بنغازي 05 نوفمبر 2021 (وال) -يعد اللاعب يحيى الشكماك، من الأسماء المميزة في كرة السلة الليبية، وذلك لما يتمتع به من تاريخ كبير ومبهر، بل يعد ” الأنيق ” كما يحلو للجماهير تسميته، وهو أول لاعب ليبي تذوق طعم الاحتراف في الملاعب الأوروبية.
وتميز الشكماك بأخلاقه وتواضعه في الأوساط الرياضية، مما قاده ذلك إلى الإبداع و التميز الرياضي، بأن يكون أيقونة ستظل تذكرها الأجيال، مبرهنا على علو كعبه في مركز “السنتر”، ووضع بصمة لا تمحى داخل أروقة نادي النصر.
ويشغل ” الشكماك ” حاليا وظيفة معيد في جامعة بنغازي بقسم العمارة وتخطيط المدن، ومقبل على تكملة رسالة الماجستير بالتخصص ذاته، ويجيد كذلك اللغة الإنجليزية و الإسبانية.
اتجهت وكالة الأنباء الليبية، لمحاورته، ليكون ظهورالشكماك، هو الأول من نوعه على صعيد الإعلام.
-وال: هناك أحاديث تقول بأنك كنت لاعب بكرة اليد؟
-الشكماك: أولا أود أن أشكركم على هذه المصافحة الرياضية، في البداية كانت مثل أي لاعب يهوى ويعشق لعبة ما، والمحصلة كانت جميلة والذكريات كانت أجمل بالنسبة لي، فقبل انضمامي في كرة السلة، كنت دائما أذهب مع والدي رحمه الله إلى مقر عمله بمنطقة الصابري، والمقابل لنادي التحدي، فهذا الذهاب كان نقطة تحول في حياتي الرياضية آنا ذاك، حينها شاهدني مدرب كرة اليد بنادي التحدي، عبد الله بكار، وطلب مني الانضمام إلى فريق اليد، فرفضت تماما لأني كنت من عشاق ومحبي السلة وصارحته بالأمر، فالمدرب عرف أن رغبتي هي السلة، وقادني إلى المدرب العام بكرة السلة، طارق المهدوي، ومنها بدأت حياتي في كرة السلة.
-وال: وهل لك أن توسع لنا البداية أكثر؟
الشكماك- بداياتي في كرة السلة كانت منتصف عام (99)، إن صح التعبير كانت متأخرة نوعا ما، لكوني بدأت بفئة الأشبال مع المدرب القديرطارق المهدوي، لاسيما أن هذا المدرب أخذ بيدي وكان اللبنة الأولى في ( الباسكت الليبي )، حيث أعطاني أساسيات وأبجديات كرة السلة، واهتم بي كثيرا، مثلما اهتم بالعديد من اللاعبين، ناهيك أنه زاد من وتيرة تدريباته معي، تارة مع الآمال، وأخرى مع فئتي الأواسط والكبار، فهذا الاهتمام جعلني أتحصل بعد موسم واحد على بطولة ليبيا لفئة الأشبال، وعلى أفضل لاعب بالبطولة، وذلك مع المدرب بدر فركاش، ومن تم اختياري ضمن قائمة المنتخب الوطني وقتها للأواسط.
-وال: بدايتك كانت موفقة في موسمين مع التحدي، لماذا توقف بعد ذلك؟
-الشكماك: صحيح لقد توقفت عن مزاولة كرة السلة بعد موسمين متتاليين مع التحدي؛ وذلك نظرا لظروف خارجة عن الإرادة والفعل، لأن التحدي في تلك الفترة وهي عام ( 2002) قام بعملية تجديد كامل، معتمدا على صغار السن، ومن ضمن الأسماء المتواجدة بفئتي الآمال والأواسط بنادي التحدي أحمد الأوجلي، وأحمد المسماري ، من الأسماء التي قدمت الكثير لفرقها بالسلة الليبية.
