المغرب 29 يناير 2022 (وال) _ صدر حديثًا عن دائرة الثقافة في الشارقة كتاب “الذاكرة وآليات اشتغالها في الرواية العربيّة” للناقد المغربي عزيز العرباوي.
ويمثل هذا الكتاب، وفقًا للمؤلف، محاولة لدراسة الذاكرة ومدى اشتغالها في الرواية العربية من خلال مقاربته لنصوص روائية متميزة استطاعت أن تستند إلى الذاكرة كمنهجية ومنهج للسرد الروائي، وتقديم المعرفة للقارئ المتلهف إلى ما يعيده إلى ماضيه البعيد والقريب معًا.
وجاء في تقديم المؤلف: سنقف في الفصل الأول والذي خصصناه للمدخل النظري والمفاهيم الإجرائية، على المباحث التالية: الذاكرة وآليات بناء المعنى، وعلاقة الذاكرة بالتاريخ من خلال استفادة الواحدة منهما من الأخرى في عملية الكتابة السردية، والذاكرة الثقافية والهوية السردية، والذاكرة والسرد: التأويل وإنتاج المعنى، الذاكرة والتخييل الروائي: آليات بناء المعنى.
في حين سنحاول في الفصل الثاني، أن نقارب رواية “الديوان الإسبرطي” للروائي الجزائري عبد الوهاب عيساوي التي استطاعت أن تحصل على جائزة البوكر العالمية في صيغتها العربية لعام 2020م، باعتبارها رواية تاريخية أولًا ورواية تعيد الاعتبار للهوية الجزائرية ثانيًا والتي اكتوت بظلم الاستعمار الفرنسي والغزو العثماني في حقبة تاريخية مظلمة من تاريخها. أما في الفصل الثالث فسنحاول تحليل رواية “حصن التراب: حكاية عائلة موريسكية” للروائي المصري أحمد عبد اللطيف والتي استغلت مخطوطات تاريخية حفظتها عائلة بسيطة عاشت في مرحلة من تاريخ الأندلس وعانت كما عانت كل الأسر المسلمة والعربية في تلك الحقبة من الأحكام الظالمة والقرارات الجائرة التي اتخذتها السلطات السياسية الكاثوليكية ضدها، وأخطرها تلك الأحكام القضائية ضد النوايا والمعتقدات الشخصية لدى الناس.
ويمكن القول إن هذه الرواية تمثل بامتياز تعبيرًا عن وعي عربي ما زال يعاني من تبعات التاريخ وهزائمه وسقطاته. بينما في الفصل الرابع، وللوقوف على أهمية الصور التخيلية لدى الروائي العربي بالخصوص، سنحاول الوقوف على أهم تجليات التخييل في رسم ملامح الوعي الفردي لدى الشخصيات الهشة في الواقع المفروض عليها، وفي تحديد أهم السمات المحددة للذاكرة الفردية في تأويل المواقف السياسية والاجتماعية لدى الشخصيات الهشة المأزومة والمغلوب على أمرها في المجتمع الكويتي من خلال رواية “في حضرة العنقاء والخل الوفي” للكاتب الكويتي المثير للجدل إسماعيل فهد إسماعيل.
أما في الفصل الخامس فسنعمل على مقاربة رواية “الحي الخطير” للشاعر والروائي المغربي محمد بنميلود والتي تعبر عن هوية مغربية غير متحولة بفعل الاختراقات الثقافية والفكرية والاقتصادية التي تمارسها قوىً داخلية وخارجية.
كما تعبر عن هوية الإنسان المغربي الحقيقي الذي يخضع لشروط الوطنية الحقيقية وشروط التجربة الاجتماعية المرتبطة بالثقافة الشعبية البسيطة التي تكونت في فضاءات متداخلة تمدنا بالثقافة الرمزية والتصور الواعي للمجتمع المغربي المنتشر في الأحياء الهامشية والفقيرة الشعبية الغارقة في المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ولكنها لا تفرط في ارتباطها الهوياتي والقومي والإنساني.
وفي نهاية المطاف سنحاول أن نقف على أهم القضايا التي تطرقنا إليها في فصول الكتاب في خاتمة مختصرة وموجزة.(وال _ المغرب) ح م / ه ع