بنغازي 13 أبريل 2022 (وال) -تعددت الآراء واختلفت وتوافقت، حول العادات التي كان تميز العائلات الليبية في شهر رمضان، والتي بات بعضها من الماضي، والآخر مازال حاضرا، بالإضافة إلى ظهور طقوس جديدة على المجتمع الليبي، جعلت من الشهر الكريم له سمات جديدة ومتنوعة.
وكالة الأنباء الليبية كان لها هذا الاستطلاع الخاص مع عدد من الصحفيين والصحفيات، حول رمضان وعاداته وذكرياته.
يقول خليل قويدر “اذكر قديما أن الشباب كانوا يقومون بغسل الحصيرفي المساجد، وتنظيفه وتزيين الزوايا ليتجمع فيها الأطفال لحفظ القرآن، الآن نشعر أن الصوم هو صوم فقط عن الأكل والماء، افتقدنا إلى روحانيات الشهر الفضيل.
ويضيف: الشيء الوحيد المتبقي من حسنات الشهر الكريم هو تجمع الأبناء المتزوجين رفقة زوجاتهم وأولادهم في أول يوم في بيت العائلة، و”اللمه” على شاشة الإذاعة المرئية، ترقبا للبرامج والمسلسلات الليبية، والدعوات على الإفطار بين الأصدقاء الشباب”.
تصور أسماء صهد الأجواء القديمة في شهر رمضان، حيث كانت فرحة للكبار قبل الصغار، وكانت فرحة الأطفال تتمثل في إعداد “الخليطة” بين الأصحاب وعيال الجيران، وكانت “اللمه” تجري كل حين في بيت أحدهم، فكان تجمع جميل وبريء.
وتتابع: اليوم تلاشت هذه العادات وأصبح كل منا مشغول ببيته وحياته، للأسف حتى إذا كان هناك “لمه” فليست من باب الود والمحبة والتجمع، وإنما أصبحت من باب الارتكاز على المظاهر والتباهي بتجديد البيت والأواني وغير ذلك”.
تهاني بن سعود تشير “أن من بين العادات التي اختفت في شهر رمضان “لمة العائلة و”لمة” الجيران، وأيضا من العادات التي اختفت، “صحن التذوق” بين الجيران، واختفت زينة رمضان حيث كانت الشوارع تضأ بالزينة، والحرص على نظافة المنطقة، وإضاءة الفوانيس.
وتضيف : أن من العادات التي اختفت بين الأطفال “الخليطة”، ومع الأسف أصبح رمضان حاليا شهر الأكلات والمشروبات فقط، مع نسيان وفقدان عاداتنا التقليدية.
وترى تهاني أن من بين العادات الإيجابية التي لازالت قائمة إلى الآن، حملة رمضان في تنظيف وترتيب البيوت، وشراء الأواني الجديدة قبل دخول الشهر الفضيل بعدة أيام”.
وقالت هند الهوني ” لا نستطيع أن نحدد شيء إيجابي، فهو أجر عند الله والسلبي يعاقب عليه الله عز وجل، ويعتبر الوازع الديني والأخلاقي ذاتي ومحكوم بتكوين الشخص نفسه وسلوكياته، ومدى وعيه بأن يتغير أو يحسن للأفضل. وتصف الهوني شهر رمضان بأنه موسم من مواسم الروحانيات، وهو شهر برأيها، يتصف بالعبادات وطقوس يومية معينة.
أيضا أصبح سائدا إدخال أصناف جديدة لمائدة رمضان، وأيضا من التغيرات التي دخلت علينا المفارش، وأشكال الأطباق المختلفة، والزينة الخاصة برمضان.
وعن التغيرات التي طرأت على الشهر الكريم تقول: حاليا تأثر رمضان بتغيرات العصر، وبظروف الزمن، وتقلبات الحياة المعيشية، وفي كل بلد يختلف بالرغم من أنه قائم على ركائز معينة فرضها الدين الإسلامي، ونستشعر به بالهدوء والسكينة والذكر وصلاة التراويح.
وعن الصلاة في المساجد، ترى الهوني أنه لا وجود للانضباط أو لسياسة موحدة من دار الإفتاء للمساجد في رمضان من خلال ختم قراءة القرآن.
وتنهي الهوني قولها: أصبح الاحتفال برمضان بالماديات والتباهي، والبعد عن زيادة الصداقات، والبعد عن روحانيات هذا الشهر”.
وسجل أسامة الكزة، رأيه حول الايجابي في شهر الصيام وهو، استمرار نشاط مسابقات كرة القدم في أحياء المدينة، ولعب الأطفال في الشوارع بعد الآذان، لافتا إلى اختفاء المذاق الحقيقي للحلويات “الزلابية والمخاريق” المرتبطة برمضان وأنها لم تعد كم كانت، إضافة إلى أن أخلاق الناس قد تبدلت”.
ربيعة العقوري تقول” اختفت في شهر رمضان منذ سنوات، عادة تبادل الأطباق بين الجيران، وكذلك أجواء العلاقات الأسرية بين الأهل والزيارات لم تكن كالماضي، أما الإيجابي فإن رمضان يدخل ومعه فعل الخير وحب مساعدة المحتاجين، وتكثر موائد الرحمن وإقامة صلاة التراويح”.
وتلفت رجاء الشيخي، “عن اختفاء نفحات رمضان البسيطة، ومظاهر تزيين شباب المنطقة للشوارع بعقود الإضاءة، وتنظيف الطرقات بشكل وفق قولها: يبعث في النفس الفرح والتفاؤل.
وتقول الشيخي: اتذكر قديما وجود محل سنفاز في كل شارع وترى العسلية والزلابية، حاليا تغيرت المفاهيم والنفوس تبدلت، وكل مستكفي بنفسه، والناس أصبحت تتضايق من قدوم الضيوف في رمضان، خوفا على قطع الأثاث الثمينة من هرج ومرج الأطفال.
وتضيف: حتى نكهة الطعام تغيرت، مع أن المكونات لم تتغير، الآن الكل منكفئ على نفسه وهاتفه وعالمه الافتراضي”.
وتجد سعدة بوليفة أنه “يفترض خلال الشهر الكريم، الاحتفاء بـ”لمة العيلة” وعدم المبالغة في طهو الوجبات، والتسابق في قراءة المصحف الشريف، لكننا “نفاجأ حاليا بعادات تصوير الموائد لغرض التباهي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول: زمان كان له نكهته وفرحته، ويجرى الاستعداد له، والناس دخلها يغطى قدر الإمكان، الآن نمر بمشكلة عدم توفر السيولة النقدية لدى معظم الناس، وارتفاع الأسعار التي قد تحرم العديد من العائلات من الشربة”.
واستقبل المسلمون شهر رمضان هذا العام بشيء من الطمأنينة، خاصة بعد أن خفت موجة الإصابة بفيروس “كورونا” والذي شكل قلقا كبيرا خلال العامين الماضيين.
وكانت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بحكومة الوحدة الوطنية، أصدرت في أبريل من العام الماضي، حزمة من التعليمات بشأن منح الإذن لإقامة صلاة التراويح، مع عدد من الضوابط المهمة الخاصة بذلك.
كما آذنت الهيئة-مؤخرا-بإلغاء التباعد الجسدي بين المصلين، والسماح للنساء بأداء صلاة التراويح في المساجد هذا العام. (وال بنغازي) أ س ، ف م / س خ.
-استطلاع: أماني الفايدي- فاتح مناع.