-وال: وماذا عن مشوارك مع النصر؟
-الشكماك: يعد انتقالي إلى سلة النصر من الأشياء الجميلة في حياتي، لقد عشت مع الفريق وجماهيره أيام رائعة، تذوقنا فيها طعم الانتصارات كثيرا، وأصبح الأبطال المتوجون لعدة سنوات، نتج عن ذلك بأن النصر أصبح رقما صعباً في السلة الليبية، وفي أول موسم لي مع النصر نجحت صحبة زملائي أن نسعد الجماهير بتحقيقنا لأول تتويج يدخل خزائن قطاع السلة لفئة الكبار، وكان ذلك موسم 2006/2007، عن طريق المدرب الصربي بيجا، وبعدها بدأت رحلة حصد الألقاب والانطلاقة الفعلية للصعود على منبر التتويج.
– وال: ومن هم المساهمون في أول بطولة للنصر؟
-الشكماك: بطبيعة الحال أن ذلك التتويج هو الأول من نوعه لنادي النصر، حيث ساهم فيه أسماء عديدة، ونخبة مميزة مع المدرب الصربي بيجا، منهم الصربي ميتر، و الجزائري عبد الحليم كعوان، وأحمد المسماري، ومعتز المقريف، إضافة إلى كل من ياسر البرعصي، وعصام الترهوني، ومحمد الوداني، وبن عيسي الدرسي، وسالم زعطوط، و عبد الرازق التركي، وعمران شبش، ومروان بوغويلة، وغيرهم من الأسماء التي لم يحضرني ذكرها.
-وال: هل لك أن تذكر المدارس التي أشرفت على تدريبك ؟ وأي المدارس تتماشى معك؟
-الشكماك: خلال مشواري أشرف على تدريبي العديد من المدربين، حيث أن المدارس تنوعت بين المدرسة المحلية والصربي، بالإضافة إلى المصرية والأمريكية و الإسبانية، ففي الجانب المحلي تولى الإشراف على صعيد الأندية كلا من؛ طارق المهدوي، بدر فركاش، ومنصور المقصبي، مروان بوغويلة.
أما على صعيد المنتخبات الراحل فتح الله المطردي، عبد الحكيم زيدان، بالإضافة إلى حسني الأمير، فرج السنوسي كمساعدين للمدرب الأول.
أما بالنسبة للمدرسة الصربي تمثلت في بيجا، وغوران، وريكي، وإيقور، وكذلك فلاديمير، وإيفان.
وتمثلت المدرسة المصرية في طارق سليم، عصام عبد الحميد، شريف عزمي، أمير إبراهيم، وطارق وصفي.
فيما تمثلت المدرسة الأمريكية في ستيرلينغ، وكيفين نيك، مع المنتخب الليبي.
أما بخصوص أي المدارس تتمشي مع شخصي كلاعب ،أفضل المدرسة الصربية والإسبانية، لأني أرى أنها تماشت مع النصر، وتعتمد على التكتيك والانضباط، وأنا لاعب تكتيكي بالدرجة الأولى أكثر من لاعب فردي، وخير دليل هو احترافي في إسبانيا ذات يوم.
-وال: ما رأيك أن نسترجع تاريخك الحافل بالتميز والتتويج؟
-الشكماك: لكل لاعب ذكريات جميلة في مشواره الرياضي، والأجمل من ذلك هو الصعود على منصة التتويج، لقد تذوقت طعم البطولات في العديد من المناسبات، بدأت رحلة حصد الألقاب منذ الصغر مع المدرب الوطني بدر فركاش، وفيها توجنا ببطولة الأشبال على مستوى ليبيا، ومع النصر حدث ولا حرج، الروعة كانت تكمن في التتويج مع الجماهير، قصة ستظل في ذاكرتي مدى الدهر وصلت إلى (11) تتويجا، فضلا على أننا توجنا ببطولة الدوري في أربع مناسبات كانت مواسم ( 2006/2007 – 2008/2009 – 2015/2016 – 2017/2018 )، وذلك تحت إشراف مدارس مختلفة، منها الصربي بيجا، و الجزائري محمد بن يحيى، إضافة إلى المصريين عصام عبد الحميد، و طارق سليم، توجت مع النصر بعدد (3) كؤوس على مستوى ليبيا.
