بنغازي 21 فبراير 2022 (وال)- وصف نازع ألغام تابع لمؤسسة “لا للألغام ومخلفات الحرب” خليفة العوكلي، خطوة اقتحام عدد من المواطنين خلال اليومين الماضيين “عمارات الصينية” بمنطقة قنفوذة بالخطير للغاية، وذلك نتيجة عدم تمشيط هذه المنطقة كليا بعد الحرب، واحتوائها على أنواع عديدة من الألغام والمفخخات المدفونة والتي لم تنزع بعد.
وقال خليفة العوكلي – في تصريح لوكالة الأنباء الليبية: “أتوقع حدوث انفجارات لبعض الألغام الموجودة هناك في الأيام القادمة، لأنه منذ أسبوعين فقط قمنا بتفكيك لغم دبابات مسلح خلف الحضيرة الجمركية بمنطقة قنفوذة، وهي منطقة سكنية بشارع ترابي، كان اللغم مزروع بها وقابل للانفجار، وقمنا بفضل الله بالتخلص منه، الأمر الذي يجعلنا ندعو المواطنين بعدم التهور والدخول لهذه المناطق التي لازالت مملوءة بالأشراك المعروفة بالعامية بالمصائد والمساطر، بالإضافة لوجود ألغام آلية”.
وتابع خليفة العوكلي: “لازلنا حتى الآن نقوم بتفكيك العديد من الألغام، حتى بالمناطق المأهولة بالسكان؛ كمنطقة البلاد التي توفي فيها منذ شهور قليلة مواطن انفجر به لغم، فكيف سيكون الحال في مثل هذه الأماكن المهجورة كالعمارات الصينية، والتي تم إيجاد فيها منذ يومين رفات خمس جثث مجهولة الهوية”.
وتابع العوكلي: “نتيجة لقلة الإمكانيات التقنية التي منعتنا من ممارسة دورنا بشكل أفضل، فنحن نعمل نحن كمؤسسة خيرية تطوعية غير ربحية منذ 2011، نقوم بنزع الألغام من المنطقة الممتدة من أجدابيا حتى سرت، دون أن نتمكن من الحصول على معدات وكاشفات ألغام، التي يتم الآن استخدامها في الجنوب الليبي بشكل غير قانوني للتنقيب عن الذهب، وللبحث عن الآثار في المناطق الآثرية وتهريبيها، فهذه المعدات الخاصة مهمة جدا، لمساعدتنا بالعمل والتي نستطيع من خلالها الإمضاء على خلو بعض المناطق من تلوث الألغام ومخلفات الحرب”.
وأوضح العوكلي أن “المؤسسة لم تتلقي أي دعم حكومي، وأن المركز الليبي للألغام ومخلفات الحرب ومقره القانوني مدينة مصراته، كان قد دعمنا سنة 2013، بمعدات وكاشفات ألغام، ومع بداية تحرير مدينة بنغازي سنة 2016؛ استرجع ما قام بتسليمه لنا بحجة إننا لم نستوفي البيانات الإدارية المطلوبة، وأن عملنا مقتصر بمجهودات أعضائه وإمكانيات متواضعة”.
من جهته، شدّد عضو اللجنة العليا للإفتاء والشؤون الإسلامية فضيلة الشيخ إبرهيم بالأشهر، على عدم جواز مثل هذه الأفعال، قائلا: “أموال الآخرين من المؤمنين معصومة، فالنبي صل الله عليه وسلم قال فإن أموالكم ودمائكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا”، وقوله صل الله عليه وسلم ” كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”، وقوله “لا يحل مال إمرء مسلم إلا عن طيب نفس منه”، فهذه الأحاديث تدل على حرمة أموال المسلمين، فهذه المساكن سواء أكانت ملكا للدولة أو لأحد من المواطنين، لا يجوز الاعتداء عليها، وأن حرمة الاعتداء على أموال أو أملاك الدولة أشد تحريًما”.
وتابع بالأشهر: “يقول النبي صل الله عليه وسلم”لعن الله من غير منار الأرض”، أي العلامات التي تحدد الأراضي؛ فلا يجوز الاعتداء عليها أو تغييرها أو أخذها بغير حق ومن فعل ذلك فهو ملعون، وأنصح كل من زين له الشيطان وقام بالتعدي على أموال أو مساكن أو أراضي أحد غيره بغير حق، سواء أكانت للدولة أو للمواطنين؛ أن يتقي الله سبحانه وتعالى، فالوعيد شديد لقول النبي صل الله عليه وسلم (من اقتطع شبرا بغير حق طوقه الله يوم القيامة بسبع أراضين).
يُشار إلى أن مشروع “العمارات الصينية” ببنغازي يتكون من 20 ألف وحدة سكنية، وهي ملك جهاز مشروعات الإسكان والمرافق، بإشراف فني لمجموعة هانمي الكورية ( Hanmi Global)، وتنفيذ الشركة الوطنية الصينية للإنشاءات الهندسية المحدودة – فرع ليبيا (سي أس سي سي).
ويتكون المشروع من 20 ألف وحدة سكنية كاملة المرافق من بنى تحتية ومساجد وأسواق ومدارس وطرق وإنارة وحدائق، ويقع المشروع على مساحة 1800 هكتار، وقد كان يعمل في الشركة قبل مغادرتهم البلاد بعد قيام ثورة فبراير، نحو 11 ألف عامل وفني ومهندس وإداري صيني، بالإضافة إلى العديد من العمال والموظفين الليبيين.
وبدأت سلسلة اقتحامات المواطنين للمساكن غير مكتملة البناء في مدن أجدابيا وبنغازي، عقب إعلان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة – في كلمة ألقاها أثناء الاحتفال بذكرى ثورة السابع عشر من فبراير بطرابلس – منح هذه الشقق السكنية بالإضافة إلى قروض للشباب. (وال) ف و/ ر ت
كتب: فاطمة الورفلي