بنغازي 08 فبراير 2022 (وال)- الإبحار عبر الإنترنت قد لا يجعل رحلتك دائما تنتهى بشاطئ الأمان؛ فالقراصنة الرقميون يجيدون اللعب بشباك العنكبوتية، فيلقي بك موج أهمالك لقواعد السلامة إلى قاع اختراق بياناتك الشخصية، وباختلاف سلة الأسباب إلا أن بئرها أهداف غير مشروعة.
العالم يحتفل اليوم الثامن من فبراير من كل عام بيوم العالمي للإنترنت الآمن Safer Internet Day والذي أصبح حدثًا بارزًا في تعزيز مفهوم السلامة الرقمية والأمان عبر الإنترنت، وهي مبادرة للاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية منذ عام 2004.
التقنيات الخبيثة
بتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت لقرابة 4.6 مليار حول العالم، تستمر التطورات الرقمية في إحداث ثورة في حياة الإنسان، فلقد حذرت وكيلة الأمين العام لشؤون نزع السلاح السيدة إيزومي ناكاميتسو أمام مجلس الأمن في جلسته منتصف العام الماضي والتي تركزت حول مناقشته السلام والأمن في الفضاء السيبراني، من إن “التقنيات الرقمية تعمل بشكل متزايد على إجهاد المعايير القانونية والإنسانية والأخلاقية، والاستقرار الدولي، والسلام والأمن.
علاوة على ذلك، تعمل التقنيات الرقمية على خفض حواجز الوصول وفتح مجالات محتملة جديدة للنزاع – مما يمنح القدرة على شن هجمات، عبر الحدود الدولية، وفق المسؤولة الأممية.
الجرائم الإلكترونية
تشير الاحصائيات أنه خلال عام 2022؛ سيتم توصيل ما يقدر بنحو 28.5 مليار جهاز بالإنترنت، بزيادة كبيرة عن 18 مليار جهاز في عام 2017، ومن المعلومات المضللة إلى تعطيل الشبكات المتعمد، حدثت قفزة هائلة في السنوات الأخيرة في الحوادث الكيدية التي تستهدف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) التي تقوض الثقة بين الدول وتهدد البنية التحتية الحيوية التي تعتمد عليها.
فلقد أشارت السيدة ناكاميتسو إلى قلق الأمين العام بشأن الهجمات الإلكترونية المتزايدة على مرافق الرعاية الصحية أثناء جائحة كوفيد-19، ودعت المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود لمنعها ووضع حد لها.
معركة الجميع
وقالت الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح إنه في حين أن المسؤولية الأساسية عن الأمن الدولي تقع على عاتق الدول، فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي جزء لا يتجزأ من المجتمعات، ولمستخدميها أيضا دور يلعبونه في تأمين الفضاء السيبراني.
وأضافت : “تساهم وجهات النظر من القطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية في جزء فريد ومهم من الحل الجماعي للأمن السيبراني الذي يسعى إليه المجتمع الدولي”.
وتتناول أجندة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن نزع السلاح، تقنيات الجيل الجديد التي تشكل تحديات أمام “المعايير القانونية والإنسانية والأخلاقية القائمة، وعدم الانتشار، والسلام والأمن.
خسائر مالية
كلفت هجمات القراصنة والجرائم الإلكترونية بأنواعها المختلفة الاقتصاد العالمي أكثر من 6 تريليونات دولار العام الماضي 2021 فقط، ويتوقع أن تكلف هذه الجرائم الاقتصاد العالمي نحو 10.5 تريليونات دولار سنويا بحلول عام 2025، وفق ما ذكرت “مجلة الجرائم الإلكترونية” (Cybercrime Magazine) في تقرير لها مؤخرا.
وفي الحقيقة، إذا تم قياسها كدولة، فإن الجريمة الإلكترونية ستكون ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، ويمثل هذا أكبر سرقة للثروة الاقتصادية في التاريخ، والضرر الناجم عن هذه الجرائم أكبر بشكل كبير من الضرر الناجم عن الكوارث الطبيعية في عام واحد، وهو أيضا أكثر ربحية من التجارة العالمية لجميع أنواع المخدرات غير المشروعة مجتمعة وفي كافة دول العالم.
استطلاع
في اليوم العالمي لخصوصية البيانات؛ فقد أكد نحو 80 % من المشاركين في الاستطلاع في العالم العربي عبر تطبيق “فايب”؛ أنه من الممكن أن يقوموا بتغيير تطبيق المراسلة الذي يتصلون من خلاله مع العائلة والأصدقاء بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية.
أين نحن
ليبيا ليست بمعزل عن العالم؛ ففي العقد الأخير شهدت حوادث عدة منها الاختراق الفكري لفئات الشباب والأطفال الذين باتت تطبيقات التواصل الاجتماعي وسيلتهم الأقوى في قتل الوقت والتعبير والولوج إلى العالم الآخر، وكغيرنا شاهدنا جرائم للابتزاز والتنمر والتشهير والتشويه وغيرها، والإنسلاخ الاجتماعي من مجتمع الأفراد إلى رقمية العنكبوتية.
وفي محاولة لتأطير قانوني لمستخدمين المحلين للإنترنت، وحماية لكينونة المجتمع الليبي وخصوصيته وإعداد مقترح تشريعي يحمى أبناؤنا وبناتنا من رواد العنكبوتية ؛ تنادى بعض من المهتمين والمختصين من نشطاء المجتمع المدني وأرتأوا تكثيف جهودهم عبر إنشاء جسم قانوني يتسنى لهم من خلاله العمل ضمن هذا الهدف بإشهار الجمعية الليبية للإنترنت الآمن نوفمبر عام 2021.
وفي الختام
اليوم أكثر من 170 دولة تحتفل باليوم العالمي للإنترنت الآمن من بينها ليبيا، وأمام تنافس المطورين لصنع أنظمة وبرامج تحمي المستخدمين، وتحافظ على خصوصيتهم .. فهل سنشاهد تصاعد حملات لتوعية بمخاطر استخدام الإنترنت مسترشدًا بتجارب محلية عان أبطالها ويلات الاستخدام الخاطئ لهذا التقنية ..؟
(وال) هــ ش/ر ت
تقرير | هدى الشيخي