وأيضاً حققت عدد (3) كؤوس للسوبر، وكأس دوري المنطقة الشرقية، وكل هذه التتويجات كانت مع المدربين الذين ذكرناهم سلفاً عندما حققنا البطولة، ولا ننسى أيضا تتويجي مع الأهلي بنغازي في عام (2016 ) بالبطولة العربية للأندية في نسختها (26) للأندية البطلة، ولا ننسى تتويجي أيضا ببطولة ( 3X3 ) لكرة السلة في مناسبتين، تحصلت في الأولى أفضل لاعب، وفي الثانية تم اختياري ضمن أفضل أربعة لاعبين بالبطولة، إضافة إلى تتويجي بجائزة أفضل مدافع بالدوري الليبي موسم 2018 ، زد على ذلك تتويجي كأفضل لاعب بالمباراة في العديد من المرات.
-وال: وماذا عن الاستحقاقات الخارجية ؟
-الشكماك: بكل تأكيد مشاركاتي الخارجية مع نادي النصر، أو الأندية التي طلبت ودي ومنتخب بلادي كانت عديدة، فمع المنتخب الوطني شاركت كثيرا، ولعبت معظم المباريات الدولية والتي كانت في مصر والمغرب وتونس، ناهيك على البطولات الودية التي أقيمت في ليبيا، لكن يبقى اختياري لتمثيل منتخب بلادي في البطولة الأفريقية 2009، هو الأبرز على الإطلاق.
أما على صعيد الأندية، فقد شاركت مع النصر في بطولة دبي الودية، و البطولة العربية للأندية عام 2009، والتي أقيمت بالإسكندرية، بالإضافة إلى البطولة الأفريقية للأندية والتي جرت في رادس التونسية عام 2015.
أيضا البطولة الأفريقية التي أقيمت في مدينة المنستير التونسية عام 2017، فضلا على مشاركتي في تصفيات المنطقة الأولى الأفريقية، و التي تأهلنا فيها إلى الدور الثاني، حيث كانت المرحلة الأولى في شهر أكتوبر من العام 2019، في مدينة باماكو المالية، فيما كانت المرحلة بذات العام مطلع شهر ديسمبر، واحتضنتها مدينة ياوندي الكاميرونية.
ولا ننسى مشاركتي مع سلة الأهلي بنغازي، وذلك في بطولة دبي الودية عام 2016، ومع فريق الهلال شاركت في البطولة الأفريقية عام 2013، وكانت في مدينة الزهراء التونسية.
كما شاركت مع فريق الاتحاد ببطولة الشارقة الودية عام 2015، وحقيقة كل المشاركات كانت ممتازة، استفذت منها الكثيرة على جميع الأصعدة.
-وال: تعتبر أول ليبي يحترف في أوروبا، حدثني عن تلك المرحلة المميزة؟
-الشكماك: لاشك أن تلك المحطة ستظل خالدة في ذاكرتي، وأعتز وأفتخر بها كثيرا، لكوني أول لاعب ليبي يتذوق طعم الاحتراف في أوروبا، حققت نجاحات عديدة كانت في موسمين ونصف الموسم، لاسيما أني لعبت لعدد ثلاثة أندية، وخضت مباريات هامة مع ما لديها من لاعبين مميزين ذلك الوقت، منهم من وصل بها الحال للاحتراف في أقوى دوريات العالم ( NBA )، مثل السلوفيني لوكا دونشيتش، اعب ريال مدريد سابقا، ودالاس الحالي، فبداية المشوار كانت في دوري الدرجة الثانية وبالتحديد مع ( كوفي بار ريباس )، تحت إشراف المدرب الإسباني البيرتو، وبعد الظهور المميز مع كوفي بار ريباس، طلب ودي فريق أثوكيكا، وبأمر من مدربه خيسوس، الذي تولى بعد ذلك تدريبي في أثوكيكا، في حين كانت آخر المحطات مع فريق جواد ا لاخارا، وكانت القيادة الفينة فيها للمدرب رامون، فحقيقة أن تتويجي مع النصر، واحترافي في إسبانيا أجمل لحظات حياتي الرياضية.
