بنغازي 04 أبريل 2022 (وال) -يطرأ كثير من التغيرات على روتين الحياة اليومية للإنسان في شهر رمضان، وخاصة عند المصابين بالأمراض المزمنة كداء السكري الذي يتطلب ضبطا جيدا للسكر وفق نظام غذائي خاص منتظم من حيث مواعيد الوجبات والدواء
وقد رخص الله تعالى في كتابه الكريم للمرضى الإفطار في رمضان، وخاصة إذا كان الصيام يؤدي إلى تدهور صحة المريض.
ومن المرضى الذين يباح لهم الإفطار مرضى السكري، حيث تؤدي الاضطرابات الاستقلابية التي تحدث بسبب تغير أوقات الوجبات إلى تدهور حالتهم الصحية، وتعرضهم لحالة حرجة ومضاعفات متزايدة.
وكالة الأنباء الليبية التقت استشاري أمراض السكري دكتور عوض القويري للحديث حول أهم العادات التي يجب تجنبها خلال شهر رمضان، والوقوف على أبرز النصائح والعادات التي يجب اتباعها وتغييرها لضمان صوم صحي دون ضرر.
-لا يوجد مرض صديق للإنسان، وتكيف مريض السكري مع طبيعة مرضه
– لا يوجد مرض صديق للإنسان، كل الامراض عدو مباشر يهدد الإنسان، لكن الفكرة في كيفية ترويض المرض والتكييف معه. السكري أحد الأمراض المزمنة التي يجب ان نتعامل معه بطريقه صحيحة، من خلال تغير نمط الحياة من الركود إلى الحركة؟، وتغيير نظام الأكل من أكل يحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات المباشرة ( السكريات) أو غير المباشرة (السكريات المعقدة)، والاتجاه لزيادة كمية الألياف في الوجبات، ويقصد بالألياف كل الخضروات خاصة الخضراء منها مثل الجرجير، الفجل، البصل الأخضر، الكسبر، وباتباع هذه الخطوات تعد خطوة مهمة أولية لمصابين السكري الجدد، وقد تكون أيضا عنصر وقاية من قبل الإصابة بالمرض
-معدل المتابعة والزيارة الدورية للطبيب خلال شهر رمضان
– من خلال تجربة لأكثر من (30) عاما، تجد مريض السكري مقل جدا في الزيارات الدورية للطبيب المعالج، ومن ثم يقوم بزيارة واحد قبل شهر رمضان، وهذا ما يفسر الازدحام الشديد على مركز السكري قبيل رمضان، حيث يصل العدد إلى ( 2000) حالة في اليوم، وذلك لتغيير الجرعات ومحاولة الاطمئنان على الصحة عامة وهذا أمر غير صحيح.
لذا يجب ان يكون لدى مريض السكري متابعة دورية وخاصة قبل شهر رمضان، أقل شيء لمدة ثلاث أشهر قبل الصوم يكون ملاصق لطبيبه المعالج وذلك لأخذ فكرة عامة لحالة المريض وهل يستطيع الصيام أساسا او لا؟
وبحلول شهر رمضان يجب ان يكون المريض على متابعة مستمرة مع طبيبه، خاصة خلال الأسبوع الأول، وأن يتم قياس السكري في فترات متفرقة خلال النهار، وفترة المغرب وفترة ما بعد الإفطار. كم ينصح بالتواصل الهاتفي مع الطبيب المعالج في حالة حدوث أي الشعور بأي اضطراب، وهذا التواصل يقي المريض من مخاطر هبوط أو ارتفاع السكري.
–النصائح الطبية للتغذية السليمة لمرضى السكري خلال شهر رمضان
-يفترض ان يكون شهر رمضان فرصة مثالية لمريض السكري لضبط السكر وتعديله، بل نخشى نحن كأطباء من هبوط السكري، ولكن المفاجأة أن أغلب الحالات يكون لديها ارتفاع كبير في السكر، يصل إلى ( 400)، والسبب الأساسي في ذلك سوء التغذية، والمتمثلة في السكريات المباشرة التي تناولها عند الإفطار منها المشروبات العصائر المحلى الحلويات البيتية (لقمة القاضي، الكنافة، البقلاوة إلخ) تعتبر خطر مباشر وضربة قاضية لمريض السكري، وهذا يسبب ارتفاع كبير لمعدلات السكري بعد الإفطار، أيضا تناول النشويات التي تعرف باسم السكريات المعقدة.
