بنغازي 04 مايو 2022 (وال) _ “الصحافة قابعة تحت الحصار الرقميّ”، هذا هو الشعار الذي حملته منظمة اليونسكو لليوم العالمي لحرية الصحافة 2022م.
قبل ظهور الصحافة الرقمية اقتصرت المساحة المتوفرة لنشر المقالات والكتابات على شريحة معينة من المجتمع، وعلى نوعية معينة، فتواجدت صحف يومية ومنها أسبوعية وأخرى شهرية حددت مساحة معينة للأحداث، فيما لا يستطيع أي شخص كان شاباً أو موهوبا أو إمرأة أو صحفي في بداية حياته الصحفية أن ينشر في الصحيفة أو الجريدة، ولكن بعد ظهور الصحافة الرقمية أعطت تلك المساحة الشاسعة للأقلام الشابة و غير الممارسة للعمل الصحفي، وذلك للنشر والتعبير.
اقتحمت الصحافة الإلكترونية عالم الأخبار والمعلومات والصور في جميع أنحاء العالم، وانتزعت من الصحافة الورقية الكثير من جمهورها، وأخذت تلعب دوراً مهماً في وعي الجمهور، كما أحدثت تغييراً واضحاً في الطريقة التي يتلقى بها الجمهور الأخبار والمعلومات، فقد لا تصمد الصحافة الورقية كثيراً بالرغم من عراقتها أمام الصحافة الإلكترونية.
_ وكالة الأنباء الليبية _ استطلعت آراء العديد من الصحفيين حول مستقبل الصحافة التقليدية في ظل الثورة التكنلوجية، فتحدث الصحافية (هدى العبدلي) قائلة: (لا أعتقد أن الصحافة التقليدية تعد في آخر أيامها، يبقي للصحافة التقليدية (الورقية) مكانتها وقرائها برغم طغيان الصحافة الرقمية وسرعة وصول الخبر وتحليله، ولكن إصدار الصحيفة التقليدية مهم ولم تستطع التكنلوجية الرقمية إلغائها.. بالرغم من تأثيرها الكبير عليها وقلت الأعداد الصادرة منها، وإقفال الكثير من الصحف حتى أصبحت تعد على اليد الواحدة في بنغازي بالتحديد، فالصحافة التقليدية محاصرة ولكنها ليست ملغية ولن تنتثر.
فيما قالت (حنان كابو) صحافية بصحيفة الليبي اليوم الإلكترونية (يمكننا القول أن التكنولوجية سيطرت بقوة على كل مناحي الحياة ومن ضمنها وسائل الإعلام لما تتميز به من السرعة في نشر الخبر وتوثيقها بالصورة، فالعالم بمجرته الكونية أصبح قرية صغيرة بنقرة واحدة على زر تنهمر عليك الاخبار بالصوت والصورة).
وأكملت: (الورق لما له من خصوصية ورائحته التي تحمل عبق الماضي بدأ يتضاءل رويدا رويدا، و الآنية تفرض هيمنتها لما تواكبه من سرعة وإيجاز ودقة أيضاً رغم محاولته أن يسير بقوة وتحدي، ولكن التكنولوجيا سيطرت بنفوذها فهي الأقوى والأجدر والأبقى).
ومن جانبه, أبدى الصحفي في وكالة الأنباء الليبية (فاتح مناع) رأيه قائلاً (نعم نستطيع أن نؤكد أنه لا مكان للصحافة التقليدية وسط الإنتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يمكنها أن تتدارك ذلك بمواكبتها للتطور وتغيير إسلوبها التقليدي، وأن تسعى إلى فهم واحتواء هذه التقنيات الحديثة والإستفادة منها قدر المستطاع).
وتابع: (في رأي أنه إذا حاولت الصحافة التقليدية الإنزواء أو تجاهل ما يجري، فإن تاريخها سوف يزول وينتهي شيئا فشيئا، وهذا ينطبق علينا نحن كذلك كصحافيين، فالمؤسسات العامة والخاصة أخذت تتجه نحو أسماء تُحقق عبر منشوراتها، أعداد كبيرة من المتابعين، رغم إنها لا تزاول العمل الصحفي أو تتبع لأي مؤسسة صحفية).
الصحفي لدى “CCTV” (ماهر الشاعري) قال: (الصحافة الورقية بدأت تندثر ولم يعد لها حتى الإقبال بالرغم من أن العديد من الدول لازالت تحتفظ بها أو لايزال لها طقوسها الخاصة، ولكن في أغلب الدول الآن أصبحت الصحافة الرقمية والمواقع الإلكترونية أكثر إنتشاراً وأكثر مصداقية للأخبار من الصحافة الورقية).
وأكمل: (تجسيداً لهذا الرأي فعند نشر خبر في موقع إلكتروني اليوم بعد يومين لم يعد خبر، وبالتالي المصداقية كانت في لحظة نزول الخبر على عكس الصحافة الورقية تحتاج إلى وقت وطباعة وبالتالي الخبر سوف يكون به متغيرات، وأنا من الأشخاص المؤيدين للصحافة الرقمية ومؤمنين بإنتشارها بشكل أكبر).
وفي رأي الصحفي (عبدالسلام المشيطي) بين (أن في زمن الإنفجار التكنولوجي والنمو التقني أصبح مصير الصحافة التقليدية على شفا الذهاب إلى غير رجعة، وذلك لتسارع الأحداث وبطء الصحافة التقليدية وعدم مواكبتها لسرعة الحدث، ولا يعتقد أن تستمر الصحافة التقليدية على ما كانت عليه من تغطية لكل المجريات).
وأضاف: (كما أعتقد أن استمرار الصحافة التقليدية على ما هي عليه الآن, لن يكون إلا من باب سد فراغ قد يحدث نتيجة توقفها أو وجود بعض القراء يفضلون الصحافة التقليدية وقوالبها الفنية المتنوعة).
وفي السياق، قالت الصحفية (فاطمة الورفلي): (بالتأكيد الصحافة الورقية لم تعد الوسيلة الأقرب للقارئ، وأرى من وجهة نظري بأن القارئ أصبح عجول للغاية ويريد أن يصل إلى المعلومة بأسرع طريقة ممكنة، وأن يكون مواكب للأحداث الآنية التي تحدث، وهذا الأمر الذي لا تستطيع المكتوبة أن توفره، في حين استطاعت الصحافة الإلكترونية أن تتيح كافة وسائلها الإيضاحية لتحقيق الواقعية وتلبية رغبات القارئ). (وال _ بنغازي)
استطلاع: نور الهدى العقوري