بنغازي 16 يناير 2022 (وال) _ رصدت وكالة الأنباء الليبية الوضع العام لمنتزه بنغازي (البوسكو) كونه المنفس والمتنزه الرئيس لأهالي مدينة بنغازي، بإختلاف الشرائح العمرية والفئات والطبقات الاجتماعية، وذلك بعد انتشار عدة حملات لنشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول الوضع الصعب للحيوانات داخل منتزه بنغازي وافتقارهم للتغذية السليمة والعلاجات، وانتشار عدة أقاويل حول نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات بسبب الإهمال الطبي والغذائي.
الوضع الصحي للحيوانات داخل منتزه بنغازي
نفت الدكتورة (رحاب لا حيول) الطبيبة البيطرية لمنتزه بنغازي، الشائعات التي تناولت سوء التغذية للحيوانات داخل منتزه بنغازي, مؤكدة على توفر كافة أنواع التغذية واللحوم أيضا الخاصة بالحيوانات المفترسة، وأن قسم البيطرة متواجد دائما في حالة حدوث أي مشاكل صحية عارضة لأي حيوان.
و أشارت لا حيول إلى أن المنتزه ينقصه عدة أمور فنية أخرى نحتاج تسليط الضوء عليها غير الاكل الذي بطبيعة الحال متوفر بكميات كبيرة، أهمها أن الحضائر غير ملائمة وتحتاج صيانة
كما أن بعض الأرضية من الأسمنت، وهذا ما يخالف الطبيعة التي يحتاجها الحيوان اذ يفضل أن يكون على أرضية ترابية وهذا ما يسبب بعض أمراض المفاصل للحيوانات.
و أضافت لا حيول: أن القسم يعاني من شح الإمكانيات للموظفين حيث أن قسم الحجر للحيوانات، يوجد داخل قسم البيطرة أي مكان تواجد الأطباء والعاملين ودون توفر تهوية جيدة، مطالبة الجهات المختصة بضرورة توفر التأمين الصحي للعاملين، لوجود عدة أمراض مشتركة تنتقل من الحيوانات للبشر، ناهيك عن المشاكل الصدرية والتنفسية.
كما طالبت الطبيبة بعلاوة الخطر كونهم على تواصل مستمر ومباشر بالحيوانات، والتي قد تكون منها مفترس وغير امن.
زوار المدينة سببوا أضرار صحية للحيوانات
و بالحديث عن قلة تواجد الحيوانات داخل المنتزه ونفوق عدد كبيرة منها كما يشاع حدثنا السيد (عادل عبد الحميد ابن إسماعيل) رئيس قسم البيطرة بمنتزه بنغازي، موضحاً أن الحضائر المنتزه عبارة عن حضائر ليست حضائر تكاثر، وهذا ما قد يغيب عن المواطن، أي أن نكتفي بوجود حيوان واحد من كل فصيلة للعرض فقط.
وأكد أنه لا يوجد أي تقصير في الرعاية ولا يوجد نفوق حيوانات كما يشاع، بل هو العمر الإفتراضي وكبر السن للحيوانات.
هذا وقد أشار بن إسماعيل إلى أن في الطبيعي على سبيل المثال يعيش الفيل الهندي من 30 إلى 35 عام وهذه الفيلة تجاوزت 45 عام، وهذا أن دل يدل على توفر التغذية السليمة وعدم الإهمال من قبل العاملين بالمنتزه.
وأشار بن إسماعيل أيضاً إلى أن بعض الزوار يقوموا بتصرفات قد تسبب الضرر للحيوانات، وهذا بسبب قلة الوعي أهمها تقديم كميات كبيرة من الأكل والخبز مما قد يسبب إضطراب وتلبك معوي للحيوانات، ناهيك عن تقديم المأكولات والحلويات بالأكياس البلاستيكية مما يسبب لها.
الحيوانات ليست جائعة كما نعتقد
وأفاد بن إسماعيل أن من سياسية المنتزه أن يقوم بتجويع الحيوانات بعض الشي وتأجيل وجبة العشاء بعد مغادرة الزوار، والهدف منه ان يقترب الحيوان من الزوار وقضاء وقت ممتع
إذ تم تشبيع الحيوانات قبل قدوم الزوار لن يقترب الحيوان ولن يتحرك للزوار لأنه في حالة شبع تام، فنحن نؤجل وجبة العشاء لما بعد خروج الزوار لكي يتواصل الزوار مع الحيوانات لقضاء وقت ممتع، وهذا ما يظنه الزوار أن الحيوانات جائعة ولا تحصل على التغذية، لذا نطالب الزوار بعدم الإكثار من الخبز والأكل للحيوانات حيث لا يسبب لهم أضرار، فقد حدث لدينا تسممات وإسهال ويجب الإنتباه للأكياس البلاستيكية.
قسم الصيانة بمنتزه بنغازي يشرف على صيانة 6 ألعاب
وفي ذات السياق، قال رئيس وحدة الصيانة بالمنتزه السيد (طارق حمدي البوري) لوكالة الأنباء الليبية أن الألعاب داخل المنتزه تحتاج للتجديد، مشيراً إلى أن أجدد الألعاب دخلت منتزه بنغازي هي لعبة الصاروخ والجبل الروسي كانت عام 1995 تقريباً، حيث أن لكل لعبة عمر افتراضي.
