بنغازي 16 أكتوبر 2021 (وال) _ ألقى القنصل العام لإيطاليا السيد “كارلو باتوري” أمس الجمعة، كلمة بمناسبة زيارته إلى ضريح شيخ الشهداء “عمر المختار” ببنغازي.
هذا وجاءت في كلمة القنصل الإيطالي:
أقوم اليوم ولأول مرة، بزيارة هذا المكان الهام للذكرى، فتعتريني لذلك في هذه اللحظة عاطفة جياشة، كما تراودني أيضاً بعض الأفكار التي أود مشاركتها معكم.
نظراً لكوني أنا أيضاً حفيداً وأبناً وأًبا، فإن تفكيري الأول وعميق احترامي يتوجه إلى أسرة عمر المختار وإلى أولاده وأحفاده وخلفه، وإلى أولاد وأحفاد وخلف رفاقه في السلاح الذين قتلوا أو اضطهدوا هم أيضا مثله، خلال الاحتلال الإيطالي لليبيا.
وتعتريني مشاعر الرأفة الإنسانية، عندما يحضرني مدى الحزن المرير الذي اضطروا إلى تحمله في حياتهم. وأنا كإنسان، أستشعر في هذه اللحظة آلام الضحايا وآلام أقاربهم، ثم ينتقل تفكيري إلى التاريخ الذي مضى، إلى الاحتلال الإيطالي لهذه الأرض الذي بدأ هنا في بنغازي بالتحديد قبل 110 سنوات، يوم 15 أكتوبر1911م.
لقد أعرب خلال السنوات الماضية الكثير من القادة المهمين في بلادي عن أسفهم نيابة عن الشعب الإيطالي، وعن المؤسسات الرسمية الإيطالية للمعاناة الكبيرة التي سببت للشعب الليبي نتيجة الاستعمار، وبصفتي مسؤولاً في الدولة الإيطالية، التي أتشرف بالانتماء إليها، أجدد أنا أيضاً وبصدق في هذا اليوم التعبير عن هذا الأسف.
للأسف إن التاريخ – سواء ذلك الذي نفتخر به أو ذلك الذي لا يستحق الثناء – لا يمكن إعادة كتابتهما؛ ولكن عوضاً عن ذلك، يمكن محاولة كتابة المستقبل ولعل مهمة عملي في أرض برقة الخلابة هي شاهد أيضاً على الرغبة الإيطالية في أن نبني مع ليبيا مستقبلاً من الازدهار والتنمية لأبنائنا، وذلك بالتنفيذ الكامل لمعاهدة الصداقة التاريخية الموقعة بين البلدين في عام 2008م، بهذه المدينة، وعلى بعد بضع مئات من الأمتار من هذا المكان.
أود أن أختتم كلمتي بتذكر عبارة شهيرة قالها عمر المختار قبل لحظات من الصعود إلى حبل المشنقة: “أنا على يقين من أن حياتي ستكون، أطول من حياة من شنقني”، وفعلاً فإن ما قاله قد تحقق، فبعد مضي السنوات العديدة على وفاته، لايزال أسد الصحراء حياً في ذاكرة كل ليبي، شاباً كان أم مسناً، فقيراً أم غنياً، برقاوياً أو طرابلسياً أو من فزان.
يبقي عمر المختار رمزاً لفخر الأمة، ورمزاً لوحدة، واستقلال، وحرية ليبيا. وبتكريمه في هذا المكان، فإنني لعلى ثقة بأن ليبيا اليوم وغداً ستسير على خطى بطلها، وترسخ نفسها في العالم كدولة موحدة، فخورة بحريتها وباستقلالها على الدوام. شكراً لكم. (وال _ بنغازي) ا م