وبخصوص أنواع الخبز، أضاف القويري لا يوجد فرق بين خبز القمح أو الشوفان فهي جميعا مخبوزات تضر بمريض السكري، ولا علاقة للشوفان بتقليل وخفض السكري، فلا يوجد أي خصوصية تميز الشوفان عن غيره إلا كونه يحتوي على معدلات أكثر من الالياف فقط.، وأيضا جميع المشروبات الرمضانية غير نافعة مثل حليب اللوز، قمر، الدين، العصائر ..إلخ
حيث تحتوي جميع المشروبات على نسب كبيرة من السكر، وتضر الإنسان العادي ومريض السكري بشكل أكبر، المشروب الوحيد المفيد على الفطور أو السحور هو الماء، حيث يأتي في المرتبة الأولى يليه الحليب أو اللبن، فهو غني بخمائر طبيعية تفيد عملية الهضم.
-الشربة الليبية الحمراء وجبة غذائية متكاملة
تعتبر الشربة الليبية مفيدة جدا لمريض السكري، ولأي صائم كونها تحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، فهي تحتوي على البروتين المتمثل في اللحم وفي الدهن الطبيعي، الذي يفرزه اللحم وعلى الألياف لوجود البقدونس، و الكسبر، أيضا الكربوهيدرات المتمثلة في حبوب الشربة ، إضافة إلى الماء فهي تحتوي على كافة العناصر التي يحتاجها الإنسان بشرط تكون خفيفة وبدون دهن.
كذلك يمكن لمريض السكري أن يتناول أي نوع من المحاشي شرط أن يتم استبدال الأرز بالدشيشة أو البرغل.
كما يجب تناول ما هو متوفر في بيتنا، دون أن نحاول تقليد عادات غذائية قد لا تكون متوفرة لدينا.
فالطبخ الليبي قديما غني بالمعادن والفيتامينات مثل: ردة الشعير، فهي مثالية وتغني عن الشوفان، كذلك بدل وضع القرفة على الزبادي، يمكن وضعها عيدان في مرق الكسكسي مثلا، أي أن كل ما يحتاجه مريض السكري كيف ومتى يأكل، وليس كم يأكل.
–مريض السكري وممارسة الرياضة خلال رمضان
-لا نحتاج ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، وإذ أردنا تفصيل الأسباب نجد أن الوقت الأمثل لممارسة الرياضة هو بين الفجر وطلوع الشمس، وهو وقت الإمساك في رمضان.
اما فترة المساء وقبل المغرب يكون مستوى السكر منخفض جدا بسبب الصيام، ومع ممارسة الرياضة تسبب اجهاد وتعرض نفسك للخطر.
الليل سكن وهدوء، فالجسم مهيئ للراحة حيث يحدث انضباط للهرمونات في الجسم مع فترات المساء، وهذه من حكمة الله بالتالي ممارسة الرياضة بعد الإفطار، أمر مجهد للجسد الذي بفطرته يهي نفسه للسبات خلال فترة الليل.
لذلك لا يفضل ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان، بل تنظيم الأكل والابتعاد عن السكريات المباشرة وغير المباشرة، إضافة إلى الابتعاد عن السهر فهو مضر للجسم.
–السحور المثالي لمرضى السكري
المهم في وجبة السحور هو متى تكون، حيث يمتنع البعض عن تناول وجبة السحور، أو هناك من يأكل أول الليل وهذا غير صحي.
الوقت المثالي للسحور قبل الفجر بنصف ساعة، فعلى الصائم تأخير موعد السحور قد المستطاع، امتثالا لوصية رسول الله، ويعتمد على كل إنسان وما يشتهي ولو على جرعة ماء، شرط الكمية تكون قليلة بحيث لا ترفع السكر، والابتعاد عن الحلو في السحور.(وال بنغازي) ح س / س خ.