بغداد 16 يناير 2022 (وال)- صدر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتابان جديدان للباحث والأكاديمي العراقي، الدكتور سيار الجميل، الأول بعنوان “الزعماء العرب.. بناة وطغاة في القرن العشرين”، والثاني بعنوان “زعماء العالم.. بناة وطغاة في القرن العشرين”.
يقول المؤلف في شرحه لكتابه الأول الذي جاء في 576 صفحة من القطع الكبير: كم نحن بحاجة ماسة إلى معرفة الزعماء العرب إبان القرن العشرين، سواء كانوا من البناة أو الطغاة. وتشكّل معرفتهم قيمة تاريخية للأجيال القادمة كي يتعلمّوا من التجارب التاريخية لأولئك الزعماء، والتعّرف على ثقل مسؤوليتهم وأزمنتها، وتلّون شخصياتهم المتنوعة، مع رصد تأثيرهم في عهودهم، أو بعد رحيلهم عن الحكم. هذا الكتاب يكشف تاريخيًا عن جوانب من فلسفة الزعامة العربية. وأزعم أنني كنت محايدًا، وقد توخّيت الدقّة والتحّري والموضوعية من دون الانسياق لمدح هذا، أو النيل من ذاك.. ويعتني محتوى الكتاب بمعنى الزعامات والبيوغرافيات، أو بأساليب الحكم، وفهم الشخصيات الزعاماتية المؤثرة.. كتاب لم يشمل كلّ الزعماء العرب، بل اختص بنماذج مؤثرة في بلدانهم، مع تباين أساليبهم وأخلاقياتهم، سواء من الرجال البناة في الإخلاص لأوطانهم وخدمة شعوبهم، أو حدوث العكس، فأضرّ الطغاة بها.. وسواء اختصرت في هذا، أو استطردت عن ذاك، فثمّة فروقات بين الزعماء العرب، وما سجلهُ كلّ واحد منهم في تاريخه من سلبيات وإيجابيات معًا… وكم وجدنا من زعماء عرب أّذكياء ودهاة مقارنة بعدد من الأغبياء والعتاة الجناة!
ويقول المؤلف في شرحه لكتابه الثاني الذي جاء في 560 صفحة من القطع الكبير: يهتم العالم اليوم بالوقوف عند الزعماء وتحليل مواقفهم وقراراتهم ودرس تجاربهم. ولقد وجدت من الأهمية التاريخية أن أقدّم هذا الكتاب للثقافة العربية، وهو يتضمّن رؤية مؤرخ متواضع لعدد من الزعماء في تاريخ العالم المعاصر، إذ خصصت عن كلّ زعيم من أبرز الزعماء رؤية نقدية، وتوقّفت عند بعض المفاصل التاريخية في تكوين الزعيم وبيوغرافيته، أو في مناقشة بعض مواقف زعماء كان لهم تأثيرهم ومواقفهم وأدوارهم.. وقد وجدت من خلال التاريخ المقارن تارة، والتاريخ الموازي تارة أخرى، أن ثمة رجال دولة من البناة، وثمة رجال سلطة وصلوا إلى سدة الحكم صدفة، أو أن القدر جاء بهم إليها، فكانوا من الطغاة الذين غدوا سببًا في خراب مجتمعات، أو إشعال حروب داخلية وخارجية، وحرق موارد، وتعاسة مستقبل.. في هذا الكتاب، لم أقتصر على زعماء رجال، بل للنسوة نصيب كبير أيضًا، إذ شهدنا بروز زعيمات متنوعات في الشرق والغرب.. إن مضامين هذا الكتاب لا تقتصر على مجرد تراجم وبيوغرافيات وسير، بل يعالج جملة من الأفكار والمشروعات، ويحلل مزيدًا من الآراء والأحداث، متوخيًا الموضوعية ما استطعت، ومن خلال منهج نقدي تاريخي مقارن، وبقدر ما استعنت بجملة مراجع مهمة أعانتني في فهم زعماء العالم.(وال) ح م / ر ت