وبين البوري أن قسم الصيانة يعمل بكامل جهده لتصليح الأعطال بالألعاب، و أن القسم قد انتهى من صيانة 6 ألعاب وتم تسليمها لقسم التشغيل لتحديد موعد تشغيلها بالتتابع،
موضحاً أن القسم يفتقر لعدة معدات وآلات حديث للصيانة والتطوير، وأن الألعاب التي سيتم تشغليها في الأيام القادمة هي ألعاب بسيطة للأطفال بجهد متواضع.
هذا وقد صرح البوري أن موظفين الصيانة أغلبهم في سن التقاعد، وأن القسم يفتقر للعاملين الشباب، مؤكدا على ضرورة توظيف عناصر جديدة حتى يتمكنوا من تدريبهم على الآلية الصحيحة للصيانة ولمواصلة العمل من بعدهم.
جهاز امن المنتزه لابد من توفير كاميرات ونقطة شرطة
وفي حوار مع السيد (صالح العرفي) مشرف الزيارات بمنتزه بنغازي مع (وال): ذكر أن المنتزه يفتقد لكاميرات المراقبة وهذا شيء أساسي في أي منتزه عائلي، وأداة مهمة لرصد أي انتهاكات داخل المكان، مشيرا إلى أن رجال الأمن داخل المنتزه يطالبون بتواجد نقطة شرطة للمنتزه ليكون لها حق الضبط، في حال حدوث أي طوارئ، وهذا ما ناشدنا به عدة مرات دون جدوى على حسب قوله.
كما طالب العرفي توفير ملابس خاصة تميز رجال الأمن داخل المنتزه وتعريفات شخصية، وهذه أبسط الحقوق التي تميزهم عن غيرهم وتكسب رجل الأمن خصوصية.
وتابع العرفي: أن رجال الأمن من البسطاء وذوي الدخل المحدود يواجهون صعوبة في تسيير أمورهم العائلية بسبب ضعف المرتبات، وأن أغلبهم آباء وأرباب أسر، خاصة بعد توقف علاوة التمييز التي كانت تساهم نوعا ما في تحسين وضعهم المعيشي.
وبالحديث على المرافق الموجودة داخل المنتزه أشار العرفي لوجود مرفق صحي داخل منتزه بنغازي، عبارة عن عيادة صغيرة للطوارئ في حالة وجود أي إصابة لأحد الزوار تقام بها الإسعافات الأولية، و يوجد بها طبيبة ومتواجدة في أغلب الأوقات إلا أن قلة قليلة من الزوار يعرفون هذه المعلومة، مشيراً إلى أن العيادة أيضا ينقصها الإمكانيات والمعدات الخاصة بالإسعافات الأولية.
لم يتم تقسيم أراضي المنتزه وكلها شائعات مغرضة
وفي حوار مع السيد (عبد الحكيم العبدلي) مدير منتزه بنغازي
أشاد بجهود كافة العاملين داخل منتزه بنغازي رغم قلة الإمكانيات وشح المرتبات، وضم صوته لصوت العاملين مطالباً بعلاوة الخطر والتأمين الصحي والنظر في مرتباتهم، موضحاً أن أسرة المنتزه تحاول جاهدة للتأقلم رغم ضعف الدخل.
وعن ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول تقسيم الأراضي بالمنتزه وبيعها أو الإتجار بها قال العبدلي، أن كل هذا شائعات مغرضة لا أساس لها من الصحة، وأننا جهاز نتبع للدولة وهو ملك عام لا يحق لأي شخص العبث به أو تقسيمه وبيعه.
أما بخصوص إمكانية التعاقد مع جهات خاصة للاستثمار داخل منتزه بنغازي واستغلال المساحات الشاسعة للمنتزه، قال العبدلي: ان توقف الألعاب وافتتاح عدة أماكن أخرى للترفيه داخل المدينة، كان له دور في خفض الإقبال على المنتزه وهذا ما أثر سلباً على الداخل العام للمنتزه، ويقتصر الاستثمار داخل المنتزه على الكافيات الموجودة وتأجير قاعة المناسبات، موضحاً أن المردود المادي لهذا الاستثمار هو ما يغطي احتياجات التغذية والنظافة للمنتزه.
وأفاد مدير المنتزه بخصوص الألعاب الجديدة أو إقامة استثمار ترفهي: أن المستثمرين كانوا يضعون شروط تعجيزية للإدارة المنتزه منها أن يتم التخلي عن كافة العاملين بالألعاب، وأن يقوموا هم بإستجلاب موظفين جدد لتشغيل الملاهي الجديدة، وهذا ما لم توفق عليه إدارة المنتزه، لذلك نطالب بتوفير الألعاب من جهات العامة للدولة، كونه المتنزه الرئيس والأكثر اتساعا واستيعاب داخل المدينة. (وال _ بنغازي)
تقرير: حواء سعد