بنغازي 13 مارس 2022 (وال)- طالما تؤكد شركة المياه والصرف الصحي سهل بنغازي دائمًا أن التلوث الذي قد يحصل في مياه الشرب راجع إما إلى انخفاض معدل الضغط لمياه، أو لاعتداءات بعض المواطنين، إلا أن نقص المياه داخل الشبكة يعني انخفاض الضغط،وبالتالي تتسرب إليها المياه الملوثة السطحية من نفس نقاط تسريب الفاقد وبالتالي العملية عكسية، ويتحرك عبر المياه النظيفة، وقد لا يظهر في بؤرته بل على بعد أمتار متعددة. وأن نقص الإمداد المائي يدفع المواطن لتركيب مضخات المياه لتوفير احتياجاته، وهذا يؤدي إلى سحب المياه السطحية الملوثة إلى داخل الشبكة، فيصعب تتبع حركتها، إضافة إلى عمر الشبكة المتهالك والاعتداءات عليها، وسوء استخدامها من قبل المواطنين. إلا أن أصابع الاتهام ظلت موجهة من قبل البعض إلى جهاز تنفيذ مشروع النهر الصناعي، بأن احتمالية التلوث تأتي من المصدر، لمعرفة حقيقة ذلك تواصلت وكالة الأنباء الليبية مع إدارة مراقبة جودة المياه بجهاز تنفيذ مشروع النهر الصناعي، للإطلاع على آليات مراقبة جودة المياه الواصلة لشبكة قبل توزيعها. يوضح مدير إدارة مراقبة جودة المياه بجهاز تنفيذ مشروع النهر الصناعي المهندس أمجد سعد العرفي، قائلا: “يعتمد علينا النهر اعتماد كلي فيما يتعلق بطلبات التزويد للجهاز بمياه آمنة، من حيث تناسب الجودة والكمية معًا، فمثلا هناك بعض الدول لديها مصادر للمياه؛ لكنها تفتقد للجودة بسبب تلوثها بالرصاص أو النترات، واستنادا لهذه القاعدة العلمية وتطبيقا لها، أنشئت الإدارة مع بداية مشروع النهر الصناعي، الذي انطلق بمساندة خبراء أجانب لتنقيب عن المياه وإيصالها للمناطق الساحلية، فكانت جودة المياه من الأقسام الملازمة للعمل منذ بدايته انطلاقًا من حفر الآبار، وإجراء عمليات المسح الشاملة للكميات والجودة، وكان العمل مكثف فيما يتعلق بتغير العناصر التي تعتبر مؤشرات أساسية لتركيبة للمياه، وهذا العمل يعتبر روتيني بالنسبة لنا”. وتابع العرفي: ” أنشئت إدارة مراقبة جودة المياه في عام 2010، وتنقسم إلى المختبر المركزي، وقسمي الدعم الفني والتخطيط والمراقبة، وتعمل بحلقة متواصلة وتصب في المختبر. وتابع العرفي: “نحن مسؤولين عن منظومة النهر السرير سرت تازربوا بنغازي؛ كمرحلة أولى، وهناك إدارة ثانية بمنظومة الحساونة سهل أجفارة تقوم بنفس المهام”. خطة العمل وبشأن الخطة العامة للعمل ومواكبة جديد التقنيات؛ يقول العرفي: “لدينا خطة ثابتة تتمركز في مواقع أخذ العينات ما يعادل شهريًا من 10 إلى 13 موقعًا، إلا في حالة حدوث تغير في تركيبة المياه، ومواكبتنا لتطور في مجال عملنا تقتصر على مجهوداتنا الشخصية، وليست بالمثلى وفي المقابل الإدارة العليا تنظر في طلباتنا فيما يتعلق بالتحديثات وتدرس مدى فاعليتها، ومنذ فترة ظهرت أجهزة القياس المباشرة للمياه ما بعد الكلور، وتعتبر مطورة جدًا وقامت الإدارة بتوفيرها، وفي الوقت نفسه لايزال القياس اليدوي لم يتوقف على مدار اليوم بواسطة جهاز المقارنة اللونية”. وحول حقيقة التلوث دائمة أو احتمالات ظرفية، يوضح العرفي أن الاعتداءات التي وقعت لم تؤثر على جودة المياه، بسبب تدفق الخارجي بقوة للمياه لكنها تسبب في إهدارها، إضافة إلى إنهيار بسبب اختلاف الضغط نتيجة هذا الضخ الناجم عن الاعتداء لمواقع الجهاز. وعن الشائعة الشهيرة قبل عامين فيما يتعلق بضخ مياه خزان سلوق الملوث لشبكة التوزيع نتيجة إنفجار إحدى الخطوط، يقول العرفي: “ارتفاع الخزان شاهق جدًا، ولا يمكن أن تصله الحيوانات، إضافة إلى التشدد الأمني، وأجرينا اختبارات قبل الضخ، ووجدنا البكتريا عالية بنسبة 6 أضعاف، وقمنا بتطهيرها ومعالجتها بالكلور تدرجيًا حتى وصول المعدل المطلوب، والتأكد بأنها مياه آمنة قبل الضخ، وفيما يتعلق بنسبة مؤشر التلوث فنسبته غير ثابتة، لكنه محصور في الخطوط التي تسبق نقاط الأخيرة لوصول المياه إلى محطات التوزيع للمدينة، فمثلا عندما نستخدم خزان مفتوح والمياه غير راكدة، لا يوجد أي مؤشر، لكن حال تخزينها مثل خزان عمر المختار أو ماسكلو أي المخزون الاحتياطي، والتي نلجأ لضخها في حال حدوث مشاكل في الخط، هنا قد يظهر المؤشر والذي نعالجه فورًا”. وحول دعم الأبحاث العلمية؛ يتحدث مدير مكتب الإعلام المهندس صلاح الساعدي، قائلا: إن “جهاز تنفيذ وادارة مشروع النهر الصناعي، يشرع الباب أمام الباحثين في مجال جودة المياه من خارج وداخل الجهاز لدعمهم لوجستيًا، وذلك في إطار خطتهم لدفع بالخبرات والكفاءات الليبية في مجال البحث العلمي، من خلال توفير البيئة المخبرية المناسبة، من حيث المكان والمعدات والمواد وغيرها من المتطلبات”. (وال) هــ ش/ ر ت كتب| هدى الشيخي
جميع الحقوق محفوظة وكالة الانباء الليبية .