بنغازي 08 مارس 2022 (وال) _ يعتبر ميثاق الأمم المتحدة عام 1945م، أول وثيقة دولية تؤكد مبدأ المساواة بين الرجال و النساء، ليصبح أول يوم دولي للمرأة “الثامن من مارس 1975م”، حيث اعتمدت الجمعية العامة بعد عامان قرار يقضي بإعلان الأمم المتحدة ليوم عالمي لحقوق المرأة و السلام الدولي، و يترك خيار تحديده لدول الأعضاء كلا وفق تقاليده التاريخية و الوطنية.
كما أنه يعد بمثابة دعوة للعمل من أجل ترسيخ التكافؤ بين الجنسين، و يهدف هذا العام 2022 إلى الإحتفال بإنجازات المرأة و الرفع من مستوى الوعي و المساواة و التمكين لها، و الضغط من أجل التكافؤ بين الرجل و المرأة و جمع التبرعات للجمعيات الخيرية التي تهتم بالإناث.
آراء في اليوم العالمي لهن
وبالسؤال هن أنواع التحيز و التحامل التي تتعرض لها حواء في مجتمعنا ؟ .. تعتقد الصحفية و الكاتبة (خلود الفلاح) أن اليوم العالمي للمرأة يشبه الكذبة أو المزحة الثقيلة, متسائلة (وإلا فماذا يعني تعرض النساء للعنف والتحرش والإهانة وسلب الحقوق، بشكل يومي وإن بدرجات متفاوتة. يضاف لذلك التنمر الإلكتروني الذي بدا واضحاً هذه الأيام، والذي يطال السيدات المتصدرات للمشهد في ليبيا ، البلد الغارق في الحروب والصراعات منذ عشر سنوات، فإن النساء يتعرضن فيه للذل في طوابير المصارف، والنوم أمام أبوابه ونساء سقطن ميتات، وكثيرات تعرضن للعنف بكل أشكاله الجسدي واللفظي، والحرمان من الإرث، والحرمان من الأبناء، والحرمان من منح جنسيتها لأبنائها إذا تزوجت بغير الليبي، والحرمان من التعليم، إضافة إلى زواج القاصرات).
و ترى الفلاح: أنه وبالرغم من وجود القوانين الرادعة، إلا أن المجتمع الذكوري قادر على لجم أحلامهن، لذلك تفضل الكثيرات عدم التقدم بشكاوى قانونية بسب بالخوف من نظرة المجتمع الدونية، ( أنواع التحيز هو المجتمع الذكوري، وهذا من الصعب تغييره بسهولة).
بينما تؤكد (راجية محمد الخفيفي) _ لوكالة الأنباء الليبية _ مدير الإدارة الأوروبية بديوان وزارة الخارجية و التعاون الدولي بالمنطقة الشرقية قائلة: ( رفع الإسلام من مكانة المرأة وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه ، النساء في الإسلام هن شقائق الرجال ، فالمرأة هي الأم والأخت والأبنة والحفيدة والقائمة تطول لذلك، لا للتحيز لا للإقصاء يجب على المجتمع الرجالي أعنيها الكلمة بالرجالي الذكوري أن لا يستهينوا بقدرات تلك الإقونة الرائعة التي صنعت الأجيال في كل الميادين).
وتأمل الخفيفي أن تساعد النساء بعضهن للوصول إلى إمكاناتهن الكاملة في المجتمع، والتغلب على التحييز بمجمل أشكاله و أركانه.
إسماع صوت المرأة
هذا وجاءت في رسالة المديرة العامة لليونيسكو (أودري أزولاي) بمناسبة اليوم الدولي للمراة 2022م (لا يزال يتعين علينا أن نقطع شوطا طويلاً لتحقيق المساواة بين الجنسين ،إذ لا يمثل دخل المرأة على الصعيد العالمي سوى 77% من دخل الرجل، حيث تشير تقديرات اليونسكو إلى أنه لا يوجد سوى إمرأة واحدة من بين كل ثلاثة باحثين. وتمتلك النساء أقل من 20% من مجموع الأراضي، وتشير التقديرات إلى أن النساء 80% من النازحين بسبب تغير المناخ) .
ودعت أوزولاي: الدول الأعضاء إلى تمكين النساء و الفتيات حتى يتسنى لهن الاضطلاع بدور الريادة في المساعي الرامية, لتحقيق عالم أكثر استدامة، مؤكدة على أنه يمكننا أن نضمن إسماع صوت المرأة سواء كان همسا أو كلاما أو صراخا.
قصة الثامن من مارس
قبل أكثر من نصف قرن خرجت آلاف النساء للتظاهر في شوارع نيويورك احتجاجا على الظروف غير الإنسانية اللاتي كن يجبرن على العمل فيها، فبينما كان نصيب الرجال 10 ساعات حظين ب 16 ساعة يومياً ، و بالرغم من تدخل الشرطة لتفرقت المتظاهرات، إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين لطرح مشكلة المرأة العاملة للنقاش و النظر في الحلول .
و في رواية أخرى، خرجت الروسيات احتجاجا على الخبز و السلام عام 1917م الأحد الاخير من فبراير _ الذي يوافق في التقويم الغريغوري المستخدم لدى بعض دول أوروبا الثامن من مارس، و ساهمت هذه المسيرة في تنازل القيصر عن عرشه بعد أربعة أيام من الاحتجاجات المتواصلة، فتمنح الحكومة الجديدة حق التصويت للمرأة قبل أن تتمتع نساء الولايات المتحدة بنفس الحقوق بثلاث سنوات. (وال _ بنغازي)
تقرير: هدى الشيخي