حينها يكون من السهل السيطرة عليها ومنعها من توجيه أي فكر أو خطاب يتعارض مع القيم والثوابت.
هل ستنفذ هذه الاقتراحات
وقالت الإعلامية ” ريم العبدلي ” إن خطاب الكراهية ساهم بشكل كبير في التأثير على المجريات السياسية بشكل سلبي.
ووضحت ” العبدلي” أن الغاية المنشودة من توحيد الخطاب الإعلامي، هو تهدئة الأوضاع على الساحة السياسية، والمساهمة في إنجاح الاستحقاق الانتخابي والخروج من الأزمة التي عصفت بالدولة ومؤسساتها.
وبينت ” العبدلي” أنه قد قامت بعض المنظمات الوطنية في وقت سابق، منها منظمة الليبية الإعلام المستقل بالمشاركة في اجتماع اللجنة الحكومية لإصلاح وتطوير الإعلام ، وطرح ممثلو المنظمات المشاركة في ذلك الاجتماع، رؤيتهم اتجاه تنظيم الإعلام الليبي مشددين فيها على ضرورة المعالجة السريعة للوضع الحالي، بما يعزز حرية الإعلام بعيدا عن خطاب الكراهية، والتشهير والسب ونشر الأخبار الزائفة واحترام الحياة الخاصة وضرورة الالتزام بمدونة السلوك المهني للعمل الإعلامي.
وبدورها وعدت ” لجنة تطوير الاعلام” بوضع هذه المقترحات في جدولها ومناقشتها في الجلسات القادمة ووضعها في عين الاعتبار لضمان نجاح جهود توحيد الخطاب الإعلامي.(وال ـ بنغازي)
تقرير (عبدالسلام المشيطي ـ مروة نصر)