بنغازي 09 أبريل 2022 (وال) _ بالرغم من فوائد شرب الماء الكثيرة، خاصة مع دخول فصل الصيف، وتزامن دخوله مع شهر رمضان المبارك، حيث يصاب الصائم بالعطش المضاعف أثناء النهار وسط ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن شرب كميات كبيرة جداً من الماء في أوقات قصيرة، يشكل خطراً حقيقي على صحة الإنسان، والتي قد تؤدي أحيانا إلى الإصابة “بالتسمم المائي” وهو ما يعرف بنقص (الصوديوم في الدم)، حيث تؤدي مضاعفاته في حال عدم الإسراع بعلاجه إلى الوفاة.
ما هو التسمم المائي؟
و في حوار _ لوكالة الأنباء الليبية _ أوضحت مدير مكتب الإعلام والتوعية والتثقيف الصحي بمركز السكر التعليمي الجبل الأخضر الدكتورة (مريم فضل ونيس)، “التسمم المائي وأعراضه وطرق علاجه”. فقالت: ( أن التسمم المائي يحدث عندما يتم إدخال كميات كبيرة من الماء إلى الجسم بشكل يصعب على الكليتين تصريف الماء الزائد في الوقت المناسب من الجسم، حيث تستطيع الكلى أن تخلص الجسم من كمية محددة من الماء يوميًا، ولكنها لا تستطيع التعامل مع تصريف كمية أكبر من ما يقارب 0.8 – 1 لتر من الماء كل ساعة، لذا حاولوا ألّا تشربوا ماء أكثر من 0.8 – 1 لتر خلال الساعة الواحدة، موضحه أنه لا توجد كمية محددة لشرب الماء يوميا، إذ يختلف الأمر من شخص لآخر).
وتابعت: (لا تنسوا إنكم تحصلون على احتياجاتكم من الماء من الأطعمة التي تتناولها يوميا، لا من الماء والسوائل فقط، لذا استمعوا لما يقوله جسمكم واشربوا الماء فقط عندما يطلبه الجسم، مشيرة إلى أن هناك حالات خاصة يجب على الأشخاص فيها شرب الماء بشكل منتظم، حتى إذا لم يشعروا بالعطش، مثل: الحوامل، كبار السن والرياضيين)
أسباب التسمم المائي:
وعن الأسباب أجابت ونيس: (أن التسمم المائي هو خلل في وظائف الدماغ ناتج عن شرب كميات كبيرة من الماء، فشرب الكثير من الماء من الممكن أن يتسبب في زيادة الماء في الدم، الأمر الذي قد يتسبب في إذابة بعض مكونات الدم، مثل “الصوديوم”. فعندما تتدنى مستويات الصوديوم عن حد معين، يتسبب بالإصابة في ما يسمى بنقص “صوديوم الدم”، وعندما يحصل هذا فإن السوائل التي كان “الصوديوم” يحافظ على بقائها خارج الخلايا تدخل إلى الخلايا مسببةً انتفاخها)
و ذكرت: (عندما يحصل ما ذكر في خلايا الدماغ تحديدًا، فإنه قد يكون حالة قاتلة من الممكن أن تسبب الموت. لكن لنكن أكثر دقة، فإن شرب كميات كبيرة من الماء ليس فقط العامل الوحيد للإصابة بالتسمم المائي، بل كذلك شرب كميات كبيرة من الماء خلال فترة قصيرة جدًا من الزمن).
أعراضه ومضاعفاته عند البالغين والأطفال
وبالسؤال عن أبرز أعراض ومضاعفات التسمم المائي عند البالغين، أشارت ونيس إلى (أنه عندما يدخل الجسم في مرحلة التسمم المائي ويزداد الضغط الحاصل على الجمجمة من خلايا الدماغ المتورمة، فإن الأعراض شائعة الظهور للحالة هي “ألم في الرأس وصداع، أو حيرة وارتباك، غثيان وتقيؤ, خلل في الوظائف الإدراكية والحالة العقلية والنفسية مثل الهلوسات والقيام بتصرفات غير ملائمة، ضعف في العضلات، وتشنجات ورفة في العضلات، ألم وتعب، صعوبات في التنفس أو العجز التام عن التنفس، التبول بكثرة، تغيرات وتقلبات مستمرة في ضغط الدم، عدم انتظام في ضربات القلب، دوخة حادة وتشنجات، تشوش في الرؤية أو رؤية كل شيء بنسختين، وهذا في الحالات الحادة جداً، و قد يتسبب التسمم المائي بحدوث نوبات تشنجية حادة والدخول في غيبوبة أو حتى الموت في نهاية المطاف”).
و أكملت الدكتورة مريم: (خلال التسعة أشهر الأولى من عمر الطفل قد تتسبب زيادة كمية الماء في جسم الرضيع بمضاعفات خطيرة من الممكن أن تكون قاتلة، مع أن الرضع في هذه الفترة يعتمدون بشكل شبه كامل على الحليب الطبيعي أو الصناعي، إلا أن جسم الرضيع قد تدخله كميات زائدة من الماء نتيجة قيام الأم بإعطاء جرعات من الماء للطفل غير محسوبة الكمية، و قيام الأهل بمحاولة تدريب الرضيع على السباحة منذ شهوره الأولى)
وأضافت: (عند إصابة الرضيع أو الطفل بحالة التسمم المائي، غالبًا ستكون الأعراض “تغير في سلوكيات الطفل، مثل ضعف الإنتباه والدوار, تشوش في رؤية الطفل, تشنجات ورفة في العضلات, ضعف في التنسيق العضلي العصبي، غثيان وتقيؤ متكرر،عدم انتظام في التنفس”).
علاج التسمم المائي
وبسؤالها عن العلاج أجابت: (عندما يحدث التسمم المائي، ويتم تشخيصه فإن خيارات العلاج ستشمل “استخدام أدوية مدرة للبول لزيادة التبول والإسراع في تخليص الجسم من الماء الزائد, علاج تصحيح مستويات الصوديوم في الجسم (Sodium correction therapy), العلاج المعتمد على استخدام الكهارل (intravenous electrolytes), القيام بإجراء غسيل للمعدة”).
الكميات المناسبة لشرب الماء
و بينت مدير مكتب الإعلام (أن معهد الطب في الولايات المتحدة الأمريكية يوصي البالغين بتناول من 9 إلى 12 كوبًا من الماء بشكل يومي، إلا أن احتياجات الجسم من السوائل تختلف باختلاف العمر والجنس والوزن والحالة الصحية للإنسان، كما تختلف باختلاف الأنشطة البدنية التي يقوم بها كل فرد، حيث تؤثر الحالة الصحية للإنسان على قدرة الجسم في التخلص من السوائل، ومن أمثلتها المرضى الذين يعانون من ضعف عضلة القلب أو فشل القلب الإحتقاني)
وفي الختام، أشارت إلى أن قدرة الجسم تقل على التخلص من السوائل في حالة الإصابة بالقصور في وظائف الكلى أو الكبد، أو في حالة وجود خلل هرموني. (وال _ بنغازي)
حوار: فاطمة الورفلي