الشارقة 10 مارس 2022 (وال) _ صدرت حديثًا عن دار الفارابي المجموعة الشعرية “سمفونية اللَّهب” للشاعر “دريد عوده”، وهي أناشيد صوفية، كما يدلّ على ذلك غلاف المجموعة.
من الكتاب: هنا تخرج الأناشيد من مدارات الجَرْس الشعري إلى مداراتٍ نورانية عليا: ترقص نوتّاتُ الموسيقى على إيقاع الضوء، تُراقِص الشموسَ المنظورة وتلك المحتجِبة في غِلالة الأسرار.
شعاع النور هنا قوسٌ يُلَحِّن سمفونيات اللَّهب على كمان الينابيع وقياثير الأنهر وأوتار الزبد، والشمس، عصفورة النار، تغنّي أناشيدها السماوية فوق دقائق وزّال الفجر وأشواك المغيب، والبحر، أرغن الحياة، يُودِع أنغامه في الصَّدَف – ذاكرة الشطآن الذهبية: تعالي نغرف المدَّ والجَزْرَ/ بأصداف الحنين/ تلك الآهاتُ، آهاتُنا/ قياثيرُ لهب/ تعالي نجمع جسدَيْنا/ من نشوة الشغف/ وطيفَيْنا/ من زبد الينابيع.
هنا الغابة كورس الأرض، والأجنحة أوراق الشجر: وسمعَتْ عصافير الغابة ترنيمتي/ كانت تتنقّل خلفي وحولي لتأكل من لحني وتغنّي/ تغرف زقزقاتها من بيدري وجدولي الشادي/ فالعصافير تأكل من السنابل قمحَها/ وهمهماتِ النسيم هنا تغدو خفقاتُ القلب تراتيلَ عطاء: مسيحٌ في كفّي – كنتُ أُطعِم العصافير. وكانت إلهة الغابة/ تجمع وجهي عن وجه الماء/ وذاب الحنين سواقي غنّاء/ وبكاء وحبّي ذاب في يدي مسيحًا/ يُطعِم الفقراء.
هنا تغدو الأجسادُ المتعانقة فوق صفيح صقيع المسافات توائمَ نار وشعلةَ أشواق كانت تَغسِل ظلّي بدمعها/ وقدَحَ خيالي شمسًا/ وظلالُنا الكثيرة قدحَتْ وردًا وعطرًا: هنا الجسد سمفونية الزمان: ترابي سَيْلُ السَّحاب/ طيفي وديعةُ الريح/ تحفرني أزاميلُ البروق/ في اللامكان/ في كلّ مكان. والأرواحُ أجنحةُ قوس قزح: انظرْ/ هذه كوكبة أوريون/ تبسُط أنوارَها أغصانًا للأجنحة القادمة من بعيد.(وال/الشارقة) ح.م