بنغازي 16 نوفمبر 2016 (وال) – أكد الناطق العسكري باسم القوات المسلحة العربية الليبية عقيد أحمد المسماري وجود من يحاول إظهار بنغازي بمظهر المدينة غير الآمنة ومدينة القتال وهو ما ينافي الواقع في ظل التنسيق الكبير بين القوات المسلحة ووزارة الداخلية لتأمينها حيث يمثل استقرارها عاملا تنشيطيا للاقتصاد ولإعادة العمالة العربية والأجنبية الوافدة وعودة مينائها للعمل وهو ما لا يريده الإخوان.
وأوضح المسماري – خلال استضافته في تغطية خاصة لقناة ليبيا الإخبارية الإثنين – أن القوات المسلحة قامت بإخراج مجموعة كبيرة من حملة الجنسيات التشادية والسودانية الموجودين بمنطقة قنفودة، مبينا بأن الليبيين الموجودين بالمنطقة مشمولين برعاية القانون والأخلاق والشريعة الإسلامية ومحميين بموجبها وبموجب الاتفاقيات الدولية والإنسانية من القوات المسلحة التي قام بمراعاة الأمور الإنسانية والأخلاق العامة عبر إبطاء الهجوم مع الاحتفاظ بحق قواته بقصف أي هدف يثبت أنه مسلح بمحيط قنفودة لمنع المجاميع الإرهابية فيها من التمدد لأي جبهة جديدة من جبهات القتال.
وأضاف الناطق العسكري أن القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة حفتر قام بإعداد خطة لمراحل معركة طويلة ومرهقة جدا ووفقا لإمكانيات القوات وإمكانيات العدو لضمان عدم إنهاك القوات المسلحة بالقتال المستمر وتدريب الجنود على الكثير من القتال الخاص بالجماعات الإرهابية وبشكل مراحل وبواقع مرحلة لكل منطقة ووفقا لخصوصيتها فيما تقوم قوات الصاعقة والمظلات وكتائب المشاة والمدفعية بواجب كبير بدك أوكار الإرهاب ومنع مناورة الجماعات الإرهابية بعناصرها ما بين منطقتي قنفودة والقوارشة فيما تغطي القوات الجوية سماء مناطق العمليات بالكامل.
وأقر المسماري بحاجة مراحل معركة الكرامة لوقت طويل وتكتيكات معينة لكون هذه الحرب لا تدار بعقلية عسكرية تقليدية أو بتقنيات متطورة جدا بل تتطلب تكتيكا آخرا اعتمده القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة حفتر يتمثل بالهجوم الهادئ التعبوي الفعال الذي لا رجوع فيه للابتعاد عن أسلوبي الكر والفر أو الضغط وتخفيض الضغط اللذان لا يصلحان للتعامل مع التنظيمات الإرهابية، فضلا عن مواجهة القوات المسلحة الأساليب التي ابتدعتها الجماعات الإرهابية وأبرزها توجيه عدة سيارات مفخخة نحو القوات التي يمتلك جنود جيشها القدرة وطول النفس وحالة الاعتياد على خوض مثل هكذا معارك.
وأضاف بأن القوات المسلحة بدأت في صفحة أخرى من صفحات المعركة عبر مهاجمة آخر أوكار الإرهاب في غرب مدينة بنغازي والسيطرة على بعض المواقع المتقدمة فيها، مبينا بأن العائق الذي يعترض هذه القوات يتمثل بوجود الألغام التي تسببت بكوارث وخسائر بشرية لأسر بأكملها بسبب دخول المواطنين لبيوتهم أو رجوعهم إليها بشكل غير منظم وغير مسموح به من القوات المسلحة فيما تحتم الضرورة احترام بلاغات القوات المسلحة لأنها تأتي من أجل المواطن وسلامته ولكون هذه القوات لم تنهي بعد وجود الألغام ومخلفات الحرب والمفخخات بشكل كامل.
وبشأن المعلومات الوافية عن سير مراحل معركة الكرامة وميعاد نهايتها، أشار المسماري إلى أن استمرار هذه المعركة وعدم التستر على المعلومات بشأنها والرغبة بإعطاء الفرصة الكاملة لغرفة العمليات لإدارة المعارك والمناورة والوصول إلى أعلى المستويات في تحقيق الأهداف، مبينا بأن الحديث الوافي عن هذا الموضوع سيتم خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي له كاشفا في الوقت ذاته عن مفاجئة الجيش للمجموعات الإرهابية بعد الهجوم على المناطق الأربعة للعمليات بالقاطع الغربي سرت بالكامل وعدم الاكتفاء بمهاجمة منطقتي قنفودة والقوارشة وفصل المنطقتين لضمان عدم تحريك العدو للعناصر بينهما.
وأكد المسماري بأن من يقرر نهاية المعركة هي غرفة عمليات الكرامة بعد أن دامت لـ 30 شهرا فيما يتم إعادة الحسابات وتقدير الموقفين التعبوي والعام للوطن بالكامل وتقدير الموقف الخاص لكل غرفة عمليات ليبدأ بعد ذلك إعداد الخرائط التعبوية للعملية وأن على الإعلاميين والناطق الرسمي واجب إذاعة النتائج فقط محذرا من وجود حالة من الإسراع بنقل الخبر وتقديم خبر عاجل والتفاخر والتباهي من أجل سبق إعلامي قد يضع القوات المسلحة تحت نظر العدو من دون أن تعلم فضلا عن وجود الكثير من المندسين ممن يقومون بالتقاط بعض الأخبار من الصفحات الإلكترونية ويلفقون الأخبار على شكل شائعات تخرج على الناس.
وأضاف بأن ناشري هذه الأخبار إن كانوا لا يعلمون بخطورة أعمالهم هذه فقد علموا الآن أما إذا كانوا يعلمون فعليهم التوقف عنها فورا أو سيكون من الواجب على القوات المسلحة وعلى الاستخبارات العسكرية التعامل معهم على أساس كونهم مخترقين للأمن الحربي أثناء العمليات العسكرية.
وأرجع المسماري التوقفات القتالية التي تمت بعد تحرير منطقة سيدي منصور لعدم رغبة القيادة العسكرية بالاندفاع في المعركة والزج بجنود منهكين في معركة سابقة ومتواصلة وبمعدات تحتاج إلى الصيانة مبينا في الوقت ذاته اعتماد القوات المسلحة لمسألة التناوب في دخول وخروج الوحدات القتالية المشاركة بالعمليات العسكرية لضمان إدامة الزخمين المعنوي والميداني في المعارك.
وكشف المسماري عن اعتماد مركزي تدريب العزيزية وتيجي لاحتضان الراغبين بالالتحاق بالمنطقة العسكرية الغربية وذلك بهدف القضاء على حالة العشوائية التي رافقت بناء الجيش بعد العام 2011 وعبر الاستمرار بالعمل بنظام العقود الذي تم الانتهاء من تنفيذه بنسبة 70% بالمنطقة الشرقية بعد التحاق الراغبين بالانخراط بالجيش بمراكز التدريب بالمنطقة على أمل التحاق نظرائهم بالمنطقة الغربية أيضا لكي يكونوا عسكريين نظاميين مؤهلين قتاليا وثقافيا وذوي شخصيات عسكرية وبأرقام ورتب وبحماية قانونية وإدارية وينتمون لمؤسسة الجيش مبينا بأن الكتيبة الـ106 تم استحداثها بالكامل بعد عملية الكرامة وهي تقاتل الآن في خطوط النار الأمامية مع بقية الوحدات وقدمت العديد من الشهداء والجرحى. (و ال – بنغازي) ع م