طرابلس 04 ديسمبر 2021 (وال)- شاركت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي السيدة نجلاء المنقوش، في جلسة النقاش حول “التعامل مع الهجرة : إحياء الشراكات في عالم ما بعد الجائحة”، وذلك ضمن مؤتمر حوار البحر الأبيض المتوسط الذي عقد في العاصمة الإيطالية روما .”
وقالت المنقوش – في كلمتها: “دعونا لا نتجاهل حجم مشكلة هذا الموضوع بالنسبة لليبيا في المقام الأول، نرجو أن لا ترموا المشكلة صوبنا ونرجو أيضًا أن لا توجهوا أصابع اتهامكم ضد ليبيا، كدولة تُسيء لحقوق الإنسان ولا تحترم اللاجئين؛ وأعيدها مرة أخرى هذه المشكلة أكبر من الليبيين، فهي خارج قدرتنا وسيطرتنا، أعلم أنكم لا تودون سماع هذا الكلام ولكنها الحقيقة”.
وأضافت المنقوش: “لقد تعبنا من التهرب أمام مواجهة الأمر الواقع، في حين أنّ كل الحلول التي وضعت فيما مضى كانت سطحية، وقد حان الوقت لتحديد مكمن المشكلة لإصلاحها واقعيًا خلال الأسبوع الماضي، فقط غرق قرابة “27” مهاجرًا أثناء عبورهم القناة الإنجليزية من فرنسا حتى إنجلترا، حياة أي إنسان مهمة ولها قيمتها في أي مكان، وهو ما جعلني أتابع وأفكر: إذا كانت دولتان من أكثر الدول استقرارًا بين دول العالم، تستخدمان تقنيات المراقبة والبحث والإنقاذ، لم تستطيعا التحكم في الهجرة غير الشرعية، فكيف هو الحال بليبيا مع الوضع الذي نحن فيه وما زلنا نعيشه، كيف نتوقع السيطرة على هذا الملف..؟، إنه سؤال كبير ويتطلب تفكيرًا عميقًا ويتطلب فهمًا أفضل للوضع على الأرض”.
وتابعت المنقوش: “ليبيا ليست الوجهة النهائية لهؤلاء المهاجرين، فنحن بلد عبور وبعض المهاجرين الذين يقولون أنهم يبحثون عن لجوء في ليبيا، يأتون من دول أكثر استقرارًا وأمنًا من بلدنا، ويأتون إلينا وهم يعلمون جيدًا أننا لا نستطيع تأمين سلامتهم، ويعلمون أننا لا نستطيع ضمان احترام حقوق الإنسان التي يستحقونها، وهم يعلمون أنهم قد يخضعون لضوابط الخارجين عن القانون والمهّربين، وهم على دراية تامة بالوضع المحزن الذي يمر به بلدنا لكنهم يأتون، وأنا لا ألومهم ولكني أحاول فقط وضع الأمر في سياق واقعي.”
وتابعت المنقوش: “مرة أخرى ، أنتم تعلمون أن الحلول التي تُجيب على سؤالك؛ قد تم تقديمها مسبقًا ولكن، لأكون صادقة معكم أعتقد أنها كانت دائمًا سطحية ، هذه الحلول فقط موجودة، من أجل خدمة أجندة ومنظور الاتحاد الأوروبي، ولم يكن في الواقع أمرًا عميقًا لفهم المشكلة بدونها”.
وأكدت المنقوش أنها “تتمنى من خلال هذا الحدث، حيث هناك الكثير من الأشخاص المهتمين والمستعدين لفهم الموقف، ولكن أيضًا لتنفيذ إستراتيجية أكثر فائدة، لقد سمعنا ما يكفي من الحديث في وسائل الإعلام من قبل شركائنا الأوروبيين؛ حول مقدار الأموال التي تم منحها لليبيا لوقف الهجرة غير الشرعية، كل ذلك لم يُساعد في الماضي، ولن يساعد أبدًا في المستقبل.”
وحول الحلول الممكنة قالت المنقوش: “نحن الليبيين نعرف كيفية حل هذه المشكلة، ونحن نفهمها جيدًا، لذا نرجو الاستماع إلينا عندما نقول ما نحتاجه حقًا، وما نحتاجه واضح جدًا وليس صعبًا التفكير فيه وتنفيذه، نحتاج إلى فحص المهاجرين في حدودنا الجنوبية بطرق تحترم كرامتهم، وحقوق الإنسان ونحتاج إلى تقنية مراقبة تساعدنا على تأمين حدودنا”.
وتتابع المنقوش: “على سبيل المثال إذا فكرنا في حدودنا المشتركة مع تشاد، فهي تزيد عن 1000 كيلومتر، فكروا معي في هذا الأمر، هناك في الصحراء في تلك الظروف والبيئة الصعبة، كيف يمكننا تأمين الحدود بهذه الإمكانيات والموارد المحدودة، أضف على ذلك الوضع الأمني على الأرض”. (وال) ع م/ ر ت