-وال: ذكرت بأنك حققت نجاحات، ما هي النجاحات التي حققتها ؟
” الشكماك ” قبل كل شيء الوصول إلى الملاعب الأوروبية واللعب في إسبانيا، هذا في حد ذاته نجاح وإنجاز، بالنسبة للنجاحات هو وصولي إلى المباراة النهائية مع فريق جوادا لاخارا، حيث لعب لقاء كنا نتأهل فيه إلى دوري الأضواء الإسباني (ACB)، لكن الحظ لم يحالفني في التأهل أنا وباقي المجموعة بفريق جوادا لاخارا.
أما ثاني نجاح على المستوى الفردي مع الفرق التي ارتديت غلالتها، هو حصولي على أفضل لاعب بالمباراة في أربع مناسبات، إضافة إلى اختياري من قبل الاتحاد الإسباني للعبة في بطولة (3X3 ) التي نظمها الاتحاد الإسباني، لكن للأسف خرجت من البطولة في الدور النصف نهائي، بالإضافة تم الاستعانة بي في هذه الدورة لتعليم الشبان الصغار عملية الفوت ورك.
-وال: وما هي الاستفادة التي استقدتها من الاحتراف؟
-الشكماك: حقيقة لقد استفذت الكثير في تلك المرحلة، فقد شاهدت أشياء في موسمين ونصف الموسم بالدوري الإسباني، لم أشاهدها طوال ( 15 ) عاما لعبتها في الدوري الليبي.
كرة السلة في إسبانيا دراسة نظرية، حيث أن النادي بعد اكتمال إحدى مباريات الدوري يقوم بتسليم إحصائية خاصة عن الفريق الذي ستواجه الأسبوع المقبل، فيها جميع المعلومات المتعلقة بلاعبي الفريق الخصم، ناهيك على الانضباط والالتزام، وكذلك طريقة تأهيل كل لاعب في مركزه من قبل مدرب مختص.
-وال: الموسم الماضي فقدتم البطولة بعد أن كنتم أبطلا لها فسر لنا؟
-الشكماك: في واقع الأمرأن تحقيق البطولة هو شيء ليس بالصعب، لكنها يتطلب العمل الجاد والمستمر، أما بالنسبة للحفاظ عليها يعد أمراً صعبا للغاية، صحيح أن الموسم الماضي دخلنا البطولة ونحن أبطالا لها، ورجعنا بعد أن كانت الحركة الرياضية في ليبيا متوقفة لمدة قاربت العامين.
نحن استعدينا للبطولة قبل انطلاقتها بأسبوع واحد، والكل يعرف حقيقة ذلك، مما أثر ذلك التأخير على لاعبي الفريق بالسبل، ولم يكن الفريق في المستوى الذي يعرفه الجميع، بالإضافة إلى بعض الإصابات التي حلت بالفريق عند بعض اللاعبين.
-وال: هذا الموسم تحصلت على أكثر من عرض كيف تتحدث عن ذلك؟
-الشكماك: إلى حد هذه اللحظة وقبل انطلاق الدوري الليبي، تحصلت على عدة عروض من أندية كبيرة، وذلك من أجل التوقيع معها، خصوصا وأني قد بدأت الاستعداد مبكرا هذا العام، وأنا على ثقة كبيرة أني قادرة على تقديم الإضافة المرجوة مني، أما عن سبب عدم ترك النادي خلال السنوات الماضية، أولا هو حبي للمؤسسة التي عانقت فيها النجاح، وكذلك حبي إلى الجماهير النصراوية التي دائما ما تكون سندا لنا مهمة كانت النتيجة والأداء.
-وال: كلمة أخيرة للشكماك؟
-الشكماك: في النهاية أود أن أشكر الله سبحانه وتعالى على توفيقه، وأشكر أيضا اللاعبين والإداريين في كرة السلة، وجماهير النصر العريق على كل لحظة قضيتها معهم، هذا النادي المعروف بأنه قلعة الأخلاق، والذي لن أستطيع أن أوفيه حقه في سطور، وأنا على استعداد تام لخدمته في أي وقت.(وال بنغازي) س إ / س خ.