الكويت 16 يناير 2022 (وال)- صدرت حديثًا للشاعر العراقي صفاء خلف مجموعة شعرية – نثرية جديدة بعنوان “قريبًا من السَّطح وعميقًا في الهواء”، عن دار شهريار للتوزيع والنشر، وهي المجموعة الثانية له عقب المجموعة الأولى “زنجي أشقر” التي صدرت ببغداد عام 2011.
وتضمنت المجموعة عددًا من التخطيطات غير المنشورة للتشكيلي العراقي صدام الجميلي، نُفذت قبل نحو 10 أعوام.
المجموعة، وفقًا للناشر، تسرد نثرًا أحداثًا وأقاصيص وحكايات وتأملات ويوميات ومشاهدات بدءًا من بيت النازحين إبان الحرب العراقية – الإيرانية، حيث ولد الشاعر في البصرة – جنوب العراق، ومآسي حرب الخليج الثانية (1991)، والتجربة المُرّة ما بعد 2003، وما تلاها من الانتقالات، مرورًا بالمُدن التي أقام بها ناشئًا ومطاردًا ومرتحلًا كالبصرة، بغداد، الكوفة، بيروت، باريس وبرلين، كأنها حفرية تاريخية تستقصي تحولات المكان والزمن، وتعيد إنتاج اليوميات بوصفها شهادة قيّمة على حياتنا المضطربة.
ويصف الروائي وأستاذ الأدب في جامعة البصرة، لؤي حمزة عباس، السيرة النثرية لصفاء خلف بأنها: “إيجاز مقتصد لوقائع حياتنا التي تقاسمتها مدنٌ لا تُشبه بعضها”، مضيفًا أن القصيدة لدى خلف نشدانا مستمرا للحريّة وتطلّعًا لسماواتها الرفيعة (…) دون أن تتخلّى قصيدته عن حسِّها الماكر المغلّف بأسى لا يخلو من تعاطف مع الناس والأشياء. وفي هذه التجربة الجديدة لخلف، ثَمَة سرد شعري يستثمر تقنيات الكتابة الجديدة، ويستكشف مدى شفافية اللغة وتوظيف طاقاتها الحسيّة وجماليات الصياغة الشعرية للتعبير عن الهموم اليومية والمآزق الاجتماعية والاغتراب وتحولات الناس والأمكنة عبر 32 نصًا اشتملت عليها المجموعة التي تصدرتها افتتاحية مشبعة بروح صوفية: (لِلأيام فَراسَتها؛ وللزَّمَنِ نارهُ التي تُنضِجُ البَشَرْ/ فَمَنْ يَفْتَح باب المَودَّةِ، المُحْكم بالظنونِ السَّيْئَةِ؟).
ويبرز المكان في السيرة النثرية بوصفه البعد الأكثر تأثيرًا على الشاعر، ولا سيما مدينته البصرة التي تحولت من مكان بهيج لامع تحت شمسٍ فوارة الى “شَهْوَةٌ مُرِيبَةٌ، وَهيَ تَتَحَولُ إلى مَكَبٍ للمِلْحِ المَغزولِ بِالنِفْطِ المُتفَجِرِ كَعيونِ الًأفاعي المُظلِمةِ”.
صفاء خلف: شاعر وناقد، مواليد البصرة 1982، ناشر ورئيس تحرير مجلة “نثر” الفصلية (2010 – 2011)، عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، من مؤسسي نادي الشعر في البصرة في دورته التأسيسية (2007 – 2008). له عشرة كتب شعرية مشتركة مع شعراء آخرين أحدها باللغة الدنماركية. نقديًا له: “أقنعة القصب – قراءات سيكولوجية في قصيدة النثر” بغداد 2012. حائز على جائزة (نسيج) لأفضل كاتب وصحافي عن قضايا التنوع الثقافي والتعددية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والممنوحة من الوكالة الفرنسية للإعلام الدولي (CFI)، ومؤسسة سمير قصير، ومؤسسة أديان للحوار (2017). صدر له في عام 2019، الكتاب الاستقصائي (العراق ما بعد “داعش” – أزمات الإفراط بالتفاؤل) عن دار الكتب العلمية، بغداد – بيروت. وله (وشم النورس – كتاب استعادي عن الروائي والشاعر العراقي الراحل حميد العقابي) دار قناديل – بغداد 2019. (وال) ح م/ ر ت