إسطنبول 26 ديسمبر 2021 (وال) _ صدرت حديثًا رواية “دوار” للكاتب الفلسطيني السوري أحمد عزام، عن دار “موزاييك” للدراسات والنشر في إسطنبول.
تغوص الرواية، بحسب الناشر، في عمق السلوك البشري للبطل المهزوم الفاقد للقدرة والمسلوب الإرادة، هذا البطل الذي عاش على أحلام وردية قاوم بها قسوة التعذيب وسطوة الموت؛ خرج بعد سنوات من الإعتقال ليجد مساحات البشاعة في المجتمع تكاد تتفوق عليها داخل معتقله الذي ألفه لسنوات.وتسير أحداثها ضمن فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الأسبوع ابتداء من وصول البطل “تيسير” إلى الأراضي التركية، واصطدامه بواقع مخزٍ لا يمت إلى الواقع الذي عاش يحلم فيه، وهو صابر على كل آليات القمع والتعذيب؛ فيفجر في داخله كميات كبيرة من السخط لما عاينه من فساد في النفوس.
من أجواء الرواية:
“فُتح الباب الرابض في صدر الحيّ، فركضت الفتاة مذعورةً نحوه، ولمّا نزلتُ جاثيًا أراقبها تدخل البيت…! امتدت يد سحبتها من يدها وأغلقت الباب. بقيت جاثيًا على ركبتيّ مشدوهًا ومتجمدًا كأنني في لحظة انكشافٍ مباغتة على انهيار الزمان في عيني فتاةٍ صغيرة..! ظهري يتكوّر كحلزونٍ وأنا أعصر أطراف معطفي بأصابعي كمن يرغب بالقبض على خناقٍ أحدٍ ما؛ تلاشت طاقتي كلّها ووقعت مستندًا إلى يديّ فوق بقعة ماء تجمّعت في إحدى الحفر، رأيتُ صورتي في الماء، وتأملتُني طويلًا، جحافل من الرعب تتموجُ وتسكن قسمات وجهي، وجسدي تحوّل إلى كوخٍ مهجورٍ فقد أثاثه كله…”.(وال _ اسطنبول) ح م / ه ع