لندن 14 مارس 2022 (وال)- أكد مبعوث الأمم المتحدة السابق للدعم في ليبيا غسان سلامة، أنه لا يتفق مع القائلين إن “ليبيا حاضنة للجهاد في إفريقيا”، مذكرًا بأن البلاد ورغم الوضع الصعب؛ تمكنت من إحباط مشروع تنظيم الدولة في سرت بالكامل.
تصريحات سلامة جاءت خلال مقابلة مع مجلة نيو أفريكا “أفريقيا الجديدة” التي تصدر في العاصمة البريطانية باللغة الإنجليزية، في عددها الأخير حول انطباعاته عن الوضع في ليبيا بعد مغادرته لها منذ 3 سنوات.
وقال سلامة إن ريع النفط الليبي وعدم توزيع عوائده توزيعا عادلا من قبل سلطة دولة ضعيفة، ازداد بها تغول الجماعات المسلحة التي استولت على الترسانة الهائلة التي خلفها القذافي غداة سقوط النظام في 2011، ثم حصلت على أسلحة من الخارج.
وقال المبعوث الأممي السابق : “إن الصراع في البلاد غالبا ما يوصف بأنه صراع بين الشرق والغرب وهذا غير صحيح، لأن ما حدث في 2011 في ليبيا هو انفجار الدولة من الداخل ، وإن مشكلة ليبيا أنها تعيش على أرباح النفط وبالتالي يمكنها تمويل حربها الخاصة ، ويسعدني أن أرى اليوم أن هذا البلد حافظ على شكله، ومع ذلك فإن الصراع في ليبيا مثله مثل جميع النزاعات الأخرى في العالم، سيتأثر بالضرورة بالأزمة الكبرى التي تحدث في أوروبا” على حد تعبيره.
وأكد سلامة أنه كان ولا يزال من الضروري للأمم المتحدة محاولة إعادة تأسيس الدولة وهي عملية بطيئة، مشيرا إلى ليبيا أن خطر التقسيم قائم ولكنه لا يعتقد أن القوى الفعلية تدفع باتجاه ذلك، مشيرا إلى أن الصراع في ليبيا – مثله مثل جميع النزاعات الأخرى في العالم – سيتأثر بالضرورة بالأزمة الكبرى التي تحدث في أوروبا.
ولفت المبعوث الأممي السابق غسان سلامة إلى أن لدى الجميع مصلحة في الحفاظ على دولة قوية في ليبيا، يمكنها وضع حد للجماعات الإرهابية التي تستخدم البلاد كملاذ لها، فضلا عن مشاكل مثل الهجرة غير النظامية إلى أوروبا وغيرها.
وقال سلامة إن تأثير الأزمة الليبية على منطقة الساحل وغرب أفريقيا جرى تضخيمه، مشيرا إلى أن أصول حركة بوكو حرام مثلا لا علاقة لها بما حدث في ليبيا، والصراعات الداخلية الشديدة في معظم بلدان الساحل ليس لها علاقة تذكر بليبيا. (وال)