الكفرة 24 نوفمبر 2021 (وال) _ تمكن يوم أمس الثلاثاء، مجموعة متطوعة من الشبان، من العثور على الأسرة الليبية، بعد إطلاق حملة تفتيش شاسعة للبحث عليهم، بعد فقدان أثرهم أثناء سفرهم وعبروهم صحراء مدينة الكفرة لمدة أربع أيام، ليتم العثور عليهم في الجهة الشرقية داخل الحدود المصرية ب 140 كيلو.
يروي الناجي “إبراهيم بورزيزة” _ لوكالة الأبناء الليبية _ تفاصيل نجاته التي وصفها بالمعجزة الإلهية، فيقول “كنت في زيارة لمدينة بنغازي أنا وزوجتي وابنتي، وأثناء رجوعنا لمدينة الكفرة وبعد وصولنا لمنطقة تسمى “بوزريق” والتي تبعد عن مدينة الكفرة “50”كيلو فقط، قدتّ السيارة باتجاه الطريق الصحراوي مبتعدين عن الطريق الرئيسي، تجنباً لدمار الطريق وهلاكه الكثير، واستمريت بالتقدم حتى سلكنا الطريق الخاطئ وبدأنا بالإبتعاد عن وجهتنا بدون أن نعرف.
يتابع” كان الظلام حالك ولم أعرف أنني ظللت الطريق بعد إلا بعد حلول الصباح لنجد أنفسنا في عرض الصحراء القاحلة بدون أي غذاء ولا ماء ولا اتصالات هاتفية، ولم يكن معنا إلا نصف لتر ماء والقليل من الخضروات التي كنا ننوي أخذها معنا للمنزل، والقليل من الخبز، فلم نكن نتوقع أن نضل الطريق بعد أن كنا على بعد ثلاثة ساعات فقط من المدينة.
وأكمل إبراهيم: استمريت بالسير حتى نفذت منا البنزين، قمت بالتوقف إلى جانب سيارات قديمة وهالكة وهنا قد سلمت أمري لله، قمت بتفتيش السيارات التي جنبنا فوجدنا بيها بقايا من الفحم وإناء قديم، وبجانبها علبة تونة قديمة، فاستخدمت زوجتي غطاء العلبة لتقطيع الخضروات وبقليل من الزيت التي كانت معنا قمنا بقليها والإقتتات بها باقي الأيام، بالنسبة للماء لم نكن نشرب منه إلا نادرا خوفا من فقدانه وقمنا بإدخاره لأخر لحظة.
وبين أن أكثر شيء كان صعباً هو برودة الطقس ليلا كنت أقوم بتشغيل السيارة قليلا حتى نتدفأ بحرارتها أنا وزوجتي وابنتي، وننام تحت السيارة لمدة ساعات قليلة ونستيقظ أملا بمرور أحداً بنا”.
وأشار إبراهيم إلى أنه يوم أمس شعرت زوجتي بصداع هنا شعرت بالخوف وفقدان الأمل بالنجاة، خاصة بعد أن نفذ دواء الضغط الخاص بزوجتي فأصبحت أفكر بصحتها.
وأستمر ف حديث قائلاً: “اليوم الرابع مع حوالي الساعة الثانية ظهراً استطعنا رؤية مجموعة من الشبان بسيارة صحراوية يتوجهون نحونا، لم أكاد أن أصدق أن هذا الكابوس انتهى وأنهم تمكنوا من العثور علينا.
وأختم “بورزيزة” حديثه أشكر كل شخص خرج للبحث عنا، لولا فضل الله علي وفضل جهودهم، ما كنت اليوم وسط أهلي وبمدينتى.
و من جهته، وجه مدير إدارة جهاز الإسعاف والطوارئ فرع الكفرة السيد إبراهيم بالحسن، ندائه عبر _ وكالة الأنباء الليبية _ إلى المسؤولين بالإلتفاف وحل مشكلة الطريق المدمر، والذي ساهم مؤخراً في إرتفاع حالات ضياع المسافرين الذين يفرون منه هربا باتجاه الصحراء ليضيعوا هناك.
حيث أكد بالحسن أن مختلف الحكومات الإنتقالية جاءت وعاينت هذا الطريق، وأبدت رغبتها بصيانته كالحكومة المؤقتة سابقاً وآخرها وفد من حكومة الوحدة الوطنية، والذي حدد ميزانية مالية لها، ولكن إلى الان لا يوجد شيء على أرض الواقع، و الكثير من المشاريع لأجل إصلاح هذا الطريق الوحيد الذي يربط مدينة الكفرة بالشمال ولكن كلها لم تكتمل.
الجدير بالذكر أن صحراء مدينة الكفرة شهدت العديد من حالات الضياع من قبل العديد من المسافرين ،والتي وصلت خلال هذه السنة إلى أربع حالات ضياع. (وال _ الكفرة)
حوار: فاطمة الورفلي