تونس 24 مارس 2022 (وال) _ صدرت حديثًا عن دار التنوير رواية “السيد العميد في قلعته”، للكاتب التونسي شكري المبخوت، وهي خامس أعماله الروائية بعد “الطلياني” (2014)، و”باغندا” (2016)، و”مرآة الخاسر” (2019)، و”السيرة العطرة للزعيم” (2020)، إضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان “السيّدة الرئيسة” صدرت عام 2015.
تتناول الرواية الجديدة الفضاء الجامعي، بكواليسه وعلاقاته المعقّدة المرتبطة بدوائر المعرفة والسلطة، وهو عالم ليس غريبًا عن عوالم المبخوت التخييلية؛ فقد سبق أن حضرت الجامعة في روايتيه “الطلياني”، وفي “السيرة العطرة للزعيم”.
من أجواء الرواية:
“قلعة الأحرار”: لم تكن كالقلاع شاهقة البناء منيفة، فقد شيدت في تقشف شديد لا يدل على ذوق معماري رفيع، فجاءت عبارة عن بناءات مستطيلة متوازية غفل من أي تزويق، أو بهرج وزخرف.
كانت قلعة منعزلة في الخلاء، كالقلاع المعروفة، بيد أنها لا تشرف على شيء، ولا تحتاط من هجوم محتمل، ولا تواجه أعداء، ولا تخوض معارك ضد غزاة حقيقيين يطمعون فيها.
وعلى الرغم من هذا كله، فإنها قلعة فعلًا، فالقلاع لا تكون قلاعًا إلا بأسرارها وناسها، وخصوصًا بعجز من هم خارجها عن معرفة مسالكها ودهاليزها وخفاياها أكثر مما هي بهندستها وشكلها وحجارتها وصلابتها ومناعتها وشموخها.
إنها مثال ناطق عن لعبة توهم وإيهام يصدقها الجميع داخل القلعة، وخارجها، فيقتاتون من كذبة فاتنة شيقة وهم يلوكون سرًا غامضًا محيرًا.
لذلك سأروي لكم شيئًا من هذا السرّ، وبعضًا من حياة ساكنة القلعة وتردداتهم وحيرتهم، وبطولاتهم ونذالاتهم، وإخلاصهم وخيانتهم، وحروبهم وهزائمهم، وإخفاقاتهم وانتصاراتهم.
إن الدهليز المخيف لا يظل مرعبًا إذا نزلنا إليه واعتدنا ظلمته الحالكة، والشعاب المخوفة لا تظل خطيرة إذا دخلناها وخرجنا منها سالمين.(وال _ تونس)ح م / هـ ع