بنغازي 23 فبراير 2022 (وال) – رغم توقف الحرب في البلاد لأكثر من سنة وبدء مرحلة جديدة، إلا أن أزمة النازحين لا زالت تتصدر المشهد الإنساني، وتتفاقم يوماً بعد يوم، حيث يعيش نازحي بعض المدن الليبية داخل مدينة بنغازي، أوضاعا إنسانية صعبة ترويها مخيمات نزوحهم ودموع نسائهم و أطفالهم.
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ليبيا، قدرت عدد النازحين داخليا والمسجلين لديها بأكثر من 278 ألف شخص بانتهاء عام 2020م، وتؤكد في تقرير لها أن عدد النازحين تراجع قليلاً عن عام 2019م نتيجة لوقف إطلاق النار، فيما لم تسجل أي أرقام رسمية عن أعداد المهجرين الليبيين خاصة في دول الجوار مثل (مصر وتونس).
وتقول المفوضية، إن الأضرار التي لحقت بالبينة التحتية العامة والإسكان، تمثل العقبة الرئيسية التي تحول دون عودة الأسر النازحة إلى ديارهم، مشيرة إلى الأضرار التي لحقت بمنازلهم ونقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء وإمدادات المياه ومرافق النفايات.
_ وكالة الأنباء الليبية_ زارت النازحين المتواجدين داخل مقر القرية السياحية ببنغازي، وسلطت الضوء على حياتهم المعيشية في ظل غياب أبسط احتياجاتهم الأساسية وليست الثانوية.
مقر متهالك
المواطن (بوعجيلة العجيلي) النازح من مدينة العجيلات يروي لمراسل (وال) مأساة نزوحه قائلاً: نعيش في هذا المقر “القرية السياحية” وهو غير صالح للعيش فيه لأنه متهالك، ولكن الحاجة جعلتنا نرممه على حسابنا الشخصي، بشكل مبدئي لنستطيع البقاء فيه.
ونوه إلى أنهم يعيشون في بيئة متعفنة وغير نظيفة، وسط خزانات الصرف الصحي المتهالكة، إضافة إلى الإنقطاع الدائم للكهرباء وغياب الماء.
تجاهل المسؤولين
وتابع (العجيلي): منذ قدومنا إلى مدينة بنغازي والنزوح فيها لم يأتي إلينا أي مسؤول لتفقدنا وتفقد حالتنا الصعبة، فنحن لا نملك مرتبات للعيش بها، ومسؤولون عن أسر نتعذب كثيراً حتى نوفر إحتياجاتها.
معاناة الأطفال
ويكمل المواطن (عبد الحسن علي) النازح من المنطقة الغربية: تهجرنا من مدينة “سيدي السايح” منذ أكثر من سنة بسبب الحرب التي كانت قائمة في ذلك الوقت، ولكن استقبال الأهالي في مدينة بنغازي ومساعدتهم لنا خففت علينا صعوبة الموقف، خصوصاً بعد إيقاف مرتباتنا بسبب نزوحنا.
وأوضح: أن لديه ثلاثة أطفال من ذوي الإعاقة، يحتاج أحدهم إلى عملية مستعجلة في منطقة الحوض وهي عملية مكلفة جداً تصل إلى عشرة آلاف دينار ليبي، مناشداً الجهات المسؤولة النظر إلى حالة أطفاله، وتقديم المساعدة اللازمة لهم.
و أشار (عبد الحسن) إلى أن هذه الحياة لا يستحقها المواطن الليبي داخل دولته، وعلى المسؤولين فهم ذلك جيداً.
وعن منطقة الجنوب تقول المواطنة (مبروكة عبد المجيد): جبرتني الظروف للنزوح من الجنوب إلى بنغازي، حتى أتمكن من علاج ابنتي، لأن علاجها لا يتوفر في مناطق الجنوب، ولها 6 سنوات تتعالج في بنغازي، فالخدمات الطبية منتهية في الجنوب ولا حياة لمن تنادي لوزارة الصحة.
الافتقار للمال
ولنفس السبب نزحت المواطنة (سالمة علي) حتى تتمكن من البدء في علاجها الطبيعي، و الذي تقول أنه كلفها الكثير من المال إلى جانب ضرورة سفرها لدولة مصر حتى تبدأ في جلسات العلاج.
هذا ولا يختلف وضع نازحي منطقة “البلاد” في بنغازي عن نازحي باقي المدن، فتقول المواطنة (عائشة الفاخري) لمراسل (وال): نزحت من منطقتي منذ حوالي 6 سنوات بعد تهدم منزلي، وأصبحت عندها أتنقل من منزل إلى منزل، لكن لم استطع الاستمرار في دفع الإيجار، الأمر الذي اضطرني للقدوم إلى القرية السياحية والعيش فيها رغم غياب مقومات الحياة داخلها.
وفي الختام، إلى متى سيظل الليبيين نازحين ومشردين داخل وطنهم ؟ وهنا نترك باب الإجابة مفتوح لأصحاب الضمير. (وال – بنغازي)
تقرير: هند عيسى
جميع الحقوق محفوظة وكالة الانباء الليبية .