صدر حديثا عن دار المدى كتاب شِعري جديد للشاعر والروائي سليم بركات بعنوان “تنديدٌ روحانيٌّ” في (191) صفحة.
الكتاب، وفقا للناشر، عبارة عن قصيدة واحدة طويلة، مؤلفة من فقرات كثيرة متلاحقة. والملفت فيها توالي ثلاثة ضمائر في تركيبتها الشعرية هي: أنتم. هم. نحن. لكنها في المحصلة ضمير واحد مشمول بنقد عنيف وسخرية مريرة، ولوعة وانكسار يشبه اليأس.
وكان كتاب بركات “الأبواب كلها” (ترديد الصدى في التلاعب بأخلاق الليل)، الصادر عام 2017، قصيدة طويلة بدورها (265 صفحة) تفيض بهجاء للبشرية كلها، وكتابه الجديد “تنديد روحاني” هو استكمال ربما لذلك الهجاء، في فقرات مكثفة متلاحقة كأن كل فقرة معركة على جبهة من جبهات عصرنا المنكسر، وأضاف الناشر: بلغ بركات السبعين من عمره في سبتمبر الفائت 2021.
فهل هذه القصيدة هي خلاصة في وصف نكبة جيله؟ إنها طافحة بأحاسيس الإخفاقات العنيفة القاسية، والغضب من انسداد الأفق والصراخ في الاتجاهات كلها حتى الاختناق.
القصيدة الطويلة هذه هي الخيبة الأخيرة من الحياة كما ينبغي الاعتراف بها، و هي هجاء حزين جدا من شدة التمزق كشاهد على أن أي تغيير في حياة جيل الشاعر بات حلما من أحلام اليقظة.
ويلجأ بركات في تشكيل قصيدته إلى أسلوب شكل مسارا له في تقطيع الجملة الواحدة أحيانا كمسبحة انقطع خيطها، فتتبعثر الكلمات عن قصد واضح، في تشكيل بصري تستطيع القراءة إعادة ربطها من جديد كجملة واضحة التركيب.
كما اعتمد الشاعر على تقنية التكرار التصعيدي بحيث نحصل على مفاجأة بعد دورة من بعض الجمل على نفسها مثل مروحة. وعنوان الكتاب “تنديد روحاني” هو تلخيص مضمونه الواسع، فعلى مدى صفحات كثيرة متتابعة من نهاية القصيدة الطويلة هناك تنديد كل شيء بكل شيء في الوجود؛ بحيث تغدو المعاني غير راضية عن أي تعريف سابق: الكتاب قصيدة تقود الجنون إلى الجنون من نفسه.(وال الكويت). ح م / س خ.